|
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية في فوضى الشرق الاوسط مدخل
عبدالله اوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:53
المحور:
القضية الكردية
الفصل الرابع الظاهرة الكردية، القضية الكردية في فوضى الشرق الأوسط مدخل يتميز التقرب الواقعي من الظاهرة الكردية بأهمية تزيد عن أي وقت مضى. فالفوضى التي سادت العراق، إنما تنبع من المشكلة الكردية. حيث لم يتم الجزم بكيفية تخطيها كمادة تشغل جدول الأعمال الأولية في العالم أجمع. فقدرة الحضارة الغربية على حلها غير كافية. كما تُبذَل المساعي لإيجاد مخرج لها عبر المشاريع الكبرى الدولية الخاصة بمرحلة ما بعد الحربين العالميتين مرة أخرى. ثمة اضطرابات وتوترات حادة في المنطقة. فما من نظام من أنظمتها القائمة، واثق من نفسه. وما سيجلبه الغد الآتي يكتنفه الغموض. من جانب آخر، ثمة زيادة في المجريات المناقضة للأهداف المرتآة في الظاهرة المسماة بـ"الإرهاب". هذا ولا يُطرَح في الميدان ما هو الإرهاب الحقيقي. تتفشى التطورات المنحوسة لتَجُول وتصُول في أوساط الفوضى الضبابية. رغم كل ذلك، ثمة أمل في بزوغ فجر الحرية! لقد ولجنا مرحلة يستحيل فيها إدارة الكرد كما كان في الماضي. حيث من غير الممكن أن يحقق الكرد انسجام عطالتهم وكسلهم في استمرار حياتهم اللعينة مع العصر، حتى لو شاؤوا ذلك. ستُسَرِّع التأثيرات الداخلية والخارجية المتزايدة مع مرور الأيام، من فرص تفكيك الظاهرة الكردية وحلها. أما بالنسبة لوجهة الحل المحتمل وكيفية حصوله، فهذا ما ستحدِّده وتيرة وماهية وخاصيات القوى المتدخلة في الممارسة العملية. وكأن الدور الرجَّاج الذي أدته إسرائيل في أحضان العرب، سيقوم به الكرد على صعيد عموم منطقة الشرق الأوسط. فالإصرار على الدولة الفيدرالية الكردية في العراق، سيفني أنموذج الدولة القومية المركزية المتصلبة في المنطقة. وقد تفضي إلى التسريع من الاتجاه صوب فيدرالية عامة أكثر ملاءمة لتاريخ الشرق الأوسط، ولو خارج إرادتهم. لكن، هل ستتحقق هذه المرحلة بتصادم القوميتين؟ أم ستتجه نحو الحل بالوفاقات الديمقراطية؟ هذان هما السؤالان المصيريان اللذان يحتلان جدول الأعمال ويكوِّنان حديث الساعة الساخن. باشرت أمريكا بخوض أعظم تجاربها، بعد بروزها كقوة استقطابية وحيدة فيما بعد 1990. وتزداد مساءلة مشروع الشرق الأوسط الكبير مع مرور كل يوم. الموضوع الأهم في هذا المشروع هو مكانة الكرد فيه. قد تتخذ علاقات الكرد مع كل من أمريكا وإسرائيل مرتبة أكثر استراتيجية. يجب حسب الحساب جيداً بصدد تأثيرات ذلك على عموم المنطقة. والموضوع الذي يستحق الجدال بتركيز هو؛ هل تشكل هذه المرحلة فترة تصُول فيها الخيانة وتجُول بالنسبة للكرد؟ أم أنها ستكون فترة يغدو فيها الكرد نجمة متعالية في سماء المنطقة؟ لأول مرة تصبح علاقات الكرد الداخلية ومع الأقوام والدول المجاورة، في منزلة تعنى بها استراتيجيات المنطقة من الأعماق. لقد دخلت العلاقات الكردية – العربية، والكردية – الإيرانية، والكردية – التركية مرحلة تتطلب إرهاق العقول بشأنها حقاً. من جانب آخر، ثمة تساؤلات مصيرية تفرض ذاتها من قبيل: هل تتحلى الأحزاب والحركات الكردية المسؤولة عن إنتاج الفكر والعملية وإعادة البناء بصدد الظاهرة الكردية، بالكفاية اللازمة من أجل المرحلة الراهنة؟ هل بمقدور التقربات القومية البدائية، والاشتراكية المشيدة، والليبرالية أن تلبي متطلبات حاضرنا؟ كيف يمكن تأمين التحديث الأيديولوجي واكتساب القوة الذهنية؟. ولا شك أنه ثمة تساؤلات أخرى تحافظ على أهميتها، من قبيل: هل تتقرب قيادة كردستان العراق بمسؤولية كافية، لدى خطوها الخطوات المعنية بكافة الكرد، بل بكافة شعوب ودول المنطقة؟ هل تقدر على تخطي سماتها المنفعية والشخصية الاستغلالية الضيقة والتقليدية؟ أيٌّ من التدابير يجب اتخاذها لأجل عدم فتح المجال لكوارث أخرى جديدة، وكيف، ومِن قِبَل مَن؟. تشكِّل المشاكل في كردستان، وسبل حلها، حديث الساعة الساخن في كل جزء من أجزائها، بحيث تتطلب صياغة حلول قابلة للتنفيذ. إذ من المهم بمكان عدم زيادة الآلام والمخاضات التي لا جدوى منها. بالتالي، من الضروري القيام بالنشاطات الجماهيرية الديمقراطية القديرة في سبيل ذلك. ومع مرور كل يوم تزداد أهمية احتمالات الحلول الباعثة على الثقة، عبر أساليب سياسية جديدة، دون المساس بالحدود السياسية أو تهديد وجودها. بالتالي، يدخل البحث عن الحل في جدول أعمال كل جزء من أجزاء كردستان، بنحو لا يقبل التأجيل. لا تزال التطورات التي شهدها PKK خلال العقود الثلاثة الأخيرة كقوة ريادية، تحافظ على أهميتها. كان مقدراً أن تنعكس المشاكل التي عاناها اليسار في عموم العالم خلال الفترة ما بين 1968 و1990، على صفوف PKK أيضاً. وقد عجز نهج هذا الحزب، الذي اتخذ لذاته مساراً وسطياً بين كل من الاشتراكية المشيدة والتحررية الوطنية، عن إبراز طاقته الكامنة الحقيقية وتنظيمها، بأي شكل من الأشكال. وذلك بسبب الممارسات القمعية المفروضة عليه خارجياً، والنواقص الثقيلة الوطأة الظاهرة فيه داخلياً. وقد أسفر عن خسائر عديدة لا جدوى منها، عبر ممارسته العملية نصف الانتفاضاتية – نصف الأنصارية. ومع الزمن، تشكلت المجموعة العصاباتية العاطلة والعاصية، لتفرض التصفوية الفعلية بممارستها العملية، حصيلة هدرها الكثير من القيم النبيلة التي تطَلَّب خلقها جهوداً جسيمة ودؤوبة. كان PKK قد انقطع عن جوهره الحقيقي بعد أعوام 1995، رغم كل الجهود المبذولة. أما تجربتا KADEK وKONGRA GEL، فكانتا تعنيان إعادة البناء عبر التحديثات النظرية والاستراتيجية والتكتيكية الحاصلة. لم تكن القاعدة الكادرية القديمة قادرة على النوء تحت عبئها. هكذا انكشفت العطالة الموجودة في جوهرها مع الانقسامات الفعلية الحاصلة. وتم التفكير بعملية "إعادة بناء PKK" كخطوة مناهِضة للتصفوية اليمينية واليسارية، في سبيل تبني الميراث الإيجابي الموجود. وبينما كانت كردستان تلج مرحلة جديدة من جميع النواحي، برزت الحاجة الماسة للتحليل الشامل لكل هذه المستجدات، ولضرورة تقديم النقد والنقد الذاتي، وإعادة تحديد المهام والواجبات من جديد. A – بعض الخطوط الفاصلة في مجتمع كردستان 1 – مخطط وجيز بشأن مصطلحَي الكرد وكردستان، وتاريخهما: من العسير تعريف كردستان بالوطن، والكرد ومجموعات الأقليات الأخرى بالمجتمع. فمصطلح "الوطن" يتضمن تعاريف مختلفة في جغرافيا الشرق الأوسط. وإذا ما ابتدأنا بالعصور الوسطى، سنجد رجحان كفة تعاريف الوطن على الخلفية الدينية مثل "ديار الإسلام" و"ديار الكفار". رغم كونه فصل معتمد على الأمة والإثنية، إلا إنه غير واضح الحدود. ولدى التساؤل عن حدود أي مجموعة إثنية أو أمة معينة، لن تكون الأجوبة المعطاة حاسمة وقتها. بل تُحَدَّد بأماكن استيطان الأمة أو الجماعات العشائرية على العموم. وهذا ما لا يتماشى مع وجود كيان سياسي محدد. أما الكيانات السياسية، فغالباً ما تكون ذات أرضية مدينية، وجغرافيتها هي الساحة التي تسود فيها المدنية. في حين قد تتغير حدود مناطق العشيرة بين الشتاء والصيف. أما حدود المُلكية للسلالات القوية، فهي بعيدة عن إعطاء معنى سياسي. إلا أن حدود العرب والأتراك والكرد والفرس، وغيرها من الأقوام من المستويات الأدنى؛ تُحدَّد حدودها بخطوطها العامة وفقاً لثقافاتها واللغة التي يتحدثونها. تكمن كلمة "كورد = Kur" في أساس اصطلاح "كردستان"، حيث تكون ذات أصول سومرية. وكلمة "كرد" في اللغة السومرية تعني "الجبل". أما اللاحقة "تي = Ti"، فهي للانتماء. هكذا فكلمة "كورتي = Kurti" تعني "الجبليون"، أي الشعب الجبلي. تعود هذه الكلمة إلى أعوام 3000ق.م. ونشاهد تسميات أخرى آنذاك. حيث أن "اللويين" الجيران الغربيين للكورتيين، والذين كانوا لا يزالون يتمتعون بحضور قوي في أعوام 1000ق.م، استعملوا كلمة "كوندوانا Gondwana" من أجل منطقة كردستان، والتي تعني "مملكة القرى". ولا تزال كلمة "كوند Gond" دارجة في اللغة الكردية، وتعني "القرية". في حين أن الآشوريين في عهد نفوذهم كانوا يستخدمون كلمة "النائيريين" أي "نائيري"، وتعني "شعب النهر". بل ونعلم أيضاً أنه أُسِّست الفيدرالية النائيرية فيما بين نهري دجلة والزاب. بينما نجد أن تسمية "ماداين Madain" و"ماد Med" ترجح كفتها من أجل الأجزاء الأوسع، وتعني "وطن المعدن". معلوم أن هذه التسميات كانت دارجة في عهد الآشوريين في الفترة المتراوحة بين 1300 ق.م و600ق.م. وبتحليل مشابه لذلك، يمكننا القول بأن كلمة "أورارتو Urartu" ذات أصل سومري. حيث أن "أور = Ur" تعني "التل العالي". هكذا فإن كلمة "أورارتو" تعني "الأراضي العالية، مملكة التلال العالية". وبما أن السومريين عاشوا في ميزوبوتاميا السفلى، أطلقوا على الدوام تسميات تعبِّر عن العلو والفوقية من أجل كردستان ذات الأراضي الجبلية الشاهقة من فوقهم. والاحتمال الأكبر أن كلمة "هوري = Hurri" تأتي أيضاً من نفس المنبع. وهي تعني "شعب المملكة العليا". أي أنها تعني مرة أخرى "شعب الجبل". في حين ترجع تسمية "كوما غَنَس Komagenes" إلى أصول هيلينية. وقد تأسست "مَلَكية كوماغنا Komagene"، التي كانت مركزها الأراضي المسماة اليوم بـ"أديمان Adiyaman"، في الأعوام (250ق.م – 100م). كلمة "كوم Kom" تعني "الهضاب" (Zoom)، وهو الاسم الذي يطلق على الجماعات شبه البدوية، وعلى أماكن سكنها. أما "غنا Gene" فتعني "النَّسَب، القبيلة، العشيرة". بالتالي فإن "كوماغنا" تعني "موطن العشائر شبه البدوية". أما في عهد نفوذ السلاطين العرب في العصور الوسطى، فتُستخدَم تسمية "بلد الأكراد". في حين أن السلاطين السلاجقة المتحدثين باللغة الفارسية، كانوا أول أصحاب دولة يستخدمون كلمة "كردستان" رسمياً، والتي لا يزال معناها اليوم ذاته، ألا وهو "ديار الكرد" أو "موطن الكرد". وفي الفترات اللاحقة، قام السلاطين العثمانيون، وبالأخص السلطان ياووز سليم، بالإكثار من استخدام كلمة "كردستان" على نحو "الحكومات الكردستانية" أو "مقاطعات كردستان". وأُسِّسَت "مقاطعات كردستان" رسمياً في قانون استصلاح الأراضي في عام 1848 وعام 1867. كما أُسِّس "منسوبو كردستان" في عهد الحكومة الدستورية. هذا وكثيراً ما صَرَّح مصطفى كمال في أعوام 1920 بتعليمات وآراء تتضمن كلمة الكرد وكردستان. أما الإنكار الرسمي، فطُوِّر مع سياسات الصهر المتفشية بعد قمع التمردات بالأرجح. ولربما كانت كلمتا "الكرد" و"كردستان" (التي تعني موطن الكرد) متميزتين بتَذَكُّرهما كاسمين لأقدم شعب وموطنه في التاريخ. لكنهما طالما استُخدِمتا بمضمون جيوثقافي، لا سياسي، حتى وصولنا يومنا الراهن. ومع إصدار قرار تأسيس الدولة الفيدرالية في كردستان العراق، يبدو أن كلمة كردستان ستظهر أمامنا كثيراً بمعناها السياسي أيضاً. الأهم من ذلك أنه، ومع المستجدات السياسية التي أفرزها PKK، خرجت "كردستان" من كونها مجرد كلمة، لتبلغ مستوى طالما عُرِف بكونه مصطلح اجتماعي سياسي، في الساحتين الدولية والإقليمية. ومن الناحية الاستراتيجية، تشمل كردستان مساحة تقارب 450كم2، تكمن فيما بين الفرس والآزريين والعرب وأتراك الأناضول. وهي تشكل الجغرافيا المتميزة بجبالها الشاهقة وغاباتها الكثيفة، وبوفرة مياهها الجارية وسهولها الخصيبة، ضمن منطقة الشرق الأوسط. كما أن غطاءها الأخضر المعشب مساعد لتربية الحيوانات. وأراضيها ملائمة لزرع مختلف أنواع الفواكه والخضار والحبوب. وهي النواة الأولى لأعظم ثورة في التاريخ، ألا وهي الثورة الزراعية النيوليتية القائمة في الفترة (11000ق.م – 4000ق.م). إنها مهد الحضارات ومنبعها ومساحة انتقالاتها. وبينما ساعدت هذه المنزلة الاستراتيجية على أن يحافظ الكرد على أنفسهم فيها، إلا إنها أدت إلى بقائهم متخلفين عن ركب الحضارة في موطن الحضارة، بسبب الانتقالات والغزوات والاستيلاءات المتتالية على الدوام. هكذا يصبح تعريف المجتمع الكردي أسهل. فالجبال والزراعة وتربية الحيوانات متكافئة مع الشعب الكردي. وفي حين تكون المدينية مصطلحاً بعيداً عن الكردي، فالقروية ظاهرة أولية، ربما هي الأولى التي حققها أسلاف الكرد في التاريخ. فبقدر ما يكون الكرد قرويين (Gundi) وبدواً رحّل، بقدر ما هم بعيدون عن أن يكونوا مدينيين. ومثلما تُوضِّح "كوماغنا" بكل سطوع، فإن شبه القرية والترحال هو نظام الحركة والاستيطان لدى الكرد على مر آلاف السنين. أما المدن، فغالباً ما أسسها المحتلون، أو عجّوا فيها وملؤوها. بالطبع، فهذا لا يعني أن الكرد لم يؤسسوا المدن، أو لم يكونوا أصحاب حضارة. حيث من المعلوم أنهم كانوا أصحاب العديد من الحضارات المدينية، وعلى رأسها الدول الأورارتية والميدية والميتانية. هذا وقد أسسوا الكثير من المدن وحكومات المقاطعات في العصور الوسطى أيضاً. لكن، وبما أن تلك الدول والحكومات لم تكن ذات عمر طويل، فقد شكلت المدن بالأرجح مقراً للقوى المحتلة والغازية، أو مجتمعاً يحيط بها. وبينما طبعت الآثار السومرية والآشورية والآرامية والبرسية والهيلينية بطابعها على المدن والمأثورات الثقافية المدونة في العصور الأولى، فإنها تركت آثارها تلك باقية في اللغتين والثقافتين العربية والفارسية في العصور الوسطى. وقد لعب العديد من المتنورين ورجالات الدولة والقواد العسكريين دوراً بارزاً في تلك اللغات والثقافات المجاورة. إلى جانب تميز اللغة الكردية بأسسها الثقافية وأصولها الغائرة في القِدَم، فقد أُعيقت من إحراز تطورها أو ترك مأثوراتها ووثائقها الخاصة بها، بسبب عدم تدوينها إلا بحدود ضيقة، وبسبب عجزها عن أن تكون لغة الدولة الرسمية. مع ذلك، فقد تمكنت الثقافة الكردية من أن تعكس وجودها حتى يومنا هذا من الطرق الملتوية، ومن خلال التواجدات الإثنية والبقايا التاريخية. ثمة احتمال ساحق بأن اللغة والثقافة الكرديتين شكّلتا الأرضية الأساس لجميع اللغات والثقافات ذات الأصول الهندوأوروبية مع مرور الزمن، وذلك باعتبارهما أول لغة وثقافة تبدأ بالثورة الزراعية على حواف سلسلة جبال زاغروس وطوروس (يتشاطر العديد من علماء الآثار هذا الرأي). ويسود الاحتمال بانتشارهما الثقافي، أكثر من الجسدي، اعتباراً من أعوام 9000ق.م، صوب الجغرافيا الهندوأوروبية. أما تشكلهما بالذات، فيمكننا إرجاعه إلى الفترة ما بين أعوام (15000 – 10000ق.م). حيث أن الاحتمال الأكبر يقول بتشكلهما كلغة وثقافة أكبر استقراراً وأهلية في المنطقة، بعد الخروج من العصر الجليدي الرابع (20000 – 15000ق.م). يتم تمايز الإثنية الكردية عن غيرها بكل وضوح في أعوام 6000ق.م. ونرى أنها ظهرت باسم الهوريين لأول مرة على صحن التاريخ (3000 – 2000ق.م). وبسبب جشع السومريين بالغابات والمعادن، وكذلك جشع أنساب الهوريين وعشائرهم بالغنى الحضاري؛ نشبت بينهم صراعات هجومية – دفاعية متبادلة شملت آلاف السنين. استمر هذا الدياليكتيك التاريخي فيما بعد، مع البابليين، الآشوريين، الحثيين، الإسكيتيين، البرسيين، والهيلينيين. لربما يتصدر الكرد لائحة الأقوام والأنساب والعشائر التي شهدت التدفقات المتبادلة للاستيطانيين المستقرين والبدو الرحّل لأطول مدة في التاريخ. لقد برز دور الكرد الهوريين والميديين بشكل ملحوظ في نقل الحضارة السومرية إلى الحثيين واللويين والإيونيين والبرسيين. وكون هذه الشعوب تتأتى من المجموعة اللغوية والثقافية الهندوأوروبية، يَمُتُّ بِصِلة كثيبة بهذه الحقيقة. يتجلى في تاريخ هيرودوت بكل سطوع مدى كون اللغة والثقافة ذات المنبع الميدي هي الأكثر تأثيراً في الهيلينيين. حيث عاش الهيلينيون في ظل التأثير الميدي الكثيف حتى أعوام (900 – 400ق.م)، واستنهلوا الكثير من العناصر الثقافية المادية والمعنوية من المصادر الأورارتية والميدية والبرسية في هذه المرحلة، وقاموا بتهجينها في تركيبة جديدة وإغنائها. يُخَمَّن أنه في عهد الهوريين أسلاف الكرد (2500 – 1500ق.م)، وفي عهد الميتانيين (1500 – 1250ق.م) والنائيريين (1200 – 900ق.م) والأورارتيين (900 – 600ق.م) والميديين (700 – 550ق.م)، والذين هم من أصول هورية؛ قد عاشوا على شكل مماليك وكونفيدراليات عشائرية. حيث ينتقل المجتمع الكردي في هذه الحقبة إلى مرحلة الهرمية والدولة. يُلاحَظ أنهم طوَّروا نظام سلطة أبوية (بطرياركية) وطيدة. لكن قوة المرأة تبقى ذات ثقل وطيد في المجتمع الكردي، بسبب رجحان فاعليتها ونشاطها في العهد النيوليتي الزراعي. ويسود الاحتمال بأنها استخدمت قوتها وقدراتها هذه مدة طويلة من الزمن، انطلاقاً من أرضية الثورة الزراعية الراسخة. والعناصر الأنثوية في اللغة، وقوة وهيبة الإلهة الأنثى "ستار Star"، ما هي سوى براهين تؤكد صحة هذه الحقيقة.
#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط ، وا
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثاني 3- العودة الى الأيكولوجيا الاجتما
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثاني -2 تحرير الجنسوية الاجتماعية
-
الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع) بصدد ال
...
-
الدفاع عن الشعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع )بصدد
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع) بصدد ال
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية (مشاريع)بصدد الم
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثاني ب- افكار تخطيطية(مشاريع) بصدد الم
...
المزيد.....
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|