نوال زياني
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 17:00
المحور:
الادب والفن
الأسطوانـة 4
الضبـاب معطف المدن المنسيـة
ظـلُّ شـفـيـفٌ يَـخِـرُّ عَـلـى زِحَـامِ الطُـرقـات
مـايفـوقُ وجـهٌ عَـبـرَ قلوبـنـا في عَـتْـمَـةٍ هـولامـيـة
فجـأة اختـفـى في مواويـل العجوز الضـرير
كـزهـر المـلـح تنـامـى فوق بُكـائيـة الأنـدلـس
كأحلامـنـا المجهـضـة؛
كأشبـاحِ ترمم جلـدهـا
مـايشـبـهُ مِرْآةٌ تـخـبِّئُ وجـه الخطيئـة
سأطفـئُ هـذه الخُـرافـة المنسلخـة مـن أذرع الألهـة
وأبكيـكَ إذا غرسـتَ فَـمَـكَ في الأقنـعـة المـروضَـة
الأسطـوانـة 5
وقَـعْتُ داخل شجـوِ "السيـاب"
أنـا اليـوم جـوقـة من الأشبـاح عـائمـة في وهَـنِ البيـاض
آلهـتـي الكفيـفـة تدلق الأبديـة متصـوفـة؛
مترفـعـة عـن مُتَـعِ الـشوارع الباردة
وفـي العمق؛ أطفـال بِمـذاق الألـم
خَـبـأنـا الـخُـبـزَ لـهـم داخل أحشـاء جُـثـَّـةِ عـفـنـة
كُنْتُ أقولُ عـلـى جـانب الأسطورة طـاووس "هيـرا " يستريــحُ فـي ريعـان الألـوان
اعتـلَّـتْ القـصـيـدة؛
سأحمـلُ الجرحَ مـااستطـعـتُ؛
وعُـدَّةُ جسـدي خـلاءٌ يَـعُـجُّ بالـرمـاد
وحـدهـا أمـي أقـامـتْ طـويـلا فـي خوفـي المُبَـكـرِ
وظـلـتْ القبيـلـة زمـنـا بين فخذَي
الأسطـوانـة 6
أغلفُ حنين الأمكنة بما يشبهُ الشعر
"طنجة"؛ في اتجـاه الجنـون المـوصـد خـلف السرابات
يصلُهـا خيالي جـذعـا متـأكـلا؛
خفـاشـا أهدره النهـار
و الغريب أمَـدٌ يغتـالُـهُ الغيـاب؛
ثمـة بعض التفاصيل تؤلمني
كـأن نختصـر الواقـع في صـور مزيفـة
ونـهجـرَ مطلـع القصـيـد
كـأن لا ننتبـه إلـى خـطونـا المرتـجـل
وإلــى بـائـع الأمـل في خـيـاشـم الأسماك الميتة
أُسْقِـطُ الإيـقـاع
وأتركُ رومـانسيتي جـانبـا
فقـد تـجـاوزْتُ الهـاوية بـ.درب الـلارجـوع
الأسطوانـة 7
الأرجلُ العملاقـة دُكـَّ بها فوق الحلم
الفرح المسروق
والرسائل الطاعنة في العزلـة
يُ
خَيَّلُ إلَيَّ أن المقبرة مستنقع كبير
والجماجم المكورة تُهدهدها هواجس بالية
حين يُخَيَّمُ الغسق تحترق الألوان
والأسود قلْبٌ مُعْتَلٌّ أنكر نعمة الاختلاف
أُ
غْـلِـقُ هذا الوجهُ العَكِرُ
وأبدأ
أنـا الآن أطول بقليل مـن الأسوار الشائكة
بيت العنكبوت الرهيف؛
سقفه الوهـم؛
نَ
حَـرْتُ انتمـاء القبيلة
أنـا الآن حقيقية أكـثر
لي مـايزيـدُ عـن الشـعـر
والمـوسيقـى قـاطرة ملونـة تقِلُّنـي إلى أقصـى " النيرفـانـا"
سأهـدأ
"الحُرية أن لا تُسَيِّجَنِي بسياقاتك الجاهزة "
#نوال_زياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟