|
الإنتهازية السياسية حركو نداء تونس أنموذجا
عمر العوني
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حركة نداء تونس حركة تبييض سياسي من أجل تجريم التبييض السياسي يعرف التبييض عموما بأنه العملية اللاحقة لجرائم جمع المال أو الثروة أو النفوذ بطرق غير شرعية وهي جريمة حقيقية تقطع الطريق على من يريد تتبع أو محاسبة مقترفي تلك الجرائم و التدقيق في مصادر ثورتهم و ذلك عبر طمس وسائل اثبات الجريمة . و يبدو ان الجريمة التي تنامت في تونس بعد الثورة هي جريمة التبييض السياسي و هي جريمة تورطت فيها حتى الأطراف الحاكمة اليوم من خلال منح صك التوبة و الغفران السياسي لرموز النظام السابق من الذين خدموا بكل إخلاص و تفان الدكتاتورية و من تورط أيضا في التنظير للحكم الفاسد و التشريع له . و بنظرة سريعة للتعيينات الواقعة في وظائف الدولة نستنتج ان حكومة "الثورة " لا تستحي من أن تنصب في موقع القرار خدمة بن علي و تبيض بالتالي ماضيهم السياسي و تمنحهم حصانة لأن لا احد يصلح لبناء الدكتاتورية الناشئة غيرهم . أما الباجي قائد السبسي فقد منح لنفسه صلاحية ممارسة التبييض فكون عصابة مدججة بالإعلام و المال و بعض الوجوه المتعطشة للسلطة و من تمزقت بهم السبل و فقدوا البوصلة و من الذين لا يجمعهم سوى العداء الطفولي الصبياني لحركة النهضة و البعض الذين سقطوا من ركاب السلطة على اختلاف مستوياتها و درجاتها و يريدون اليوم استرجاع تلك المواقع دون محاسبة أو كشف للحقيقة . إذن منحت هذه الحركة الشرعية لمزاولة العمل السياسي من جديد للتجمعيين و الإنتهازيين و المتهتكين و القفافة الذين مللنا وجوهم و خطبهم و خصوصا نفاقهم السياسي في وقت ظن فيه هؤلاء أن حياتهم السياسية قد انتهت و أن وقت المحاسبة قد أزف . و نسي الجميع أن تونس تريد أن تبني اليوم مؤسساتها على أساس ديمقراطي لا مجال فيه لإعادة إنتاج الحكم الفردي من جديد و لعل حكم حل التجمع الدستوري الديمقراطي كان بمثابة الخديعة الكبرى لأنه دفن جثة التجمع دون التعرف على الخور و حجم الفساد الذي كان موجودا داخل هياكله و لا قبح وجهه و التشويهات الخلقية و الفكرية به و الإنفلات المالي الذين كانوا سمة ذلك الحزب دون منازع , إن عدم كشف الحقيقة للشعب التونسي هو الذي سمح للباجي و للحكومة بارتكاب جرائم التبييض السياسي .
عن الهيئة التأسيسية لحزب المودة Photo : حركة نداء تونس حركة تبييض سياسي من أجل تجريم التبييض السياسي يعرف التبييض عموما بأنه العملية اللاحقة لجرائم جمع المال أو الثروة أو النفوذ بطرق غير شرعية وهي جريمة حقيقية تقطع الطريق على من يريد تتبع أو محاسبة مقترفي تلك الجرائم و التدقيق في مصادر ثورتهم و ذلك عبر طمس وسائل اثبات الجريمة . و يبدو ان الجريمة التي تنامت في تونس بعد الثورة هي جريمة التبييض السياسي و هي جريمة تورطت فيها حتى الأطراف الحاكمة اليوم من خلال منح صك التوبة و الغفران السياسي لرموز النظام السابق من الذين خدموا بكل إخلاص و تفان الدكتاتورية و من تورط أيضا في التنظير للحكم الفاسد و التشريع له . و بنظرة سريعة للتعيينات الواقعة في وظائف الدولة نستنتج ان حكومة "الثورة " لا تستحي من أن تنصب في موقع القرار خدمة بن علي و تبيض بالتالي ماضيهم السياسي و تمنحهم حصانة لأن لا احد يصلح لبناء الدكتاتورية الناشئة غيرهم . أما الباجي قائد السبسي فقد منح لنفسه صلاحية ممارسة التبييض فكون عصابة مدججة بالإعلام و المال و بعض الوجوه المتعطشة للسلطة و من تمزقت بهم السبل و فقدوا البوصلة و من الذين لا يجمعهم سوى العداء الطفولي الصبياني لحركة النهضة و البعض الذين سقطوا من ركاب السلطة على اختلاف مستوياتها و درجاتها و يريدون اليوم استرجاع تلك المواقع دون محاسبة أو كشف للحقيقة . إذن منحت هذه الحركة الشرعية لمزاولة العمل السياسي من جديد للتجمعيين و الإنتهازيين و المتهتكين و القفافة الذين مللنا وجوهم و خطبهم و خصوصا نفاقهم السياسي في وقت ظن فيه هؤلاء أن حياتهم السياسية قد انتهت و أن وقت المحاسبة قد أزف . و نسي الجميع أن تونس تريد أن تبني اليوم مؤسساتها على أساس ديمقراطي لا مجال فيه لإعادة إنتاج الحكم الفردي من جديد و لعل حكم حل التجمع الدستوري الديمقراطي كان بمثابة الخديعة الكبرى لأنه دفن جثة التجمع دون التعرف على الخور و حجم الفساد الذي كان موجودا داخل هياكله و لا قبح وجهه و التشويهات الخلقية و الفكرية به و الإنفلات المالي الذين كانوا سمة ذلك الحزب دون منازع , إن عدم كشف الحقيقة للشعب التونسي هو الذي سمح للباجي و للحكومة بارتكاب جرائم التبييض السياسي .
#عمر_العوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-ليس سؤالًا ذكيًا-.. شاهد كيف رد ترامب عندما ضغطت عليه مراسل
...
-
دعوى قضائية بقيمة 20 مليون دولار ضد شرطية في ألاباما صعقت رج
...
-
10 أضعاف حجم البنتاغون.. الصين تشيد أكبر مركز قيادة عسكري في
...
-
مراسلة RT: العثور على صاروخ غير منفجر في شمال لبنان
-
طهران تؤيد استقرار سوريا ووحدة أراضيها وتدعم أي حكومة يوافق
...
-
أورتيغا وزوجته يحكمان نيكاراغوا بسلطة مطلقة بعد تعديل دستوري
...
-
نائب عن -حزب الله-: الغارات الإسرائيلية على البقاع عدوان فاض
...
-
مباحثات روسية أمريكية حول نقل جثث ضحايا كارثة مطار ريغان الر
...
-
كتائب القسام تنعى قائدها محمد الضيف و-ثلة من القادة الكبار-
...
-
مراسلة فرانس24: ما يدور داخل الأروقة الداخلية الإسرائيلية أص
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|