جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 12:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
زينة المرأة و الرجل خاصة للعنق و المعصم و القدم و الانف و الاذن غيرها انتشرت بين جميع الاقوام في كل مكان و زمان لاجل اشباع غر يزة الاقوام البدائية (خاصة المرأة) لتزيين انفسها بمواد لامعة ساطعة براقة لجذب العيون اليها و التي تقابلها ايضا امثلة من عالم الحيوان و النبات و هذه مرحلة اصلية طبيعية مادية حسية و لكن هنا يتوقف عالم الحيوان و النبات لانه لا يستطيع تجاوز حدود الطبيعة. اما الانسان فانه لا يسمى انسان اذا لم يحاول الخروج من حدود الطبيعة و لم يتطور هذه الفكرة الطبيعية الاصلية و يضيف اليها معاني تجريدية رغم انه لا يستطيع ابدا الخروج من سجن الطبيعة بحكم فسلجيته و الدليل هو ايضا دكتاتورية العين في الاختيار.
كأول مرحلة لتجاوز حدود الطبيعة من ناحية و من ناحية اخرى صد شر الطبيعة تطورت للزينة بسبب بريقها و لمعانها رمز لانبهار و تعمية او صد عيون الحسد عكس المرحلة الاولى اضافة الى اغراضها الصحية و النفسية بالشفاء. فاسماء النساء مثل لمعان و زينة و غيرها تجذب عيون الرجال و تعمي عيون الحساد في نفس الوقت. طغت مسألة (الحسود لا يسود) خاصة عند الاقوام و الديانات الشرقية. الحسد كلمة قديمة ورد ذكره ايضا في القرآن و بهذا تتحول الزينة الى طلسم talisman او amulet. كلمة طلسم هي يونانية الاصل من theleo اي التكريس و الاهداء. تم ايضا تزيين الاطفال بالمرجان لابعاد الشر عنهم.
و هذا يقودنا الى المرحلة الثالثة عندما اضفي عليها صفة مقدسة و هناك في العربية ايضا علاقة بين الزينة و التقديس. كلمة (قدس) هي آرامية الاصل ترى اصلها الاجنبي من لفظها ايضا. في الحقيقة معظم مفردات الزينة في العربية هي اجنبية الاصل من اليهودية (العبرية) و المسيحية (الارامية) و المجوسية (الفارسية) و من اليونانية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟