عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 00:14
المحور:
الادب والفن
1
قررت قبل دخولي القلعة التاريخية أن أبادر فألقي التحية على الفارس المغوار.
كان الفارس ممتطيا صهوة جواد أبيض مبقع، وهندامه الفضفاض يهفهف مع النسيم العليل. الفارس نفسه كان متمنطقا حزاما أسودا وفي يمينه بندقية طويلة السبطانة. أبتسم لي وناولني بندقيته. فرحت:
-كم هو طيب هذا الفارس...قلت في نفسي.
تناولت البندقية منه مسرعا. سمعت زغرودة من بعيد. ومصّور فوتغرافي حاول أن يلتقط لي صورة. مدّ الفارس يده فجأة فسحب البندقية، وهو يطالبني بالقروش. راح المصوّر يطالب بالقروش كذلك، فالعرض انتهى، ومسيرة الخيّالة ستبدأ بعد قليل.
2
سار الفارس في ساحة ترابية واسعة. كانت الشمس قد غابت لتوّها، وبدأت النجوم تتوسط السماء كأنها عيون مفتوحة تراقب الخيّالة السائرين. على حين غرّة تراكضت الخيول وتقدّم الفارس الصفوف وبدأت لعلعة الرصاص الخُلّب في الفراغ. الكل يطلق بأتجاه عدو وهمي في الجانب الآخر من الساحة. كان اللئيم وحده يضحك على الفارس والخيّالة الذين لم يصيبوا الهدف.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟