أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عمار مها حسامو - الخِتان و الإِعتداء الأول













المزيد.....

الخِتان و الإِعتداء الأول


عمار مها حسامو

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 01:47
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


كانت جالسة تلعب بدميتها الصغيرة تسرّح لها شعرها و تحاكيها ، هجم عليها أناس غرباء ، أمها ساعدتهم على نزع ملابسها عن بدنها ، عرّتها و ثبتت لها أيديها الصغيرتين و إمرأة غريبة عنها فتحت كلتا رجليها بشكلٍ محكم و بينما كانت تحاول أن تفلت منهنّ بدأت الطفلة بالبكاء و الصراخ كانت الأخرى تقطع لها قسمها من بظرها بسكينٍ حاد ، كان الختان .
جاء في لسان العرب : خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنُهما خَتْنًا، والاسم الخِتانُ و الخِتانة ، وهو مختونٌ و الختن للرجال و الخفضُ للنساء و الختين المختون الذكر و الأنثى في ذلك سواء .
تُدعى من تتولى الخفض بالخافضة أو الخفّاضة و تُدعى أيضاً بالمبظّرة .
عرّف ختان الأنثى حسب منظمة الصحة العالميّة أنه بتر جزء من الأعضاء التناسليّة للأنثى بتراً كاملاً أو بشكل جزئي و ذلك لأسباب دينيّة أو اجتماعيّة ، تنتشر هذه العادة الاجتماعية في المناطق الحارة في إفريقيا و جنوب آسيا و اندونيسيا على الأخص و في البلدان العربية تنشر بشكلٍ ملحوظ في مصر و السودان و القرن الإفريقي .
الوضعية الجسديّة للختان لا تختلف عن وضعية الاغتصاب و لهما نفس الأثر في ذاكرة الطفلة خاصةً أن الطفل يخزن ذاكرة طويلة الأمد من طفولته ، ذاكرة قائمة على الخوف و الألم ، و فقدان الثقة بالآخرين و خصوصاً إن كان أحد الأبوين شريكاً في عملية الختان بشكل مباشر أو غير
مباشر ، و صدمة الختان يمكن لها أن تكون آنية أو طويلة الأمد خاصةً إن ترافقت بالتفكير و رؤية الأحلام و التخيلات المرعبة الدائرة حول الختان لأن تتحول إلى حالة مرضية .
و حسب دراسة علميّة أجريت في مدينة أن بكاء الأطفال المخنوتين أكثر من الأطفال الغير مخنوتين ، و صوت بكاء المخنوتين أعلى من من الغير مخنوتين حيث ألم الختان يحتقط به الطفل في ذاكرته التي يستعيدها مع أي ألم جديد .
في السودان كانت تتم عملية الختان بشكل أبشع و أشنع مما هي عليه في مصر ففي مصر كانت عملية الختان قائمة على بتر قسماً من البظر أما في السودان كانت عبارة عن قطع البظر و الشفاه الأربعة الداخلية ومن ثم تقوم الداية بإخاطة الجرح و إغلاق فتحة المهبل بشكل كامل دون بعض الثقوب
الصغيرة كي يخرج دم الحيض و عند الزواج تفك تلك العقدات و إن ترملت إحداهنّ أو طلِقت كي لا تمارس الجنس إن رغبت تتم الإخاطة من جديد حتى زواج آخر و فك تلك العقد بالسكين مرّة أخرى .
ففي المناطق الحارة تترشح الهرمونات الجنسية قبل و بكمية أكثر مما هو عليه في المناطق العادية و الباردة و هذا الهرمون مسؤول عن النشاط و الرغبة الجنسية فالحرارة تؤثر على النوى الموجودة في منطقة التحت المهاديّة في الجهاز العصبي ، لذلك يصل سكان المناطق الحارة من الذكور
و الإناث على حدٍ سواء إلى البلوغ الجنسي قبل أبناء سنّهم من باق المناطق و يعتبرون من مالكي رغبة جنسية أعلى من سكان المناطق الباردة و المعتدلة ، فكان ختان الأنثى المنتشر في المناطق الحارة وسيلةً لردع هذه الرغبة الإنسانية و الحدّ منها ، فالختان يمنع الأنثى من الوصول إلى النشوة الجنسيّة " الأورجازم " و يصيبها آلام خلال الجماع تعيقها عن متابعة الممارسة الجنسيّة بلذة .
يقول الجاحظ في غاية الخفض تقليل غلمة النساء ، فيكون العفاف عليهنّ مقصوراً ، و البظراء تجد من اللذة ما لا تجده المختونة ، فإن كانت مستأصلة مستوعبة كان على قدر ذلك .
و مع عملية الختان تتعرض الأعصاب و الأوعية الدموية المغذية و المسؤولة عن البظر للتهتك فيمسي قطعة لا تفتقد مشعرات أو إحساسات ، تسبب الألم عند الإيلاج و الإخراج في العملية الجنسية فتتحول العملية الجنسية من لذة إلى نقمة و ألم ، فتأخذ المرأة الحمل سبباً يمنع الجماع المؤلم .
هذه العملية تجعل المرأة تصاب في ألم أثناء التبول و الجلوس و الممارسة الجنسيّة فتستمر عملية إخلاء المثانة إلى ثلاثين دقيقة مترافقة مع الألم الشديد ، إضافة إلى احتباس البول و دم الحيض داخل جوفها مما يسبب العفونة و انتشار الباكتريا و الإلتهابات .
رغم ذلك فإن أغلب حالات الختان تتم في أوساط ريفيّة بوجود الدايّة و بشكلً غير مشروع متى أقرت الحكومات منع العمل به ، فلا أدوات طبية معقمّة و غياب الوسط الطبّي و الصحي نتيجة لذلك تنتشر حالات مرضيّة كثيرة و عدوى و نزيف دموي ربما له أن ينتهي بالوفاة .

* * * * * *

في الممارسة الجنسيّة يمر كِلا الذكر و الأنثى بالمراحل الجنسية الأربع :
1- الإثارة
2- الصعود
3- النشوة
4- الهبوط
إلى أن يصلا إلى مرحلة الإشباع و القذف ، فكلاهما يقذف و إن اختلفت كمية السائل المقذوف و وقت القذف ، فذلك يرتبط بالمدة المتطلبة للوصول إلى نقطة الإثارة و الصعود حيث أن الذكر و الأنثى يختلفان عن بعضهما في نقطة الانتقال من الإثارة إلى الصعود فالنشوة ثم الهبوط ، خصوصاُ أن الذكر مستفحل ينتظر تلك اللحظات بشغف و الأنثى خجولة مرتبكة و ربما متألمة إن تعرضت للختان فيما سبق .
أكدت ذلك الدراسات العلمية الحديثة ، لكنها لم تكن غريبة عن السابقين يقول الإمام الغزالي في ذلك :
( ثم إن قضى وطره فليتمهل على أهله - أي زوجته – حتى تقضي هي نهمتها ، فإن إنزالها يتأخر فيهيج شهوتها ، ثم القعود عنها إيذاء لها ، و الاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر بينهما مهما كان الزوج سابقاً إلى الإنزال ) .
اختلاف سرعة الهبوط و الصعود و نقطة الإثارة القائمة بينهما ليست حالة طبيعية ارتباك الأنثى ، إضافةً إلى البرود الجنسي إن امتلكته و ساديّة الذكر و تربية الأنثى على الخجل يجعلها أقل امتلاكاً للرغبة الجنسية من الذكر ،
فالمرأة الشرقية لا يثيرها ملامح القضيب الذكري الظاهر فوق بنطال الرجل السائر في الشارع وسط النهار ، كتلك الأنثى التي تحتذي حذاءاً مثيراً لذكور الحي .
و كذلك الأفلام الجنسيّة و الأحاديث الجنسيّة و من ضمنها الشتائم الجنسيّة التي تحمل أثر جنسي متداولة في أوساط الذكور بكثرة بينما تندر في أوساط الإناث تبعاً لظروف بيئية و اجتماعية .
حرمان الأنثى من النشوة الجنسية هو إعتداء عليها و انتقاص من حقها الإنساني المشروع و التعامل معها على أنها سلبية في ممارسة الجنس حينما كان الرجل وحده إيجابياً في الجنس .
ربما كان الختان الإعتداء المادي الأول الذي تتعرض له الأنثى كونها أنثى كي تتحول لأداةٍ جنسية يفرّغ الذكر بها رغبته متى شاء تزمناً مع حرمانها من النشوة الجنسية فأمست آلة تنتج له ما شاء من الأولاد إلى أن تصل إلى سن اليأس .

يتبع . . .



#عمار_مها_حسامو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المولود أنثى
- هل تقبل بإسقاط الهويّة الإنسانيّة عن المرأة ؟!!!
- عطالة القِوى
- التكنولوجيا و الجميع
- طفلة ثمّ مغتَصَبة ، زوجة فجثّة
- حول العنف الأُسري -2-
- حول العنف الأُسري -1-
- طفلة أمست أُمّاً للعِيال
- وفي ميدان التحرير الحُرة تُضرب


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عمار مها حسامو - الخِتان و الإِعتداء الأول