جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 15:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لقد كتبتُ و كُتب الكثير عن خربطة نصوص القرآن و سوره و آياته و لكن Harold Bloom برفسور اللغة الانجليزية في جامعة نيوورك فاجأني في كتابه (العباقرة) الذي نشر عام 2002 و خصص صفحات قليلة لمحمد بما يلي:
(لو كان محمد لا يقرأ و لا يكتب يجب اعتباره اذن من اهم شعراء النثر النقل الشفوي)..
يضيف البروفسور:
نعم القرآن مخربط لدرجة انك لا تجد كتاب آخر بهذه الخربطة والغرابة و السبب هو لان القرآن لا يريد الالتهاء بمسائل جانبية بل التركيز على صوت الله و سماعه في كل كلمة اي ان القرآن يجبر المستمع ان يركع حرفيا امام الله ويستمع الى صوت الله المباشر الذي في داخله سلطة الهية مقنعة و انه لا يذكّر فقط بصوت الله في التوراة بل يبني عليه.
يبني القرآن على نسخة مسيحية يهودية عتيقة اي مسيحية التي استند عليها اخ المسيح الذي اضطر ان يهرب عبر نهر الاردن و تراجع الى مناطق الجزيرة العربية بعد تدمير معبد القدس و هو اي القرآن يقصد باهل الكتاب عدد كبير من الانبياء يبدأ بآدم و ينتهي بمحمد و المسيح فقط واحد منهم رغم ان القرآن يؤمن بقصة مريم العذراء اي يعترف ان المسيح اكثرمن نبي و لكن اقل من ابن الله.
يذكّر القرآن المسلمين بقصص الانبياء و يطلب الرجوع الى الاصل ضمنا و شكلا اي الرجوع الى النصوص الاصلية و الرجوع من النثر الى الاناشيد و التعاويذ ويحتل محمد المركز الاول في القرآن اكثر من موسى و عيسى في الانجيل والتوراة و هذا يدل على طغيان شخصيته و قوتها.
اضافة الى ذلك جاء القرآن لتلبيس الافكار اليهودية المسيحية باسلوب بلاغي عال يفوق كثير من الاساليب و يعتبر الجدال على مرجعية ابراهيم مركزية في القرآن ضد اهل مكة و اليهود و المسحيين و هذا يعني انهم لم يكونوا ابيونيين و لا جماعة مسيحية يهودية او بعبارة اخرى لم يستطع محمد ان يغفر لليهود لانهم لم يقبلوه كرسول الله و ان فكرة الاسلام الخشوع لله هي يهودية مسيحية ايضا و لكن القرآن يتجنب مواجهة مباشرة مع المسيحية و اليهودية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟