أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الصنم ام الحمار














المزيد.....

الصنم ام الحمار


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( الصنم ام الحمار)
عبد الله السكوتي
سار حمار ذات مرة في طريق احدى المدن، وهو يحمل صنما مشهورا من خشب لينصب في بعض معابدها، فكان اذا مر على جماعة ورأوه، خرّوا سجدا للصنم، فحسب الحمار انهم يطأطئون رؤوسهم تحية له واجلالا، فدخله الغرور والكبر، وامتنع ان يواصل السير، ورآه سائقه وهو يتلكأ، فاهوى بسوطه على كتفيه، وقال: عجبا ايها الاحمق العنيد، آتظن ان الناس يعبدون حمارا، وهذا القول يقال بحق من يضع نفسه في غير المنزلة التي يستحقها، والكثير من القدامى والمحدثين يظنون هذا الظن، اذ ان الناس ربما سجدت للكرسي الذي يجلسون عليه، او الاموال التي يمتلكونها، وربما صفق الناس وهللوا وكبروا، لامر يقوم به احدهم، ولكنهم لايلبثوا ان يلومون انفسهم، والسياسيون في عهدنا الحالي يمتلكون عقدا كثيرة لانهم عاصروا رؤساء الفترة الماضية من الذين اتخذوا من الحماسة والخطابة طريقا في التأثير في الناس، وهي موجة امتدت على طول الوطن العربي ولم يكن العراق منفردا فيها، ولذا فان هؤلاء القادة يعيشون في اذهان الآخرين، ليتحولوا بالنتيجة الى عقدة نفسية، كما في حالة الاستاذ جود الذي تكلم عنه المفكر على الوردي في كتابه منطق ابن خلدون، فقد كان هذا الاستاذ من اعاظم المفكرين في عصرنا، وكان يرأس قسم الفلسفة في جامعة لندن وله مؤلفات تستحق التقدير والاعجاب، وقد ثارت حوله في حينها فضيحة كبرى، انه كان على الرغم من شيخوخته وعلمه يركب قطار تحت الارض دون ان يدفع الاجرة، وكثيرا ماكان يراوغ ويدلس في هذا السبيل من اجل نقود معدودة، وعندما افتضح امره، اعترف انه كان مصابا بعقدة نفسية تدفعه الى مثل هذا العمل الشائن دون ان يعرف كيف يتخلص منها.
لقد استحوذ اسلوب الحماسة والخطابة على الكثير من السياسيين، ورهن البعض منهم امر نجاحه بالتأثير على الناس بهذه الطريقة، وقد نجح الامر في بدايته، لكن لا اعتقد ان هذا الامر سينجح خصوصا بعد ان يرى الشعب حجم العمل، ويقارن بينه وبين حجم القول، ان التجارب دائما هي من تضع الاشخاص في اماكنهم الحقيقية، ولايعني شيئا عبادة البعض للبعض الآخر والتصفيق له من الذين يعرضون ذممهم للبيع، وهذا كله ينتج عن عدم الوعي او عدم امكانية الفرز التي يتمتع بها كثير من الشعوب، لقد كان ملك فيصل خطيبا، وجاء عبد الكريم قاسم خطيبا، ومن ثم عبد السلام عارف، وكان خطيبا بمناسبة وغير مناسبة، وانتهينا بصدام الذي كان اكثر من ثلاثة اربعاع زمن حكمه عبارة عن كلمات وحسب.
الان بدأ الشعب لايسجد للاصنام ولا الحمير، لان تجربة مايقر ب من عشر سنوات كانت كفيلة باخراج الافعى من الزاغور كما يقولون، ومسلسل الازمات قد عاش ردحا من الزمن في اذهان الناس، ولذا فمن الصعب اقناعهم ثانية او ثالثة او رابعة باختيار الاشخاص ذاتهم ممن اكثروا القول وكانوا قليلي الفعل، وليفهم هؤلاء ان الاعوان اعوان الكرسي والمنصب، وكذلك الاصدقاء، وبمجرد ان يترك الواحد من هؤلاء كرسيه حتى يطوى بعيدا ويخرج خارج دائرة اهتمام الناس، ولايعني السجود شيئا، وقد اثبتت التجارب هذا.
[email protected]



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتلج ردي او مارديتي
- اشوا من الشلغم
- والله لو اصير ملك
- ليلة غنى ابو كاطع
- قرالي الجلجلوتيهْ
- طابك الجلب
- يباوع الكشاية بعين غيره ، ومايباوع الدلك ابعينه
- افريح نقلوه للجبهة
- حكمة القنافذ
- ياليتنا كنا معكم
- بلابوش فيدراليه
- كاسك ياوطن
- بسمايه تتلولح بالجو
- هذا الصفه يامصطفى
- ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
- كلاوات
- حيل هيا جرعه نيا
- نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
- متلازمه من الباب للمحراب
- حكاية الصقر والديك


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون في أمريكا لتسوية خلافات حرب غزة ونتنياهو: ...
- مراهقون أوكرانيون يتدربون لخوض حرب طويلة ضد روسيا في ناد عسك ...
- وزير الدفاع الإيطالي يحذر من استيلاء روسيا والصين على إفريقي ...
- جدل في الجيش الإسرائيلي بعد تصريحات متتابعة عن -القضاء على ح ...
- -رويترز-: بكين وواشنطن تستأنفان المباحثات النووية بعد انقطاع ...
- الاستعدادات مستمرة لنشر أسلحة نووية أمريكية في بريطانيا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.06.2024/ ...
- تقرير إسرائيلي: قوات المراقبة رصدت مناورة -غير طبيعية- قبل 4 ...
- سيول تطلق طلقات تحذيرية بعد عبور جنود كوريين شماليين الحدود ...
- قيادة بوتين وزعيم كوريا الشمالية لسيارة ليموزين روسية الصنع ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الصنم ام الحمار