جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 11:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عند الاسطى او بين الكينونة و الصيرورة (لاحظ هذا المقال يميز بين الكلمتين)
يقول الفيلسوف الالماني Friedrich Schlegel يستطيع الانسان ان يصير (يصبح) فيلسوفا و لا يستطيع ان يكون فيلسوفا و لكن اذا اعتقدت انك فيلسوف فلا تصير (تصبح) فيلسوفا ابدا.
يميز هذا القول الفلسفي بين الكينونة و الصيرورة اي بين النتيجة و النهاية من ناحية و العملية و المسير من ناحية اخرى ففي الكينونة الموت و النهاية لانها تعني انتهاء عملية المسير. جميع الشهادات العلمية لا قيمة لها اذا انتهت بالنتيجة و الشهادة لان الكينونة كما يقول الفيلسوف الكبير هايدغر لا يوجد بمعزل عن الزمن او بعبارة اخرى ليست هناك كينونة اطلاقا.
لا تنهى عملية التعليم بشهادة لان الذي يتوقف وصل الى الموت. هذه نقطة مهمة ايضا في حياتنا اليومية يجب اخذها بنظر الاعتبار فليس هناك معلم او طبيب او اية وظيفة اخرى اذا كانت خاضعة لعملية الكينونة و الصيرورة. لا تذهب لطبيب اذا اكتشفت بان عملية تأهيله انتهت بشهادته و لا يوجد معلم دون مواكبة مسيرة التعليم. لربما من الافضل ان تخضع جميع الوظائف التي لها علاقة مباشرة بحياتنا اليومية الى تجديد بين فترة اخرى و لكن هذا يقودنا الى مشكلة اخرى و هي الذاكرة التي تضعف بمرور الزمن و تضعف من عملية الصيرورة و تقضي على الكينونة.
احيانا يشعرالانسان بفراغ بعد انتهاء دراسته الجامعية و يقطع علاقته بالتطورات التي تعقب فهو حتى لا يطبق ما تعلمه لان ذاكرته شحبت و يجد صعوبة في الالتحاق و المفروض ان يحول على التقاعد حالا. لا يمكن ان نتكلم عن القاب و وظائف ثابتة لاننا كلنا طلاب نتعلم (عند الاسطى) و لكن (الاسطى) ليس انسانا بل عملية و هي نفس اصل كلمة (استاذ) الفارسية الاصل (اوستاد) من الافستية ava-sta و الكردية (وستا) او (ماموستا) التي صيغت من كلمتين من العربية (عم) التي تتحول في الكردية الى (مام) كما في (مام جلال) اي (جلال الطالباني) كلقب احترام و كلمة (وستا) الكردية و القريبة لغويا من الانجليزية master و المنتشرة في العامية المصرية كـ (اوسطا) لربما استعيرت في زمن الامبراطورية العثمانية. لاحظ ان الضمة على همزة الاستاذ تبين طريق استعارتها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟