عمّار المطّلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 09:43
المحور:
الادب والفن
كان نوح طفلاً
حين سمعَ صوتاً يقول له: إبنِ سفينة !
فأمسكَ بقطعة خشبٍ
وقال: هذه سفينة كبيرة
و لمْ تكنْ هناك حاجة للتنّور
أو العصاة و الخطاة
و لمْ تكنْ هناكَ حاجةٌ للطوفان
فالتراب لم يكن قد افترق من الماء
و هكذا صار الترابُ بحراً هادراً
والسفينةُ يتقاذفها الموجُ
بمجرّد أنْ رغبَ هو بذلك
و على الرغم من أنّ مَنْ ينظر
سيرى طفلاً جاثياً
يُمسكُ بقطعة خشبٍ
و يدفعها فوق الأرض
إلاّ أنّ الطفل نوحاً
كان داخل تلك السفينة حقّا
و معهُ كان حشدٌ من الطيور و الدجاج
و البطّ
و كانت هناك قطط و كلاب و حيوانات
وجياد و كائنات لايراها الكبار
لم يقل له الصوت احمل فيها زوجَين زوجَين
فلم يكن هو يعرف معنى هذه الكلمة بعد
و لم يناد على ابنهِ بقلبٍ باكٍ
منْ وراء الأمواج
و لم يُطلق حمامةً ليرى
إنْ كان الطوفان قد انحسر عن الأرض
ففي لحظةٍ كان الماء يعودُ تراباً
بمُجرّد أنْ يشاء!
....................
....................
....................
لمْ يعرف نوحٌ
كيف انسلّتْ طيورهُ و حيواناته الكثيرة فجأةً
و تركتْهُ وحيداً طاعناً في السنّ !!!
#عمّار_المطّلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟