أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند حبيب السماوي - ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !















المزيد.....


ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 03:17
المحور: الادب والفن
    


منذ أن بدأت احداث الحلقة الثانية والعشرين من المسلسل المصري " فرقة ناجي عطا الله " ومافتأ الجدل يدور في الاوساط المهنية الفنية العراقية من جهة والشعبية من جهة أخرى حول مضمون المسلسل والحوارات التي تجري فيه والواقع الذي تحاول ان ترسمه لما يجري من احداث ووقائع في العراق خصوصا والحلقة المذكورة تبدأ بعد دخول ناجي عطا الله وفرقته العراق ، مع الاموال التي سرقوها والمدعو ابو القاسم وهو دليلهم ومرشدهم، بعد هروبهم من سوريا عن طريق الحدود البرية بين البلدين.
الامتعاض والنقد العراقي بدا واضحا بعد الحوار الذي دار بين ابو القاسم، وهو شخصية حاول كاتب المسلسل عدم تقديم هوية واضحة له الا انه، كما لايخفي علينا، مسؤول أو ضابط بالمخابرات السورية، وبين ناجي عطا الله بعد الحديث عما يجري في الانبار والشارع الذي يصل سوريا بالعراق، حيث يحاول ابو القاسم شرح ماقام به الشيخ الراحل ابو ريشة وكيف استطاع الوقوف بوجه الفوضى وقيامه باستتباب الأمن واحلال الاستقرار في المحافظة فيساله ناجي اين ستار ابو ريشة الان فيقول له ابو القاسم بان " ابو ريشه قتل على يد "الشباب" لانه اصبح ضمن المشروع الامريكي".
بهذا الجواب الذي اغضب الشعب العراقي عموما واهل الانبار واهل الشيخ ابو ريشة خصوصا يكشف لنا ابو القاسم عن هويته الحقيقية ورؤية المسلسل وكاتبه لحركة الصحوة واهدافها وغاياتها ، فهي لديهم قد اصبحت ضمن المشروع الامريكي ولذلك قتل " الشباب " الشيخ ابو ريشة و " الشباب" هو مصطلح لم يُطلق جزافا او يأتي اعتباطاً او يكتبه السينارست بشكل عفوي بل جاء وفقا لمصطلحات المخابرات السورية التي تطلق على رجالات الارهاب من القاعدة في العراق بالشباب كشفرة ورمز لهذه الزمرة من المقاتلين.
وفي هذا الصدد وكرد على هذا الحوار، أشار الشيخ احمد أبو ريشة ، في تصريحات اعلامية للسومرية نيوز الاحد 12-اب- 2012 الى ان "الصحوة مشروع وطني كامل نجح في وقت عجزت عنه عشرات الأحزاب والحركات من تحقيق ربع ما حققته على مستوى الأمن ومحاربة الإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية"، مشيرا إلى أن" كلمة الشباب في حوار مسلسل ناجي عطا الله لم تأتي من فراغ بل ان "المخابرات السورية والنظام هناك يسمون عناصر القاعدة بالشباب".
هذا الراي او الفكرة التي طرحها المسلسل، وعلى لسان ابو القاسم، حول مقتل ابو ريشة ، ترسم لنا الخطوط العريضة لافكار المسلسل، اذ في بعض الاحيان ومن خلال فكرة واحدة يطرحها الشخص تتضح ما يتبنى هذا الشخصي من أراء تعكس جميع افكاره واراءه المتعلقة بقضية ما، وفي النظر لاستشهاد الشيخ ستار ابو ريشة في يوم 13 سبتمبر 2007 على هذا النحو غير الدقيق بل الظالم البعيد عن الحقيقة والتاريخ والواقع، وفي اعتبار الشيخ اصبح ضمن المشروع الامريكي واخراجه من الخط الوطني مع صحوته وثورته التي قام بها ضد القاعدة، فأننا نج أنفسنا أمام الصورة النمطية الظالمة المبتسرة للعالم العربي حول مايجري في العراق من احداث ومجريات اعقبت التغيير فيه عام 2003.
هذا يعني أن الدراما العربية بشكل عام مازالت تنوء تحت حمل رؤية سياسة باطلة اما بتأثير قراءة غير صحيحة للواقع العراقي وأحداثه او انها جاءت بتأثير أجندات تنفذ من قبل بعض الدول التي تكن العداء للعراق وتجربته الديمقراطية الجديدة وفي كلتا الحالتين نجد التزييف والكذب والافتراء مرافق لهذه الاعمال الدرامية التي تخرج من هدفها وبعدها الفني البحث الى اهدافي ومرامي اخرى ايديولوجية سياسية لنا عليها تحفظات عديدة.
قبل ان ندخل في صميم احداث المسلسل نجد ان هنالك عبارة قد دارت في مكالة هاتفية، وقبل تصريح ابو القاسم الظالم بحق ابو ريشة، بين العميل الاسرائيلي الذي يتابع فرقة عطا في سوريا وبين المسؤول الاسرائيلي مناحم في تل ابيت الذي يتابع ملف عطا الله أحسب ان الكثير من المشاهدين والناقدين قد تغافلوا عنها ولم ينتبهوا لمضمونها ، اذ يقول له العميل بان الفرقة اتجهت لبغداد فنجد ان مناحم يفرح لذلك ويستبشر في اشارة واضحة لاتقبل الشك الى وجود نفوذ اسرائيلي في العراق قادر على رد الاموال الاسرائيلية والاقتصاص من فرقة عطا الله !
بعد ذلك يأتي دور " سعد " المدرس العراقي الذي جسد دوره الفنان القدير بهجت الجبوري وهو الشخص الذي تحط رحال فرقة ناجي عطا عنده، حيث " سني " يعيش في الاعظمية وله علاقة بابو قاسم..مما يعني انه اما ينتمي الى هذه المجاميع المسلحة او متعاطف معها من التيارات القومية والعروبية...وتأتي حوارات سعد مع ناجي عطا الله، مليئة بالمغالطات الزمنية وغارقة بالزيف الاعلامي ومغمورة بالبعد عن الحقيقة التي كان المشاهد يأمل ان يرى او يشاهد عرضا موضوعيا ونزيها حول مايجري في العراق من احداث وتداعيات.
لست هنا طبعا في معرض التعرض لكل ماقاله المدرس سعد عن الاوضاع في العراق فهي تحتاج لاكثر من مقالة يتم فيها استقراء الاخطاء التي وردت على لسان المدرس سعد ، لكن من الممكن ان نشير الى كلامه الذي يقول أن المدرس يجلس في بيته ويستلم الراتب بسبب الامن وتدهور الاوضاع فضلا عن محاولة الحكومة اسكات الشعب في حين انه في لقطة اخرى تتهيأ الطلاب لكي تذهب للمدارس ..فهل كان هنالك طلاب بدون مدرسين ؟ وهل من الممكن ان نصدق ان المدرس والمعلم يجلس في بيته ويستلم راتب في عام 2010 وهو الزمن الدقيق لمجريات المسلسل؟.
وازاء هذا التناقض الزمني الفاضح نجد الاء كراجة تؤكد، في مقال لها ، ان الكثير من أحداث المسلسل قديمة، فقد تعرض" للمسألة العراقية في ظل وجود الاحتلال الأمريكي، رغم أن الأمريكان خرجوا من العراق منذ شهور" على حد تعبيرها، وقد اعترف بهذا الخطأ بهجت الجبوري نفسه كما اطلعت على ذلك في تصريحات اعلامية منسوبة للفنان العراقي.
كما ان جميع ما ورد لديه من اراء تتعلق بالتغيير الذي حصل بعد 2003 تصب في صالح الصورة النمطية التقليدية للعرب حول العراق حيث لايزال هؤلاء يخشون من التجربة العراقية الجديدة وصعود الشيعة لحكم العراق وتضاءل نفوذ السنة السياسي وهو امر طبيعي وواقعي تفرزه لغة الديمقراطية والياتها التي لايختلف على مضمونها العالم الحديث، فالوضع الامني فيه والحوار في مكتب التزوير والانتقال الى أقليم كرستان والتنقل في العراق والمعركة التي حدثت في الاعظمية وراي المدعو ستار في الحكومة والاحزاب ...لم تر الا الجانب السيء في ديمقراطية العراق ولم تنظر للجوانب الايجابية المشرقة فيها التي نتطلع ان تتقدم وتتطور.
ومع أن مسلس ناجي عطا الله من اكثر المسلسلات التي حظيت بأعلى نسب المشاهدة طبقا للعديد واكثر استطلاعات الرأي، لكن النقاد العرب ناهيك عن العراقيين تحفظوا عن بعض ماورد فيه من مضامين واحدثا وصورة للواقع كما ورد في النقد الشديد الذي تعرض له المسلسل وهو في حلقته الحادية عشر في غزة، أذ وصفته الناقدة ماجدة خير الله، مثلا، بأنه "عمل خفيف للتسلية فقط" ، وهو امر اقرب للحقيقة خصوصا في العديد من المشاهد التي نرى فيها عادل امام يقلب الموقف الجاد الحزين الى مضحك وهزلي كما وجدنا ذلك في رد فعله على مقتل ابو القاسم صاحب الفضل الكبير عليه ومن انقذه من عدة مواقف كادت تودي بحياته الان انه لم يتأثر بموته كثيرا بل استهزأ ولم يبد عليه الحزن.
تقييم المسلسل من حيث كونه عمل درامي ناتج من تفاعل مجموعة عناصر العمل الفني والذي يتألف من نص العمل الذي تجسده نص الكاتب بالاضافة الى كادر العمل من مصورين وممثلين ومخرجين ثم التقنيات المتبعة في العمل من ديكور واماكن واضاءة ...لايخرج في اطاره العام عن اي عمل درامي عربي اخر ينظر الى العراق الجديد برؤية مجانبة للصواب ومخالفة لحقائق التاريخ واقرب للطائفية منها للموضوعية.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالات بحثية..الجزء الثاني..علاقة الأفلام الإباحية بالكآبة !
- بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !
- إستجواب المالكي..الحل الاخير والوحيد !
- جواد المالكي بديلاً عن نوري المالكي !
- أسقاط المالكي برلمانياً وبقاءه سياسياً !
- لاتخسروا مقتدى الصدر !
- فلسفة الشيعة في مواجهة الموت !
- عجائب البرلمان العراقي السبع !
- لاتخسروا مسعود برزاني !
- مقالات بحثية...الجزء الاول / إدمان الفيسبوك!
- الديلي ميلي تفضح الملك البحريني !
- العراق سيقود العرب...افتتاحية بلومبرج الأمريكية !
- ستيف جوبز...وكلمات علي بن أبي طالب !
- العراق ومؤشر الفساد العالمي لعام2011 !
- دروس من العراق...بخصوص إيران وإسرائيل !
- عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !
- صورتك في الفيسبوك ..ماذا تعني !
- هل العراق بحاجة الى - قانون كلير- البريطاني؟
- صدق النجيفي ..فلاتلوموا الصادقين !
- أيهما حجر العثرة ؟.. المالكي أم علاوي ؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند حبيب السماوي - ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !