أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - الدستور والأقباط














المزيد.....

الدستور والأقباط


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



وفيما ينهمك البعض فى محاولات فرض دستور يعبر عن وجهة نظرهم وحدهم دونما نظر لمصر، التى تحتاج إلى دستور يحمى حقوق كل أبنائها وعلى قدم المساواة بغض النظر عن الدين أو المعتقد أو الجنس أو الوضع الاجتماعى. نعود إلى وثائق دستور ١٩٢٣ نراجعها فى أسى إذ نكتشف أننا نتراجع وبفعل رؤى أعتقد أنها ليست صحيحة بعيداً عما كنا عليه من تقدم وليبرالية وحفاظ على الوحدة الوطنية.

ونقرأ فى الأعمال التحضيرية لدستور ١٩٢٣:

■ سعادة محمد على باشا: ليس فى تمثيل الأقليات بدعة مطلقاً. وأرى أن هذا جوهرى لحفظ وحدة الأمة المصرية.. وأتقدم بالاقتراح التالى «يجرى الانتخاب العام بالطريقة التى قررناها فإذا أسفرت النتيجة عن انتخاب عدد يتفق مع نسبة الأقليات انتهى الأمر، وإلا أجريت انتخابات يشارك فيها المسلمون والأقباط معاً لانتخاب العدد اللازم من الأقباط».

■ حضرة عبدالحميد بك بدوى: «إن تقديم التمثيل على هذه الصورة يحيى فكرة التعصب التى نرجو أن تمحى. نريد سياسة قومية خالصة لا تلتفت فى طريقها إلى الأديان وإنما لمصلحة الوطن. أرجو ألا نضع نظاماً يشطر عناصر الأمة إلى أقليات وأكثريات» (الدستور- الأعمال التحضيرية- الجزء الأول- صـ٢٠). وفى الجلسة التالية «٧مايو١٩٢٢» بدأ حسين رشدى باشا رئيس اللجنة النقاش من جديد قائلاً: «ورد تلغراف من المحامى وديع صليب بالمنصورة يقول إن الأقباط قبل المسلمين يعارضون تخصيص مراكز برلمانية للأقباط الذين لا يقبلون ضمانات خاصة لمصالحهم خلاف الضمانات الممنوحة لكل الشعب المصرى».

■ حضرة توفيق بك دوس: كان المتبع فى انتخابات مجلس محلى بندر أسيوط أن ينتخب ثلاثة مسلمين ورابع قبطى، وفوجئنا فى المرة الأخيرة بانتخاب أربعة مسلمين فحدث امتعاض شديد، فرجونا محمود بك بسيونى أن يستقيل ليحل محله قبطى وكان ترتيبه الخامس. ثم أعلن دوس تأييده للتمثيل النسبى «صـ٢٥».

■ حضرة إلياس عوض بك: نحن نشعر بشعور الأقباط فإن حُلت المسألة لغير مصلحتهم نتج عن ذلك امتعاض شديد.

واستمر النقاش وانقسم أعضاء اللجنة إلى فريقين، فريق يؤيد التمثيل النسبى «أنبا يؤانس- توفيق بك دوس- على المنيلاوى بك- محمد على باشا»، وفريق يعارضه «عبدالحميد بك بدوى- محمود بك أبوالنصر وعدد من الأقباط».

وفى جلسة ٢٥ أغسطس ١٩٢٢ قررت أغلبية لجنة الدستور رفض اقتراح التمثيل النسبى.

وهكذا مسلمون وأقباط أيدوا، ومسلمون وأقباط عارضوا. وألح علىَّ سؤال أصابنى بأرق: هل أخطأ الأقباط الذين رفضوا التمثيل النسبى؟

وأتت إلى خاطرى إجابة مريحة لأنها إجابة مصرية: لم يخطئوا. وإنما الخطأ يأتى إلى الأقباط الذين يكتفون بالأنين والشكوى من التمييز، ولا يمدون يداً حاسمة وجماعية للعمل المشترك والموحد للقوى الوطنية والديمقراطية والليبرالية التى تناضل من أجل دستور يحقق دولة مدنية حقاً تحمى حقوق الجميع على قدم المساواة: النساء كالرجال، المسيحيون كالمسلمين، الفقراء كالأغنياء.

وبدلاً من الترحم على أيام ١٩٢٢ تعالوا لنعمل شيئاً للمستقبل.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات
- حكايات ليست للتسلية
- وأقسم مرسى بالثلاثة
- فلنبدأ
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج
- محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1
- الإخوان والأقباط
- الإخوان.. وماذا لو أن؟
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
- محاورات يونانية قاسية
- حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة
- على ذكر كتابة الدستور .. دستور منذ الزمن الفرعونى
- كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)
- كيف صنعوا دستورهم .. الهند - جنوب أفريقيا؟
- عن المادة ٢٨
- رجل هذا الزمان
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - الدستور والأقباط