أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - آفة الرأي الهوى














المزيد.....


آفة الرأي الهوى


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 01:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آفة الرأي الهوى

عمار طلال
ورد في كتاب الله المبين، خطاب، مفتوح لكل مؤمن.. سواء أكان مسلما ام غيرَ مسلمٍ، مؤمناً بدين منزل او وضعيٍ من بنات افكار هداة البشر، توسعا الى الايديولوجيات طرا.
الآية الكريمة (18) من سورة آل عمران، في القرآن الحكيم، تحمل خطابا عظيما، بين الرب والعباد، جاء فيه:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم، لا يألونكم خبالا).
وحمل الفقه المجيب ثقل الامانة، شرعا:
(المسؤول مؤتمن).
وقال نابليون:
(القيادة حسن توزيع الادوار).
*1*
اختيار المسؤول لرجاله، جزء اساس، او لبنة تأسيسية، في مشروعه بأداء المسؤولية، لذا نصت الآية على ان البطانة لا تألوا جهدا في جنون الذين يحيطون به، وهذا ما تهاوى فيه صدام حسين.. يتردى طغيانا، منذ وجد دولا مقتدرة عالميا واقليميا، تدعمه من الخارج، وشعب بثروات ارضه، يخضع له، فلم يتوازن!
ولا يخفى على انسان في الكرة الارضية.. من القطب الى القطب.. اختلال التوازن الذي خفق صدام في مهبه، من عمق وجدانه.. حروبا هوجاء وحصارا كرسه على شعبه، نسجا على نول:
جوع شعبك يتبعك.
ولم يكتفِ باجاعة شعب لا حول ولا قوة، انما ملء جهنم الامن العامة بهم، اكتظت وظل يناديها:
-هل امتلأتِ؟
وتجيب.. سائلة:
-هل من مزيد؟
*2*
جاء في الآية (31) من الفصل (26) في انجيل متي:
(اضرب الراعي تتبدد الرعية).
ولأن صدام اتبع هواه، والمستأمنين على بلورة الرأي، في حكمه، واجبهم ارضاء هوى صدام وانعاش مزاجه الملتبس.. غير السوي؛ فقد وقع في ما حذر منه بليغ العرب اكثم بن صيفي:
(آفة الرأي الهوى).
فذهب به هواه الى مناطق خيالية الفظاعة، بشاعة لا تطيق روايات الرعب وصفها، بحث من بطانة فاسدة، آثرت المكرمات، بتطمين انفعالاته المهيضة، على ان يقصيهم نظير نصيحة تنقذ العراق مما آل اليه؛ فـ (القريب من قرب نفعه) كما قال بزرجمهر.
كمن صدام حسين، في جحر من رجال جوف، شكلوا نفقا يميد به الى هباء الحفرة التي انتهى اليها، ومنها الى مشنقة الاعدام التي لم تمهله حتى تثنية الشهادة؛ اذ انفلت من الدنيا الى الآخرة، قبل ان يتم (اشهد ان محمداً رسول الله) لأن القريب من قرب نفعه، وهؤلاء لا نفع فيهم.. جوق متملقين، لا يحسنون النصيحة، انما هم صدى الاخطاء التكوينية في شخصية صدام، المثخنة بجراح نفسية، سكنتها السلطة ولم تمحوها، فكان تسكينا مؤقتا يفاقم آثارها على المدى البعيد؛ فقد تحول صدام الى وحش حتى على صانعيه.. امريكا ودول الخليج، بعد خمسة وثلاثين عاما من السلطة المطلقة، التي وضع نفسه خلالها في الخانة ذاتها مع الله لكن في الطبقة الدنيا من الإلوهية الى حد يظن نفسه قادرا على ان يفتي على الله؛ الذي يستجيب له اذا ما غير موت المعدوم من خائن، سيدخل جهنم، في تصوره، الى شهيد، وما ان يقرر تحويل الخيانة الى شهادة، حتى ستجيب الله، وينقل روح المعدوم، من النار الى الجنة، بموجب المرسوم الجمهوري الصادر من صدام...
ألم ينهِ.. جل وعلا:
(لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا).
أفبعد خبال ما فعله صدام بالعراقيين ونفسه، ثمة خبالا اقصى من هذا الخبال!؟ حتى أخذ من خلال بطانته المتملقة ذاتها:
(من مكمنه يؤتى الحذر).
وهؤلاء الذين تدرع بهم صدام حسين، دون شعبه، واستقوى بهم على الناس اجمعين، اتضح انهم (بوخة) فـ (بخروه) تبخرت قوى صدام المهولة، لحظة مواجهته الفعلية ضد امريكا، عندما خانوه!
*3*
رحم الله من إتعظ بغيره، لذا ادعو المرحلة الراهنة، بما انزلت، ومن دون ان اشير او اوحي او احدد، انصح بتحاشي ما وقع فيه صدام.. اتعاظا.
كي لا يعثر المؤمن بالحجر الذي عثر به الكافرون!



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلقاء عائدون
- استقواء الايمان بانهيار الجسد المسيح الحي.. ما صلبوه ولكن شب ...
- خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب
- اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان
- ستاند آب كوميديا اسلامية راقية
- الموجة الجديدة نصف قرن من الانهيارات الرئاسية
- توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين
- هل تصوم السياسة في رمضان
- رجال اكبر من المناصب
- 23 آب 1921 عيدا وطنيا للعراق
- لي الحقائق والانعطاف بالبديهيات
- لا يخفون فسادهم انما يخرسون الافواه المعترضة
- ضرغام هاشم الموصلي الذي استشهد دفاعا عن الجنوب
- تصدع الموقف وانقلب السحر على العراق
- اليوم الموسوي
- هذا امردبر بليل


المزيد.....




- الأميرة البريطانية بياتريس تنجب طفلتها الثانية أثينا
- حفرة أرضية تبتلع أعمدة كهرباء خلال عملية إنقاذ سيارة في حفرة ...
- سوريا.. إدارة العمليات العسكرية تعلن أحمد الشرع رئيسًا مؤقتً ...
- الإدارة السورية الجديدة: إلغاء العمل بالدستور وحل الجيش وتعي ...
- الإدارة السورية الجديدة تعلن وقف العمل بالدستور وتعيين الشرع ...
- أمير قطر يبارك لأحمد الشرع بتوليه قيادة الدولة السورية الجدي ...
- السعودية توقع اتفاقية لإنشاء مكتب إقليمي للإنتربول بالشرق ال ...
- غضب فلسطيني وعربي رافض.. مظاهرة في رام الله ضد تصريحات ترامب ...
- طلاب مصريون في ورطة بسبب قرار ترامب تجميد منح تعليمية
- واقيات ذكرية أمريكية لغزة؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - آفة الرأي الهوى