جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 22:52
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ثلاثية التجارة و الحرب و اللغة قديمة بقدم الانسان و هي في الحقيقة متداخلة بشكل وثيق و رهيب مع البعض لدرجة اننا لا نشعر بها لانها تحولت الى البديهيات و لغة البشر تعكس النشاطات الاقتصادية و الحربية و تسجلها بامان في استعارات او في صياغة عبارات جديدة. فلو قمت بفحص اهم لغات البشر لاكتشفت مستودعا لهذه النشاطات سواء بشكل مباشر او مجازي صوري. قارن ايضا كيف تحولت كلمة العمل travail في الفرنسية الى السفر travelفي الانجليزية.
بدأت التجارة كخطوة اولى كتنقل و احتكاك و التعرف على البعض والتزاوج و هذه كلها هي اغراض اقتصادية سلمية ساعدت على تطور فكرة التجارة من التنقل و الاختلاط الى مهنة لتشمل عملية البيع و الشراء (قارن كيف تطورت كلمة التجارة من الاكدية tamkdru او tamgdru التي كانت تشير الى التنقل الى تجارة الخمر ثم الى تجارة جيع انواع السلع ). تتطلب عملية البيع و الشراء احتكاك اكثر و علاقات اقوى و احيانا حروب اقتصادية فالمناطق التي تكثر فيها الموارد قد تجلب على نفسها الويلات. حكى لي مرة احد الاصدقاء كيف ان المال و الثروة تعرض حياتك للخطر و تشجع اللصوص على اقتحام دارك و تطرق مرة فيلسوف الماني الى مسألة جمع المال عند الطبقات الحاكمة و اعتبرها نوع من التعويض عن الحروب في الماضي فالحاكم كان هوايته سابقا جمع اراضي الغير و اخضاعها لسلطته و هو اليوم يجمع المال و الاوسمة و الانجازات.
هناك طبعا اسباب قومية و دينية للحرب ايضا و لكني انظر اليها من ناحية اقتصادية لانها بالاخير مبنية على مصالح. تطورت التجارة:
اولا من المقايضة الى النقود الى الارقام و الكارتات
ثانيا من التنقل و الاحتكاك الاجتماعي الى عملية بيع و شراء السلع الى عولمة و تجارة عالمية logistics معقدة
تعتبر التجارة اهم مهن الانسان و انك ترى ذلك في:
اولا نسبة الاغنياء عند التجار اكبر من المهن الاخرى
ثانيا غرق الاسواق و البيوت بالسلع
ثالثا التوجه الى العولمة و انتاج سلع بكميات كبيرة mass production بدأت عندما قام شركة Ford للسيارات بادخال طريقة assembly line و اليوم تقضي الشركات الكبيرة على الصغيرة و تغرق العالم بنفس البضائع وبذلك تقضي على الاختلاف الثقافي فمثلا تاكل نفس سندويشات ماكدونلد اينما كنت و تسمع نفس الموسيقى و ربما تستعمل نفس العملة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟