أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علي الحمداني - أزمة راقصات














المزيد.....

أزمة راقصات


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 14:18
المحور: كتابات ساخرة
    


أخبار سارة ينقلها بعض الأصدقاء من إن الحياة عادت لملاهي بغداد ، وهي أخبار تؤكد بداية تحسن تام للأوضاع الأمنية، قد يقول البعض بأنني من رواد الملاهي، لا أبدا لكن أجد بأن الأمان الحقيقي عندما تظل شوارعنا صاحية حتى الصباح ، وأفرح كثيرا عندما أسمع أحد الجيران يقول ( سرقوا ما طور الماء ) هذا يدلل على إننا بخير ، لأن سرقة ماطور ماء أو قنينة غاز يعني بأننا رجعنا لزمن اللصوص والحرامية وغادرنا مرحلة الخطف والدفاتر والتهجير .
لكن صاحبي الذي نقل الخبر كان مهموما لأن لا راقصات في الملاهي ، فقلت له بأن السبب يكمن بأن من كن يمارسن مهنة الرقص قد هاجرن أو هُجرن ، والكثير منهن ذهبن لدول الجوار وأبعد من الجوار ، معادلة سيئة في العراق كانت ، غادرت الراقصات والمطربات والممثلات وبدل عنهن جاء الإنتحارين ، يعني هجرة معاكسة صدرنا أميرات الرقص والغناء وصدروا لنا أمراء الإرهاب.
قلت لصاحبي بأن الأمر مفزع حقا أن نعاني نحن بلد ألف ليلة وليلة من نقص في الراقصات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدلل على الجفاء العربي إزائنا ، والازدواجية الكبيرة في تعاملهم معنا ، متناسين بأننا ومنذ فجر التاريخ كنا أكبر مستورد للجواري في العالم وإن أسواق النخاسة في بغداد تشبه أسواق البورصة الآن ، وإن الكثير من العراقيين آنذاك كان عندما يذهب لشراء الفواكه والخضروات يجلب معه جارية ، لهذا فإن العرب وخاصة مصر ولبنان وسوريا وتونس مطالبة بهدم الفجوة بينها وبيننا ، لهذا فإن الدعوة لقمة عربية استثنائية من شأنها أن تضع النقاط على الخصور وتعالج مسائل عديدة ذات أولوية لنا كشعب فارقنا الفرح منذ سنوات ، وإن أكثر الفرق الموسيقية التي يتم استئجارها في الأفراح لازالت تعزف لنا ( يا كاع ترابج كافور ) و ( الله يخلي الريس )و( هي يا أهل العمارة) ، ويحق لنا كما يحق لغيرنا من أن نعيد المياه لمجاريها وأن تستعيد ملاهي العراق عافيتها المعروفة وأن نسعى جميعا لبلورة رؤية مشتركة لمعالجة مواطن الخلل في هذا الشأن.
وهذا ما يجعلنا أمام خيارات عديدة أهمها بأننا بلد نفطي ويمكننا مقايضة النفط بالهز على غرار النفط مقابل الغذاء ،مستغلين تداعيات الربيع العربي وسيطرة القوى السلفية على أكثر من دولة عربية مانعة الرقص والهز والطرب وبالتالي فإن أبوابنا يجب أن تكون مفتوحة لاستقبال لاجئات دول الربيع العربي من اللواتي تبدأ أعمالهن من العاشرة ليلا وحتى ساعات الصباح الأولى ، خاصة وإن الكثير من الدول العربية يعتمد اقتصادها بالدرجة الأولى على فيفي عبده ورفيقاتها وهن عبارة عن آبار نفط متنقلة وكثيرا ما إستفاد نظام سي حسني منهن في تلميع صورة مصر،لهذا فالمطلوب الآن أن نمحو نحن العراقيين صورة سيئة حفظتها ذاكرتنا عن الإنتحاريين العرب الذين جالوا وصالوا في شوارعنا ومدننا ، وجاء اليوم الذي نتصالح ونفتح عيوننا الواسعة لاستيعاب رقص فيفي عبده وأخواتها من أجل أن نمحو الصورة السيئة التي رسمناها لمصر وتونس وليبيا واليمن عبر صور ( الإنتحاريين وأمراء الحرب).
صاحبي لم يكن متفائل في وجود دعم عربي لقضيتنا هذه وقال لماذا لا نعتمد على الاتفاقية الإطارية الموقعة مع واشنطن في هذا الصدد ، وما فائدة الاتفاقية الموقعة مع الإتحاد الأوربي إن لم تكن تدعم النشاط الترفيهي في العراق؟ قلت له يا صديقي : أوربا وأمريكا ( ضاميها للأكبر ) أما مسألة إستيراد راقصات فهي مسألة بإمكان أي دولة عربية تصدر لك خاصة في ظل وجود فائض كبير لدى دول معروفة بإنتاجها الجيد وسمعتها العالية في هذا المجال.
هنا قال صاحبي وقد ارتسمت على محياه ابتسامه عريضة : فعلا إللي يصدر لك انتحاريين يصدرك لك راقصات.




#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توزيع الدستور
- سلاح النكتة
- توافقات رمضانية
- أزمة البصل وأصابع القاعدة
- دروس أولمبياد لندن
- العاشر من اغسطس
- رواتب السياسيين
- شكرا لكامرة الهاشمي الخفية
- المركبة الفضائية بابل تصل المريخ
- تأملات عراقية
- نفطكم علينا
- الهاشمي والفارس والإرهاب
- لاجيء سوريا ومزايدات البعض
- الصعود للدكتاتورية
- الدولة الكردية والدولة العربية
- حماية الشباب العراقي
- الدولة الكردية في العراق
- محافظة ديالى والتغيير المطلوب
- الدمقراطية والتيار الديمقراطي في العراق
- طارق الهاشمي ونظرية المؤامرة


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علي الحمداني - أزمة راقصات