أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد سليمان علو - الطريق إلى شنكال














المزيد.....

الطريق إلى شنكال


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    



بالرغم من كل شيء دائما أتلمس الطريق إلى )شنكال) بكل عكازاتي فالذهاب من (سيباى) إلى )شنكال) لا تزال تسمى عند البعض منا بالذهاب للشرق وهي مناسبة تدعو للفرح وربما الاحتفال كما أيام زمان عندما كانت سيارة "وقد كانت بيك آب فورد موديل 63"السائق ( حسن حجيكا ) وهو الرفيق (حسن حجي علي) من أوائل الشيوعيين في حوض جبل سنجار ذو ثقافة تقدمية وعلماني رغم تدني مستوى تعليمه وقد كانت له مواقف شهمة ورجولية ناصر بها عشيرته في أيام كانت ثقافة السلب والنهب هي السائدة في مجتمعاتنا وما يؤسف له حقا هي حالته الصحية الآن فقد أصيب بحالة متقدمة من الهذيان فحرمنا من مجالسته وسماع المزيد من قصصه وحكاياته المشوقة .
كان (أبو فلاح) يستخدم (الهورن) ثلاث مرات متتالية فجرا وهي علامة كي يستعد وينتظر على الطريق من يروم الذهاب إلى شنكال من أهالي (الأسكينية العليا) ومن ثم النزول إلى (الأسكينية السفلى) ولهم نفس العدد من المنبهات وكان يحرص على إطلاقها قبل أن يصل للقرية ثم يتجه شرقا وبمحاذاة التلول إلى أن يصل قرية ( المجنونية ـ تل حيال ) فيلتقط من يتواجد على الطريق وهكذا (الوردية) و (زرافكي) و(قصركي) إلى أن يصل إلى (شنكال) ويقفل راجعا قبل المغيب ليحكي من ذهب في مغامرة اليوم إلى الشرق عمّا شاهد من عجائب وغرائب المدينة .
منذ أيام (حسن حجيكا) و(شيخ ماجو) وطريقنا إلى شنكال ترابي وقد كان ما قبل الترحيل ـ 1975 قريب من الجبل فيه حجر وحصى ولكنه خالي من التراب الذي يتحول إلى عواصف في الصيف .
أخيرا تم ربط سيباى مع كرعزير ربما لأنهما في "الهوى سوى" بشارع يسمى (شارع الموت) على غرار شارع الموت في (الموصل) "ومحد أحسن من الثاني " ولكن الفرق إن الموت في شارعنا يكمن في استدارتين خطرتين مما تسبّبا في انقلاب العديد من المركبات وكانت الخسائر فادحة في الأرواح إضافة إلى الممتلكات ويقال إن المهندس المشرف على هذا الشارع أقسم بأن في مناهج الهندسة المدنية لا توجد (لوفات) مثل هذه ولهذا اقترح هذا المهندس الجهبذ تغييرا فوريا في مناهج كلية الهندسة وإبقاء الشارع كما هو ليبقى شاهدا على عبقريته وعلامة على كرشه .
يبدو أن طول الطريق المؤدي إلى (شنكال) والذكريات المرتبطة به أخذ حيزا كبيرا من الفكرة التي أردت طرحها وهي من الذي يدخل (شنكال) قادما من ريفها هذه الأيام ولأي سبب ؟ فقد تسنت لي فرصة طيبة لمراقبة دخول السيارات لأسبوع متواصل ورأيت ما رأيت ...
في يوم السبت من يدخل إلى المدينة فلزيارة الأطباء لأن السبت عطلة رسمية وعيادات الأطباء مفتوحة صباحا ومساء ولا يقولن أحد إننا نتشبه باليهود فنتعطل في سبوتهم لأننا في عصر الديمقراطية ومن حقنا أن نجعل من السبت عطلة خدمة للمصلحة العامة وإذا ما اقتضت الضرورة فربما نلحق الخميس بالجمعة والسبت ونسميه عطلة (ملحقة) وأكثر المرضى من النساء والمرض بطل الساحة والميدان هو التهاب المجاري ومن أراد أن يسرع بالعودة إلى بيته لينفح الفراش أكبر نقد كافي ولا يتبع تعليمات مصلحة نقل الركاب فهي مصلحة لئيمة ولهذا عاقبها الله بمحوها عن الوجود .
الأحد هو يوم السعد الكبير لأن الجميع يراجعون الدوائر الرسمية وعلى الأغلب لأجل التعيين أو في سبيل الحصول على رعاية اجتماعية بطريقة أو بأخرى وشعارهم في ذلك عدم الاستسلام لليأس .. فلا حياة مع اليأس .
الاثنين هو يوم الثلاجات والمجمدات العاطلة وجلبها إلى المصلحين وإن سألت ( أبو حيدر ) المصلح لماذا تتعطل ثلاجاتنا وهي جديدة فسيقول لك والله قرداش السبب هو من المنشأ فالصناعة التركية والإيرانية سيئة للغاية وبعد أن يأخذ نفس من سيكارته سيضيف قائلا أو ربما السبب من الكهرباء فهي ضعيفة وخاصة كهرباء (المولدة) ، وبمناسبة الكلام عن الكهرباء زرت قبل أسبوع صديقي الشاعر (خدر شاقولي) في كوخه الخالي من أي أثر من آثار الكهرباء وبعد أن بالغ في إكرامي ليثبت إن الأدباء ( عينهم مفتوحة ) قررت أن أتخلى عن نعمة كهرباء المولدة تضامنا مع صديقي لأني غير قادر على فعل شيء آخر من أجله و بما أني لست دكتاتوريا في قراراتي فطرحت الأمر على عائلتي فقالت ابنتي الصغرى إن الأذن اليسرى ل(داود) مشغل المولدة سترتاح من الطنين نتيجة لعناتك له عندما يعبث بقاطع الدورة خاصتنا (السركت) .
الثلاثاء . إنه اليوم المشئوم للمعز فقد قارب الصيف من نهايته وجف الحليب من ضروعها لذا حلّ بيعها وإلا ستعلف كل شيء دون مقابل وهكذا نتخلى عن معيزنا بعد أن شربنا من حليبها وأكلنا من أجبانها طيلة الأشهر الماضية نبيعها دون أن يرف لنا جفن ، نعم كل أربع سيارات تجد أحداها تحمل بعض المعيز وهي تنظر للخلف وبدلا أن تقول ... مااااااء.. تقول مااااال .. أي (البيت) ولله في خلقه شؤون .
الأربعاء . لو سئلت طبيبا مختصا بالكسور عن الموسم الذي تكثر فيه الإصابات لأجابك دون تردد فصل الشتاء نظرا للصقيع و(الزحلقة) على الصقيع وخاصة الصغار وكبار السن ، ولكن لو أجريت مسحا أو راقبت عيادات الكسور والمستشفيات لرأيت أن النسبة في الصيف هي ضعف الشتاء على الأقل في (شنكال) لثلاثة أسباب : أولها لم نعد نرى الثلوج والصقيع في الشتاء وثانيا استخدام السيراميك في البيوت الحديثة وفي أماكن ينبغي استخدام الكاشي بدلا عنه فالعملية أشبة بارتداء بذلة ألسموكن صباحا إيغالا في الأناقة لذا نرى الصغار يقعون ما أن يبلل الكبار تلك الأرضية لمسحها والسبب الثالث يكمن في الملاعب الخماسية ذات الأرضية الاصطناعية والتي لم يعتاد عليها الناس بعد فتراهم يندفعون بكل قواهم ويختل توازنهم فتكون النتيجة كسر أو فسخ في أقل تقدير وأسالوا صديقي طلال الهسكاني عن كنه ذلك ( تمنياتي لك بالشفاء العاجل أخي طلال) .
الخميس . بما أن اليومين التاليين عطلة فيوم الخميس هو يوم التسوق بكل أشكاله وألوانه وأجناسه وطبعا بالآجل (بالديَن) حتى لو كانت الجيوب مليئة بالنقود .
الجمعة. شلل تام في كل مكان .



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والمجنون
- بتلات الورد 27
- قولي شيئا
- بتلات الورد 26
- مكالمة لم يرد عليها / قصة قصيرة
- حكايات من شنكال 32
- بتلات الورد 25
- مصطلحات من سيباى
- جاري والمجاري
- فيض عينيك
- بتلات الورد 24
- بتلات الورد 23
- الراعي
- بتلات الورد 22
- بتلات الورد 21
- بتلات الورد 20
- بتلات الورد 19
- بتلات الورد 18
- الصرخة الخرساء
- fبتلات الورد 17


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد سليمان علو - الطريق إلى شنكال