محمود جلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:38
المحور:
الادب والفن
البحر حيث كانت وكنت...والنهر يعانق غابة الليمون ويخرج منقسما ضفتين, قلبي الضفة الاولى والعهر الضفة الاخرى, فكان البحر والنهر..سألتني: هل جربت السباحة ليلا؟ وابتعدت تنظر الي بعينين تحمل دعوة أن ألحقها, وغاصت في النهر, كنت أسمع تلامس جسدها مع خرير ماء النهر و همسات القمر..كان يبهرني التصاق ثوبها المبلل بجسدها...اتسلل إليها من تحت الماء في غفلة منها , ألثم تبرعم نهديها... أشم عبق الفل في عنقها.. ..كانت تفوح رائحة الصنوبر عندما تدنو مني وتدس أنفها في صدري وتأخذ نفسا عميقا وتقول:أريد أن تخترقني رائحتك فتسكني إلى الأبد, فلا تثيرني رائحة رجل سواك...آه من القهر.. من النهر بقرب البحر...التقيتها بحكم العادة كغيرها, ولا أدري كيف دخلت مساماتي كالقشعريرة, ارتجفت كل خلجاتي, فكان النذر, كانت المرأة الوحيدة التي حالت بيني وبين الكآبة, دوني و الذكريات, دعتني لتناول القهوة فكانت الوحيدة التي أتقنت عمل فنجان قهوتي..كانت سلسة كالسباحة, هادئة كالصخر.. كانت أنوثتها تلفني كلما داهمني القفر والألم, فتمور في ذاكرتي.....كنت لما تنقطع بي السبل تنتصب أمامي صامتة كالعطاء.. وحين يهب قهر الذكريات في أحلامي أصرخ مناديا أمي أجدها فوق رأسي تعيدني بلمسة من يدها إلى أماني, بنظرة عطوفة من عينيها إلى هدوئي, و بقلبها الكبير تضمني إلى صدرها.... كان وجهها جميلا كبلادي, رومنسية حتى الشفافية, كنت عندما أستقبلها على الشاطيء بجسدها المبلل, بتفاصيله الإلهية, أتأملها وأستغرق فيما نحته النهر من جسدها ونهاياتها الملتهبة, أنزل إليها, ثم أتشكل معها في لوحة سحرية...تحت ضوء القمر أجفف جسدها بمنشفة الفجر, وأدور ويدور رأسي معي فأحملها بين يدي أمددها على الرمال في المنطقة الواصلة ما بين البحر والنهر,أداعبها وأحتسي خمرتها وقبل انفجارها بقليل أنفجر معها, آه كم كنت أعشقها, كنت مستعدا أن أدفع لها ما وفره الزمن لي من عمر ... وكان القهر ... جاء ذاك اليوم, كنت ذاهبا إليها, لأنه ارتفع منسوبي من الشوق والرغبة إليها, سألت نفسي :هل أذهب إليها دون موعد مسبق؟ سبحت إليها, أزعجتها مباغتتي, كانت باردة بلا لهفة, كانت تضج بكل ما كانت تضج من غنجات وحركات أنثوية, ولكن ليس لي, وليس بين يدي , بل بين يديه هو...عهر....بحر....قمر...نهر....قهر.
#محمود_جلبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟