شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من طبيعة الحياة أن يكون لكل شعب، وفي كل مرحلة (مسيح) يصلب (من جديد)..
ليس بامكان كل إنسان أن يسير على درب المسيح، بل إنّ الخوف يدفع بالكثيرين أن يتحاشوا هذا الدرب.
تتلخص مسيرة الإنسان طوال حياته في لحظة موته. كل ما يقوم به الإنسان في حياته يكثف ويتركز ويظهر في لحظة وفاته. إما أن ينتهي بانتهائها، لأنّ أعماله تكون بلا أثر، أو تخلده أعماله في لحظة موته. موت بعض الناس بحد ذاته خلود وحياة، هكذا كان استشهاد رفيق بهاء الدين الحريري.
لقد اختلفنا، في وجهات النظر، مع الشهيد رفيق بهاء الدين الحريري، في حياته، في أمور شتى.. وفي نفس الوقت قدرنا الكثير مما قدمه لشعبه، ووطنه.. ويعد استشهاده أعظم وأكبر عطاء يمكن أن يقدمه الإنسان لشعبه ووطنه، تزول وتمحي أمامه كل الخلافات..
"لم يصنع من شبابنا ميليشيات، لقد صنع مهندسين وأطباء وحملة شهادات جامعية"، بهذه العبارة البسيطة والعميقة والمعبرة، لخص شاب لبناني شخصية وعطاء رفيق بهاء الدين الحريري، الذي ساهم في إعادة بناء لبنان، مع سعيه لحريته وتقدمه.. ربما يكون ذلك أحد أسباب اغتياله.. إذ تجد من لا يروقه وجود من يبني البلاد، من بينهم أصحاب المشروع الصهيوني المعادي لشعوب المنطقة، وأتباعهم، ومنفذو وصاياهم، بشكل مباشر أو غير مباشر في بلداننا.. إنّهم يرون في بنائي هذه البلاد أعداءً لهم.. وتتداخل مصالح الحاقدين الأشرار، من مختلف المشارب، للقضاء على نسمات الأمل..
لرفاق الشهيد، وللشهداء الذين سقطوا معه، وللذين يحملون أرواحهم على أكفهم فداء لعزة وطنهم، غير عابئين بأعظم المخاطر، كالتي تعرض إليها الأستاذ مروان حمادة، ولمن يضحي في سبيل الحرية والديموقراطية في لبنان، نقول: إنّكم، كأبناء الحياة في العراق وفلسطين، تحتلون الخنادق الأولى في معركة الشعوب في سبيل الحرية والديموقراطية وحياة أفضل.. لن تضيع جهودكم التي سيخلدها التاريخ..
لأسرة الشهيد رفيق بهاء الدين الحريري الوطنية، المتمسكة بتراب الوطن، والأمينة على نهجه، وذكراه، نقول:
كل كلام في مثل هذه المناسبات أجوف، لا يمكن أن يرقى إلى سمو المشاعر الإنسانية..
الموت صنو الحياة.. الموت قدر علينا وعلى أحبتنا جميعاً..
الشهيد خسارة لكم ولنا ولكل محبيه..
وعزاؤنا أنّ استشهاد فقيدنا رفيق بهاء الدين الحريري ورفاقه لن يذهب هدراً.. لقد وحد استشهاده لبنان، وسيتبقى ذكراه خالدة في ذاكرة شعبه، تتسامى مع نسمات الحرية والديموقراطية والنماء التي سترفرف في سماء البلاد..
طرطوس 17/2/2005 المهندس شاهر أحمد نصر
[email protected]
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟