أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر وأسئلة حول الحاضر المأساوي الهزلي للمسلمين














المزيد.....


خواطر وأسئلة حول الحاضر المأساوي الهزلي للمسلمين


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست أدري إن كان يجب أن أضحك أو أن أبكي... كلّما نسي العالم أمرنا، نفاجئ الذي يعرفنا والذي لا يعرفنا بمهازل جديدة. ليس لدينا شيء جاد ونافع نجلب به الإهتمام، لا شيء غير تفاهات. أفلسنا في الإبداع منذ لا أعرف من قرن، ولا يهمّني أصلا أن أعرف لأن البحث في الماضي يصرف نظر المرء عن الحاضر والمستقبل. وأخيرا، أعدنا إكتشاف التلفزيون على الطريقة البدويّة في نفس زمن وصول وكالة "الناسا" الأمريكيّة إلى المرّيخ... نعم، أعدنا إكتشاف التلفزيون على الطريقة البدويّة من خلال قناة جديدة سمّوها "ماريّا": قناة للمنتقبات، سواد في سواد، والأدهى والأمرّ أنها فضائيّة... لا أملك هنا إلا أن أقول تلك القولة الشهيرة التي أتتنا بها مسرحية "الواد سيّد الشغّال": "يا شماتة أبله طازه فيّا"...
إكتشفنا فوائد جديدة للصّيام على ضوء تحريف شيوخنا وكلّ من هبّ ودبّ (والإثنان سواء) لتجارب أحدث المخابر العالمية. ياله من تفوق نحسد عليه... إخترعنا طرقا جديدة لتفجير أنفسنا دون إثارة الشبهات من حولنا بفتاوى توسيع الدّبر التي منّ علينا بها عقل أحد شيوخ الإسلام العظام. إختراع لا يخطر على بال أحد لأننا دائما سبّاقون إلى التّطوير والتجديد... يا سلام...
الإسلام زرع في داخل المسلمين من الكراهية والخوف ما يكفي لتفجير مجرّة كاملة... الإسلام زرع في داخل كل مسلم الخوف والرعب من جسد المرأة، لأنّه عورة... وزرع في داخل كل مسلمة الخوف من الرّجل لأنهم ذئاب جاهزة دائما للصيد، لذلك فعليها أن تمتثل لما يزعمون أنه "سنّة" أو "قول إلهي" مقدّس وتلتحف بالسّواد مثل غراب (وهي ناقصة العقل والدين، النجسة بطبعها، خادمة الشيطان، حيوان في نفس مستوى الكلب الأسود والحمار، تبطل الصّلاة إذا مرّ أمام الرّجل) وعليها أن تدفن نفسها في كيس فضلات لتجنّب "إحداث الفتنة"... دفن يعوّض ويعيد إلى الأذهان، وإن بشكل رمزي، ما يروونه لنا من حكايات عن وأد البنات في الجاهليّة (ولا أعتقد أنها كانت أكثر جاهليّة من أيام حكم الإسلام) بتقنين إلهي وسنّة نبويّة لا يرقى إليها الشّك ولو ثبت (وهذا ثابت بالفعل) أنّها واد من الدّماء المراقة ظلما ودون وجه حقّ.
ثم يأتيك من ينصّب نفسه ناطقا رسميّا بإسم ربّه (غير الموجود) ورسوله (الميّت) ويقول لك أن "الإسلام أعزّ المرأة وأكرمها بعد ذلّها في الجاهلية". بين وأد حقيقي ينهي كلّ شيء ووأد رمزي يحضّر لطابور من الإساءات والعنف والبطش في إنتظار الموت، أيّهما أشد وطأة يا شيخ الخرافة؟ ويقول لك أن "الإسلام يحفظ المرأة ويصونها من الفساد الذي نراه في الغرب الكافر"... فهل يعرف شيخنا ذو اللحية المتسخة والدماغ المتعفن ما يحصل في بلاد الكفر تلك؟ هل يعرف ما وصل إليه الإنسان هناك من إحترام للإنسان مهما كانت جنسيته أو لغته أو ديانته أو قناعاته الفكريّة ومهما كان لون بشرته؟ وهل يستطيع أن يتخيّل أن اليابانيين أذهلوا العالم وهم في أسوأ الكوارث بإلتزامهم بالوقوف في الصفّ وإنتظار دورهم في تسلم المساعدات؟ (وهذا لا يمكن أن يحدث في بلاد "خير أمة أخرجت للناس"، بالطبع)؟ وهل يستطيع أن يتخيل أن البريطانيين ليس لهم دستور مكتوب أصلا وبرغم ذلك فهم متمدّنون أكثر من أي شعب آخر ويحترمون القوانين ويحترمون بعضهم البعض؟ وهل يعرف أن أعلى نسب العنف ضدّ المرأة موجودة في الدول العربية، لأنها شعوبها تؤمن بتفوّق وعلوّ قدر الرّجل على المرأة وبأن الرّجال قوّامون على النساء؟ وهل يعرف أن أكثر البلدان فسادا على جميع المستويات هي الدول العربية الإسلامية، لأن الشيء إذا فاق الحدّ إنقلب إلى الضدّ؟ ثمّ هل يعرف معنى كلمة "الحرّية المسؤولة"؟ أن يكون كل شخص حرّا وله الحق في فعل ما يشاء في حياته بشرط عدم المس من حرّية غيره؟ لو كان المسلمون يعرفون هذا لما وجدنا إماما ينهق كل صباح لتجميع أغنامه لصلاة الفجر، لأن في ذلك إعتداء على حق غيره في النوم والراحة... المسلمون لا يعرفون معنى الحرية أصلا... حتى عقولهم جامدة مليئة ببيوت العنكبوت لطول استغنائهم عن خدماتها. المسلم أوكل أمر تسيير حياته لشيوخ جهلة لا يعرفون من الكتب سوى القرآن والسنّة وبعض الكتب الصفراء المليئة بتخاريف من سبقهم من "علماء الدّين" (كأن الدين علم أو يحتوي على ما يمكن أن يطبق عليه العلم). المسلم أصبح حيوانا أليفا في أيدي حكّامه وشيوخه، حيوان لا يقول لا للحاكم الذي يضطهده وينتفض عندما يقولون له أن أحدهم سبّ رسوله... حيوان يعيش عالة على شعوب أخرى يغضب بسبب تجسيد صحابة رسوله في شريط سينمائي أو مسلسل ولا يغضبه أن يحيا حياة أشبه بفيلم كرتوني ساخر... حيوان يتوجّه بالدعاء لربّه في كلّ صلاة لكي يصلح حال الأمّة، يعلّق آماله بكائن غير موجود ولا يرى أن صلاح تلك الأمة لا يكون إلا إذا بدأ هو في التفكير في محاولة إصلاح نفسه... حيوان ينهى عن الشيء ويأتي بمثله، ثم يدّعي أنه خليفة الله في الأرض وأن الله أعزّه بالإسلام... حيوان لا يملك من صفات الإنسان سوى لسان يردّد به صباحا مساء شعارات لا تنفع ولا يطبّقها ولا تطبّق أصلا.
لقد أصبحنا أمّة لا تكتفي بتخلّفها بل تجدّده كل يوم وتريد تصديره إلى الخارج، مثلما صدّرت السّعودية الوهابية إرهابها إلى كافة أرجاء الأرض... أمّة غارقة في وحل الخرافة منذ بداية الإسلام، يضحك من تخلّفها الشرق والغرب كل يوم وهي تعيش على وهم السّلف الصّالح والخلافة والعفّة والكرامة وتأكل من إنتاج الشعوب الأخرى...
حقيقة، لست أدري إن كان يجب أن أضحك أو أن أبكي... لذلك كتبت هذا المقال، على أمل أن أجد عند أحد القراء جوابا على تساؤلاتي.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربتي مع الدين - الجزء الثاني
- تجربتي مع الدين - الجزء الثالث
- تجربتي مع الدين - الجزء الأول
- لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع ...
- رسالة إلى بلدان الثورات العربية حول الوهابية أو النازية الإس ...
- المعجزة الإسلامية التي أذهلت الغرب وأبكت الملايين
- حول زواج المسلم/ة من مسيحي أو يهودي ... الخ أو من لا ديني/ة
- هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مر ...
- كيف؟ كيف كانت بداية الإنهيار؟
- الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكب ...
- نظرة على أخلاق رسول المسلمين وإدعاءاتهم بأنه خير الخلق
- نظرية التطور والإرتقاء: بعض الامثلة على حقيقة التطور في المس ...
- عودة إلى زعم المسلمين أن نظرية التطور الداروينية سقطت
- نظرة في تخاريف ومزاعم المسلمين: هل الشورى هي الديمقراطية؟
- رسالة إلى عبد الحكيم عثمان حول تهافت مقاله - ساعدوني حتى اصب ...
- تخاريف شيوخ الإسلام: داعية كويتي يقترح استبدال اسم أم كلثوم ...
- خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين
- افكار على هامش مقال بصحيفة الوطن الكويتية عنوانه - فحص العذر ...
- حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكو ...
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر وأسئلة حول الحاضر المأساوي الهزلي للمسلمين