أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - أنا لا أخاف إلاّ من إثنين














المزيد.....


أنا لا أخاف إلاّ من إثنين


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


هذا المقهى الذي إعتدتُ الجلوس فيه .. أراه قد تغير كثيراً ؟ وقد يكون صار أجمل فهذه الكراسي المبطنة باللون
الأحمر والواجهة الجميلة التي تطل على الشارع . أعتقد إني إبتعدتُ فترة قد تكون طويلة ،وقد يكون إنشغالي بالسفر
المتكرر هو الذي أبعدني عن الأماكن التي أحبها والتي اعتدتُ على إرتيادها . فمن يعيش سنيناً طويله في الغربه
يحاول إيجاد ما يجعله يشعر بارتباطٍ بالمكان الذي يعيش فيه ،وقد يساعده ذلك
كنتُ باستمرار أجلس هنا في هذا المقهى ،أتخذ مكاني البعيد قليلاً عن الآخرين لأكتب ،وها أنا اليوم أبتعد عن
المجموعة التي معي . فتحتُ حقيبتي لأخرج الورقة التي كتبتُ فيها بعض الملاحظات لتكون موضوعاً لِما أكتبه
فقبل فترةٍ قصيرةٍ كنتُ في سفرة لبضعةِ أيام مع مجموعة من الأطباء، كنت أستمع لأحاديثهم ،ومنهم من كان الطبيب
الخاص للرئيس العراقي السابق.. فهو يختار من يشاء وطبعاً الأختيار يتبع سمعة الطبيب ،فالمشهور بكفاءتِه هو
المطلوب . ويكون تحت الطلب وفي أي وقت،وفي أي مكان يكون فيه ،وبلا مقابل ،وقد أخبرني أحدهم بأنهم ذات يوم
قطعوا عمله أثناء إجرائه لعمليةٍ جراحية واختصاصه في أماكن دقيقة وحساسة .وكم من توافه أربكوا الأطباء بسببها
حيث لا تحتاج أي تدخلٍ طبي
من الأحاديث التي لفتتْ إنتباهي ،الزيارات التي كان يقوم بها الرئيس السابق للمستشفيات ،ففي ثمانينات القرن
الماضي، كنا قد اعتدنا على سماع الكثيرعن زيارات صدام حسين للبيوت،للمدارس،للمستشفيات ولازلت أذكر،كيف
وقفنا نحن الهيئة التدريسية،في صفٍ طويلٍ قرب الباب الرئيسي للمدرسة والمكشوف على شارعٍ رئيسي،وعلى
الساحة التي يتجمع فيها الطلبة ،لنتدرب كيف نستقبل الرئيس حين يكون في زيارةٍ مفاجئةٍ لمدرستنا
والذي فهمته بأن إستقباله في أحد المدارس لم يكن بالمستوى المطلوب ،وقد تكون الزيارة المفاجئة أربكت الموجودين
وكم كان منظرنا مضحكاً ونحن نتدرب على المصافحة والأنحناء بعضنا لبعض .والطلبة الذين حصروا بعيداً وهم
ينظرون متعجبين ماالذي يحدث لأساتذتهم
عدتُ للورقةِ أمامي والتي كتبتُ فيها الملاحظات . في أحد شوارع بغداد وبالتحديد شارع الكفاح قرب ساحة النهضة
هناك كانت تقع إحدى المستشفيات .والحديث حول أحد الجراحين في تلك المستشفى . هذا الطبيب كان قد أجرى
عملية لمريض مصاب بقيلةٍ مائية والتي تحدث في كيس الصفن وتؤدي لزيادة كبيرة في الحجم
من الأختلاطات الشائعة بعد هذه العملية، تجمع ماء مع الدم النازف من جراء العملية ،وقد يصبح الحجم أكبر من
السابق أي قبل العملية ، ولكن وبعد أيام وبالتدريج يختفي الورم ليعود كل شئ لطبيعته
وفي صبيحة اليوم الثاني من إجراء العملية ،وبعد أن إستعاد المريض وعيه الكامل وقدرته على التركيز إمتدت
يده لثوبه ،رفعه ، كان ذلك قبل الزيارة التي إعتاد الأطباء القيام بها في الصباح لمرضاهم فالوقت لازال مبكراً
نظر المريض ،رأى إن الورم قد صار مضاعفاً ، صُعقَ فهو لم يرَ الطبيب ليفهم ماحدث ،وفي تلك الأثناء ،ولسوء
حظ الطبيب الجراح ،دخل الرئيس للردهة وكان مع أحد الممرضات
حين رفع المريض رأسه رأى صدام حسين صرخ : سيدي إلحكلي ـ إلحقني ـ تعال وشوف ما فعلوا .وبدون أي
إستفسار صاح صدام حسين، هاتوا الطبيب .جاء الطبيب المرعوب وبأقصى سرعته، حاول إفهام الرئيس ولكن
صدام حسين أصدر قراره وبالحرف الواحد : شوف ستبقى هنا جالساً وعلى هذا الكرسي قرب سرير المريض
إلى أن تعود .... لحجمهما الطبيعي وبلا إعطاء أي مجال لمناقشة الأمر خرج صدام
وأسبوع كامل والطبيب المسكين يتنقل بين الكرسي والسرير القريب لمراقبة عودة تلك .. المصيبتين .. لمريض
البلاوي . وبعد أن عاد كل شئ لطبيعته ،خرج المريض معافى مشافى. وجرّ الطبيب المسكين أنفاسه
وظل هذا الطبيب يكرر
أنا لا أخاف إلاّ من إثنين ... الله وصدام حسين
11/8/2012
ستوكهولم



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلموك يا رمضان
- دمشق والقلب أنتِ
- كفانا نطحنُ أحزانا
- .... ورمضان
- ضوء الأحرار .. خلدون جاويد
- وسرنا من أجل الحب
- تموز أضواءٌ وشجون
- عالم القاتلِ والقتيل
- للقلوبِ الطاهرة
- يا طائراً بجناحِ الصمتِ
- وسرتُ مع الصمتِ
- عبث الأكاذيب
- عائدٌ ياشاعرَ الطيبِ خلدون جاويد
- دروب الأحباب
- وعاظ وسلاطين
- نديم الألحان
- دروب لاتعود
- قلوبٌ عائدةٌ
- قلوب نست إن الله حب
- أيُّ دنيا


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - أنا لا أخاف إلاّ من إثنين