أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علوان حسين - يوم اختطاف دولة رئيس الوزراء














المزيد.....

يوم اختطاف دولة رئيس الوزراء


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 22:57
المحور: كتابات ساخرة
    


- كيف و متى حصل الإختطاف ؟
- لا نعرف ! زوجة معاليه تقول بأنهما فقد شعرا بالإرهاق الشديد ليلة البارحة ، فناما مبكرين في الساعة العاشرة مساءً تقريباً . في حوالي منتصف الليل ، استيقظت زوجته و هي تحس بالعطش الشديد ، فلم تجده نائماً إلى جنبها . بحثت عنه في كل أنحاء القصر ، فلم تعثر له على أثر . سألت عنه الحراس ، فأكدوا لها أن أحداً لم يدخل إلى القصر أو يخرج منذ إنتهاء وليمة العشاء الفخمة في تمام الساعة التاسعة و النصف مساءً .
- لم يدخل و يخرج أحد ؟ ما هذا الكلام ؟ هل تريدني أن أصدق بأن الأرض قد إنشقت فابتلعته ؟
- ينبغي لي أن أعترف بأنه أمر محيّر فعلاً !
- هل بحثتم عنه في كل مكان ؟
- كل شبر في القصر .
- عجيب ! و أين يمكن أن يكون قد إختفى ؟
- و الله ، عِلمي عِلمكم !
- هل أتصلتم بهواتفه النقالة ؟
- نعم ، و كلها موجودة في مكتبه بالقصر .
- كلها ؟
- نعم : أربعون هاتفاً .
- حضرة الفريق الركن ، هل أخبرت أحداً غيري بالإختفاء ؟
- كلا ، أنت أول و آخر مسؤول أبلغه بإعتبارك مدير عام مكتبه الخاص ، و ذلك حالما أعلمني نائبي اللواء مسؤول الخط الأول لفوج الحماية الخاص .
- يجب علينا التكتم عن الموضوع ! فقد يكون سبب إختفائه حصول إنقلاب عسكري !
- و أي أنقلاب عسكري هذا الذي يمكن أن يحصل بلا عساكر و لا دبابات و لا عمليات إطلاق نار ؟
- مع ذلك فأن الكتمان ضروري في وضعنا الصعب هذا !
- و كيف ؟ إن أمراً خطير مثل هذا لا يمكن إبقاؤه سراً في بلد مثل العراق !
- و العمل ؟
- ينبغي لنا أن نبلغ حالاً كلاً من نائب رئيس الوزراء ، و وزير الدفاع ، و وزير الداخلية ، و قائد قوات عمليات بغداد !
- و الأمريكان ؟
- نعم ، والسفير الأمريكي باعتباره حامي العملية السياسية .
بعد أبلاغ الجهات أعلاه بإختفاء رئيس الوزراء ، تشكّلت أربعة فرق للبحث عنه : واحدة بإمرة وزير الدفاع ، و الثانية بإمرة وزير الداخلية ، و الثالثة بإمرة قائد قوات عمليات بغداد ، و الرابعة بإشراف السفير الأمريكي .
إنطلقت كل فرقة لتنفيذ الواجب المناط بها .
إستطاع الفريق الأمريكي العثور على رئيس الوزراء خلال عشرة دقائق من بدء المهمة البحثية لفريقهم . عثروا عليه و هو يلعب الشطرنج مع معالي وزير التعليم العالي في غرفة سرية كائنة داخل قصره . وجدوه منكباً على رقعة الشطرنج و التي لا يوجد عليها سوى الملك الأبيض و الملك الأسود . ينقل دولته ملكه الأسود مربعاً للأمام ، واضعاً إياه أمام المَلِك الأبيض لمعالي الوزير مباشرة ، و هو يصرخ شامتاً : كِششششش ! يتراجع معالي الوزير بمَلِكه الأبيض مربعاً . عندها يسرع دولته بتقديم مَلِكه مربعاً ثانياً أمام مَلِك رسيله مباشرة ، و هو يقول : كِشششش ! يتراجع معاليه مربعاً ، فيتقدم دولته مربعاً إلى أمام ، و يكشششه ، و هو يقول له :
- شلون بيه هذا المَلِك مالتك ؟ ها ؟ أشو ما دا يموت ؟ عود لويش ؟
- بسبب العناية الإلهية ، دولة رئيس الوزراء !
- كِششش ! صُدُگ هذا المَلِك مالك كلّش عنادي ! راح يصبّح علينا الصبح ، و هوّا ما يرضى يموت !
- عيني ، دولة رئيس الوزراء ، هذه لعبة تحتاج إلى التخطيط المتأني عشرات السنوات ! أرجوك تمالك أعصابك ، و لا تصير عصبي ؛ أنت عندك ضغط و قلب ، و الإنفعال عليك مو زين ، و اللعبة بعدها بأولها ! أكو لواعيب يبقون تلاثين سنة بدور واحد !
- صُدُگ هذا المَلِك فرفحني : بس آني ضامله خطة حكيمة ؛ ولك كِشششش !
بعد دخول فريق البحث الأمريكي عرين اللاعبين ، يواصل دولته كشششه بكل جد و إخلاص .
يحدّق السفير الأمريكي في رقعة الشطرنج ، و طريقة الكش المحمومة ، فيقول :
- قه قه قاه ! شي هِلو ! شي لتييف ! هاهاها : المعركي هامية الوتيس ! هاهاهاه ! بكرة بالليل دولتكم لازم يِئتيني النتيجة ! إتّفكنا ؟
- إتّفقنا !
بعد أن يطمئن الفريق الأمريكي على سلامة دولة رئيس الوزراء - الذي يؤثر مواصلة معركته الكشششية إلى ما لا نهاية - يغادر السفير مع فريقه الغرفة السرية ، و يبشّر المدير العام لمكتبه و قائد فوج حمايته الأول الخاص بالعثور على معاليه ، و رغبة الأخير بعدم إزعاجه في عرينه . يفرح الجميع . عندها يدخل وزير الدفاع و هو يسوق ثوراً ، و إلى جانبه قائد قوات بغداد و هو يجر جدياً ، و يصيحان فرحين بصوت واحد مخاطبين المدير العام لمكتب رئيس الوزراء :
- الحمد لله ! لقد عثرنا على دولته ! إسألوا هذا الثور ! لقد إعترف بشخصيته الحقيقية !
- الحمد لله ! لقد عثرنا على دولته ! إسألوا هذا الجدي ! لقد إعترف بشخصيته الحقيقية !
يقهقه السفير بصوت عال ، و يغادر القصر . حال خروجه من باب القصر ، يشاهد السفير وزير الداخلية هو رجاله ، و قد رفعوا أنثى حمار من قوائمها الأربعة ، و راحوا يضربونها بالعصي الغليظة أبشع ضرب ، طالبين منها الإعتراف بكونها رئيس الوزراء ، وهي ترفض ذلك بإصرار . يسألها السفير الأمريكي :
- لماذا ما تعترفي أنّكي دولة رئيس الوزراء ؟
ترد الحمارة :
- سعادة السفير ، لأني ما أريد أن أكبّر رأسه !
عندها ينفخ وزير الداخلية صدره و هو يخاطب السفير بالقول :
- سعادة السفير ، شنو رأيك لو ندز هاي الحمارة الناشف راسها لزنزانات گوانتنامو ، بلكي تعترف يمكم هناك ؟



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب أولاد كلب
- بغداد : 6./ 6. /6.
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / الأخيرة
- قصيدة -الرحيل- للشاعر العراقي سامي موريه
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 10
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9
- الزنبقة تموت عشقاً في الحياة .... و تحيا / مرثية الشاعر يحيى ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 8
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 7
- مَثَلْ مَضْروب بيه تِتْحدّثِ النّاس : -جِزا الإحسانْ : بَكّا ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 5
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 4
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 3
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 2
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 1
- الفأر -شار- ، و الحيّة -أم دَيّة-
- حكم القَراد في مزبلة الوهاد
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 5 (الأخيرة)
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 4


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علوان حسين - يوم اختطاف دولة رئيس الوزراء