أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - المصالحة الفلسطينية وما تشهده المنطقة العربية















المزيد.....

المصالحة الفلسطينية وما تشهده المنطقة العربية


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 12:03
المحور: القضية الفلسطينية
    



انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها القضية الفلسطينية نتيجة تصاعد الهجمة العدوانية الصهيونية من خلال سياسة الاستيطان والقتل والحصار وتقطيع اوصال المناطق وقضم الاراضي واستمرار الاعتقالات وتهويد المقدسات والتي تتزامن مع الضغوط الامريكية من اجل العودة الى مسار المفاوضات وعدم التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة ، مما يستدعي من الجميع التخلي عن المصالح الفئوية الضيقة وتطبيق اليات اتفاق المصالحة, بالشراكة بين كل الفصائل الفلسطينية من خلال تشكيل حكومة مؤقتة تشرف على اجراء الانتخابات ، فالشعب هو من يقرر قيادته ، ومع إنهاء الانقسام ، فمواجهة الاحتلال والتحديات الأخرى دون إنهاء الانقسام ستكون صعبة فالانتخابات هي المدخل للديمقراطية الحقة .
اننا ما نراه في ظل هذه التجاذبات التي تشهدها هذه المرحلة من تدخلات وأدوار إقليمية ودولية بشكل ممنهج، تستهدف تفكيك البنى الوطنية الفلسطينية، نتيجة الانقسام الكارثي بهدف تفريغ حركة التحرر الوطني من مضمونها الحقيقي، من خلال سعي المعسكر المعادي من الاستفراد بالقضية الفلسطينية.
امام هذا المشهد الفلسطيني الداخلي المأزوم، وفشل المصالحة نتيجة تفرد قوى بسلطة الامر الواقع بقطاع غزة ، نرى ضرورة تحمل بقية الفصائل والقوى والشخصيات والفعاليات الوطنية مسؤولياتها الوطنية للضغط على الجميع من اجل انهاء الانقسام لانه لا يجوز ان تبقى الاكثرية الشعبية في الداخل والخارج تنتظر حل لموضوع المصالحة او تنتظر ما سيفعله الربيع العربي ، لهذا يجب ان يشارك الشعب الفلسطيني بفعالياته وبرفع صوته بنبرة عالية في وجه اصحاب سياسة الانقسام ، وخاصة ان حراكه الشعبي في الشارع هو ايضا دافعا عن القضية والحقوق الوطنية الثابتة غير قابلة للتصرف .
لهذا نؤكد ونحن نعيش ظروف دقيقة الى استنهاض الهمم في صناعة القرار الوطني بعيدا عن التصفيق والاستخدام السياسي ، والتأكيد على تعزيز الشراكة الوطنية الفلسطينية ضمن الوطن الام منظمة التحرير الفلسطينية وبذل الجهود للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني والتمسك بقرارات الاجماع الوطني وتعزيز المقاومة الشعبية بكافة اشكالها في مواجهة الاحتلال والاستيطان ، والعمل بمصداقية واضحة مع جماهير الشعب الفلسطيني والاهتمام بقضية القدس والتفاعل مع قضية الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ودعم مواقفهم ونضالاتهم حتى الافراج عنهم .
أن قضية الشعب الفلسطيني ما تزال قضية تحرر وطني ، وهي طريق الكفاح والتضحيات الطويل عبر المقاومة بكافة أشكالها، وهذا يتطلب منا تكريساً للديمقراطية وقيمتها الحقيقية في صفوف الشعب الفلسطيني، من خلال تعزيز وحدة الصف الفلسطيني.
ان الجماهير العربية لم تنس ولم تغفر للأنظمة التي وقفت موقف المتفرج على الإجرام الصهيوني خلال سنوات الانتفاضة سواء الأولى أو الثانية او اثناء الحرب على غزة، ولم تنس ولم تغفر للأنظمة صمتها وتواطؤها والعدو يستوطن الضفة الفلسطينية ويهود القدس ويدنس المقدسات، فنحن على ثقة بان الجاهير العربية ما زالت تعتبر فلسطين حاضرة في ضميرها ووجدانها وستبقى هي العنوان الرئيس لها.
ان ارتباط القضية الفلسطينية بمحيطها العربي الراهن بات مرهوناً بالقوى الرئيسية التي اتت بعد الانتفاضات والثورات العربية، رغم الإشكالية الرئيسية التي حاول من خلالها الإسلام السياسي الصعود واستثمار الثورات العربية ومحاولة الاسلام السياسي الفلسطيني المتمثل بحركة حماس اعلان غزة محررة بهدف اضعاف المشروع الوطني الفلسطيني بل إعادته لنقطة الصفر من خلال عودة المراهنة على امارة فلسطينية، بدلا من تعزيز وحدة الصف الفلسطينيه والعمل من اجل حماية المشروع الوطني وتوفير مقومات الصمود والنضال لاستكمال مشروع التحرير والعودة .
وامام خطورة الاوضاع في المنطقة نرى تسابق رومني وأوباما على تقديم الطاعة لإسرائيل، عبر مشوار الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تتابع فصولها إلى الحد الذي دفع بالمرشح رومني للمجيء إلى كيان العدو من اجل تقديم الولاء وتقبيل الأيادي وإطلاق الوعود من شفاه تتمتمها أمام قادتها الذين احترفوا لعبة من هذ النوع، وهم يرون مركز الرئاسة الأميركية طي بنانهم، والمكان الأعظم الذي يسوقون من خلاله سياستهم الداخلية والخارجية.
ان ما نراه اليوم على مستوى المنطقة اشبه بحرب كونية لها اهداف اساسية، ولكن مواقعها واضحة في هذه الفترة، وما تتعرض له سوريا وما تشهده عدد من الساحات العربية من فتن وفوضى، بداية وخطوة اولى لمخطط خطير يستهدف وحدة الامة العربية وعدالة قضية فلسطين، وما توقيع اوباما على "قانون تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل" بمثابة "جائزة وتشجيع أميركي لحكومة الاحتلال في شهر رمضان، وعلى العدوان والاستيطان ونزف الدم الفلسطيني واستباحة المقدسات، ، وهنا السؤال لماذا هذا الصمت العربي والاسلامي الذي يلحق أفدح الأضرار بالحقوق الوطنية والأمن القومي ويحرف نضال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عن أهدافهم الحقيقية في مجابهة الاحتلال وحليفه الاستراتيجي وعن تحرير الأراضي العربية المحتلة وانتزاع الحرية والاستقلال والعودة والكرامة والعدالة الاجتماعية .
وامام كل ذلك فلم تعد سياسة القطب الواحد قادرة على التحكم بتسيير هوية العالم او رسم المسار خاصة بعد الهزائم التي منيت بها امريكا في اكثر من مكان ، فاليوم تحاول حرف مسار الغضب الشعبى وتوجيهه امريكيا لمسارات شكلية تصب فى صالح مشاريعها وذلك من خلال فرض انظمة تحقق مصالحها ولاسيما وانها تأتى بقبول شعبى مخدوع بهذه القوى وفقا لمفهوم الديمقراطية الامريكية.
ويمكن القول بأنه لا تتوفر في الوقت الحالي الظروف الموضوعية المواتية للبحث الجدي لإحداث اختراق في جدار المأزق الفلسطيني بانتظار ما ستؤول إليه التطورات التي تشهدها البلدان العربية، ويبدو أن القيادة الفلسطينية مقتنعة بان العودة الى المفاوضات ستكون مضيعة للوقت ويجب الإقدام على خطوات سياسية تنطوي على مجابهة دبلوماسية مع الإدارة الأمريكية في المحافل الدولية، وخطوات كفاحية تصعيدية مع إسرائيل في الأراضي المحتلة عبر تطوير وتعزيز المقاومة الشعبية بكافة اشكالها .
ختاما : في خوض مثل هذه المجابهة الدبلوماسية والكفاحية مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الامم المتحدة وغياب استراتيجية وطنية وقومية بديلة، في مواجهة الصلف الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي، والتردد العربي الرسمي في خوض مثل هذه المجابهة الدبلوماسية والكفاحية نرى ان على جميع القوى والفصائل تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها أهم مكونات الاستراتيجية الوطنية ، وهي استراتيجية تتطلب موقفاً سياسياً فلسطينياً موحداً يشكل حجر الأساس لبناء موقف عربي موحد، وإغلاق الباب أمام التدخلات الإقليمية التي توظف الانقسام الفلسطيني بحسب منظور كل طرف إلى مصالحه الضيقة.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطة نضالية يجب التوقف امامها
- الفلسطينيين ليسوا طرفاً في اي صراع عربي
- ستة اعوام على انتصار تموز
- الشعب الفلسطيني احوج ما يكون الى قيادات تاريخية
- المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا
- واقع المفاوضات وتاثيراتها
- المشهد الفلسطيني في ظل الواقع العربي
- القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها والموقف المطلوب
- نظرة الى واقع الفصائل الفلسطينية وامكانية التغيير
- تحية للاسرى البواسل الذين يصنعون فجر الحرية
- نيسان شهر النضال والعطاء
- فلسطين تشكل برمزيتها الهوية والأرض
- ستة وثلاثون عاما على انتفاضة يوم الارض
- المرأة الفلسطينية والعربية تشكل نموذجا في العطاء والنضال
- الواقع الراهن والانتظار المرتقب للقاء القاهرة
- المفكر المناضل حسين مروة هو أحد كبار الماركسيين الحقيقيين ال ...
- لنتحدث بكل صراحة فلتتوقف المفاوضات
- عام مضى نستخلص منه الدروس من اجل حرية فلسطين
- اجتماعات الفصائل في القاهرة انجاز مهم يتطلب تطبيق عملي
- الرئيس القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات ملأ صفحات كثيرة ليؤكد ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - المصالحة الفلسطينية وما تشهده المنطقة العربية