أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - توافقات رمضانية














المزيد.....

توافقات رمضانية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


وجدنا في شهر رمضان إننا في هدنة مع الأخبار السياسية ، لم يفكر أحد منا أن يمارس هواية سماع الأخبار كما هو في سائر الأيام ما قبل رمضان، ورمضان مائدة أردنا أن تكون خالية من طبق السياسة والتحليلات، وكان مفترض بسياسي البلد أن يصوموا عن التصريحات ويكتفوا بالتشريعات التي ظلت غائبة بفضل عدم التوافق عليها من قبل الشركاء .
وعلى ذكر التوافق،هذا المصطلح الذي تسرب للمطبخ العراقي بهدوء،والطبخ العائلي في العراق في شهر رمضان خضع من حيث يدري أو لا يدري للتوافقات العائلية في تقديم وجباته المتنوعة ، فلا يمكن في ظل التنوع الذوقي إن تجبر الأم العراقية الجميع في تناول ما تطبخه هي دون أن تعود إليهم وتناقشهم وتصل لجملة من التوافقات والقواسم المشتركة بين أفراد العائلة وعليها – أي الأم- أن تحقق أكبر نسبة من التوافق بين جميع أفراد العائلة صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونسائهم، ولا أظن بأن للأغلبية هنا الحق في فرض ما تشتهي،انتهى ذلك الزمن الذي ظلت فيه ( ربة البيت) تمارس دور الدكتاتورية في المطبخ ، فليس الجميع يحبون ( الدولمة ) أو يفضلون ( شوربة العدس ) أو حتى ( عصير الزبيب أو نومي بصرة)أو الرز الأحمر أو الأصفر، لهذا فإن التوافق المطبخي بات أحد أهم مقومات رمضان ومائدته ، وهذا ما يجعلنا نصرف أكثر مما يجب،وهذه من مساوئ التوافقية التي تعلمها صغارنا قبل كبارنا ونسائنا قبل رجالنا،وهذا يعني بأن على ( ربة البيت ) أن تعد أكثر من مائدة في رمضان ، مائدة توافقية تحظى بقبول الجميع وتستغرق وقتا طويلا لكي تكون جاهزة،وهذا ما يجعلنا ندرك سر تأخر تشكيل الحكومات التوافقية التي عادة ما تكون مترهلة وتستنزف وقتا وجهدا وأمولا، والموائد التوافقية ما يزيد منها أكثر مما يؤكل،وهنالك صحون تظل كما هي دون أن يلمسها أحد حتى أولئك الذين طلبوها وهي تشبه إلى حد كبير ( وزارات الدولة )،ورب الأسرة يدفع أمولا مضاعفة من أجل إرضاء الجميع و ربة البيت تصرف جهدا مضاعفا دون أن يقول لها أحد شكرا و( عاشت إيدك) .
والتوفقية في رمضان لها أضرار أخرى فتلفاز واحد لا يكفي وحتى أثنين، لأن هنالك كما سمعت أكثر من 68 عمل درامي يعرض على مختلف القنوات العراقية والعربية ولكل منا قناته المفضلة ، خاصة وإن مسلسلات قناة العراقية جميلة في دورة رمضان الحالية، والعائلة العراقية ليست عائلة صغيرة بل هي عائلة مركبة أحيانا تضم أكثر من عائلة في ظل زواج ألأبناء المبكر في العائلة العراقية ، وهذا يتطلب إضافة تلفاز آخر على أقل تقدير لما موجود في البيت من أجل ( إرضاء الجميع ) خاصة وإن أولمبياد لندن 2012 صادفت في رمضان وهذه لوحدها تحتاج لتلفاز يخصص لها.
ألا تجدون معي بأن التوافقية صعبة ومكلفة ماديا وتحتاج لجهود استثنائية ولكن نحن نمارسها حتى باتت نهجا لنا في حياتنا لأنها تجنبنا ( زعل البعض)



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة البصل وأصابع القاعدة
- دروس أولمبياد لندن
- العاشر من اغسطس
- رواتب السياسيين
- شكرا لكامرة الهاشمي الخفية
- المركبة الفضائية بابل تصل المريخ
- تأملات عراقية
- نفطكم علينا
- الهاشمي والفارس والإرهاب
- لاجيء سوريا ومزايدات البعض
- الصعود للدكتاتورية
- الدولة الكردية والدولة العربية
- حماية الشباب العراقي
- الدولة الكردية في العراق
- محافظة ديالى والتغيير المطلوب
- الدمقراطية والتيار الديمقراطي في العراق
- طارق الهاشمي ونظرية المؤامرة
- حديث القمة العربية
- العرب وأسئلة ما بعد الثورات
- قراءة لقانون وزارة التربية


المزيد.....




- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - توافقات رمضانية