أزمة البصل وأصابع القاعدة

حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 19:00
المحور: كتابات ساخرة
    

كل شيء في العراق مربوط بالسياسة ، وأزمة البصل الأخيرة ألقت بضلالها على المشهد العام في العراق ، وعلى الرغم من أنه حتى هذه اللحظة لم تتبنى أية جهة مسؤوليتها عن فقدان البصل وارتفاع أسعاره ، إلا إن بصمات تنظيم القاعدة وفلول ابعث الصدامي واضحة في هذا ، ومن هذا المنطلق فقد حملت بعض القوى السياسية الحكومة مسؤولية ذلك معللة فقدان البصل بسبب عدم تسمية الوزراء الأمنيين وعدم إقرار قانون النفط والغاز وقانون العفو العام.
وبهذا الصدد شن أبرز كتاب الأعمدة اليومية في الصحافة العراقية حملات كبيرة منتقدين فيها الحكومة العراقية على عدم إتخاذها الإجراءات المناسبة لتوفير البصل للشعب العراقي ، ووصفت بعض الصحف بأن الحكومة لتسعى لقتل الشعب وتجويعه.
لكن بعض العارفين بالأمور يؤكدون بأن البصل نبات من الفصيلة الثومية، ذو رائحة نفاذة مهيجة لاحتوائه على مواد كبريتية طيارة، والبصل مفيد جدا للصحة وعصيره يقتل الميكروبات السبحية، ووجد بأن له تأثير إيجابي لتعويض إنتاج البنكرياس الضعيف من مادة الأنسولين.من النباتات ثنائية الحول، ويوجد منه نوعان هما البصل الأبيض والبصل الأحمر تيمنا بالبيت الأبيض والساحة الحمراء في موسكو، ولا فرق بين النوعين من الوجهة الطبية ولكنهما يختلفان في المذاق.وهو من أقدم الخضروات التي عرفها الإنسان ، وعند اعادة كتابة التاريخ في عهد صدام تم إضافة عبارة بأن البصل زرع لأول مرة في العراق وإن أول من أستخدمه هم العراقيون ولا ندري مدى صحة هذا .
البعض من العارفين بالأمور يقول بأن البصل لا يستخدم في الأكل فقط سواء بالمرق أو ( حمس ) مع البيض والطماطة والبطاطا و( الفشافيش ) لكن مؤخرا تستخدم النساء البصل كعصير للشعر ، لهذا فإن الطلب العالمي عليه كبير جدا.وأكبر الدول المنتجة للبصل الصين ثم الهند فأمريكا وتركيا وأخيرا مصر ثامن أكبر دولة منتجة للبصل وأكبر دولة مستهلكة له ، وبما إن للعراق إتفاقية إطارية مع أمريكا فإن أمريكا تتحمل مسؤولية الفراغ البصلي في الأسواق العراقية وعلى وزارة الخارجية التحرك الفوري لإجراء محادثات مع واشنطن لمعالجة هذه الأزمة ، مع الأخذ بنظر الإعتبار بأن مسؤولية توفير البصل لا تتحملها الحكومة لوحدها بل الكتل السياسية كافة ومنظمات المجتمع المدني والبرلمان لأنه لم يشرع قانون زراعة البصل لعدم وجود توافق سياسي عليه.
ولولا توتر العلاقات مع تركيا لأمكننا تجاوز ذلك بسهولة ، رغم إن رئيس لجنة الخضروات في مجلس النواب رمى بأسباب على تركيا ودورها التخريبي للعلاوي العراقية وعدم تصديرها كميات كافية من البصل .
وعلى الشعب العراقي أن يعرف بأن الهند ثاني أكبر منتج للبصل تعاني من أزمة بصلية وأوقف تصديره بعد أن وصل سعر الكيلو في المدن الهندية لأكثر من ثلاث دولارات.
لكن في الجانب الثاني من الأزمة نجد بأن سيادة البصل بات الآن نجم العلاوي والمطلوب رقم واحد للشعب العراقي ، وقررت المحاكم العراقية إعتماد التحليف براس البصل .
وتناقلت الأنباء بأنه تم عقد قران وكان المقدم كيلوين بصل والمؤخر ( كونية أم قلم الأحمر )..

#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات