أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فواز قادري - صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نموذجاً!














المزيد.....


صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نموذجاً!


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 23:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الجرح بالجرح يُذكر، وأنا أحاول أن أكتب عن القليل القليل عن ما يحدث للشعب السوري، وجدتُ ما أثار ألمي: كاتبة ومترجمة فلسطينية، تنقل على صفحتها في الفيس بوك جزءاً من قصة "خربة خزعة" عن تهجير قرية عربية عام 1948 ليزهار سميلانسكي الكاتب الصهيوني، الكاتبة الفلسطينية من قام بترجمة القصة: "أردتُ أن أفعل لي شيئا. لكني أدركت أن لن أصرخ . سحقا !! ، لماذا أكون الوحيد المتأثّر هنا؟ من أية طينةٍ قد جُبلت؟؟ تورّطتُ هذي المرة. راودني شيءٌ من التمرد ، رغبةٌ لأفجّر الجميع. . حسنا.. لمن أتحدّث فيسمعني؟ جميعهم سيهزأون بي . هزمني انهيارٌ صاعق… وحقيقةٌ واحدةٌ ترسّخت بي ، كمسمارٍ مغروس : لا يمكن أبدا التصالح مع أيٍّ من هذا ، ما دامت تبرق لي دموع طفلٍ باكٍ يسير مع أمه المتماسكة ، بثورة دموعٍ صامتة. ويخرج للمنفى ، حاملا معه آهات الظلم والجور.. صيحاتٌ كهذه ، لا يمكن إلا أن تجد من يجمّعها ذات يوم."

عجبي من الذي يترجم هكذا نص!!، مهما كان موقفه السياسي، أو رؤيته للثورة السورية، كيف يمكن أن يبقى صامتاً طوال الوقت؟ على الجرائم المهولة التي تُرتكب بحق السوريين (هذه المرّة من قبل مُحتلّ داخلي) أقلّها وجعاً مسألة التهجير، (عشرات الأطفال قتلهم جنود المجرم قبل أن يعبروا الحدود، دون أن يُتاح لهم ذرف ما تبقى من دموعهم) هذا إذا تناسينا الكبارالذين استشهدوا قبل أن يعبروا جحيم الحدود! ولن يستطيع أحد أن يتناسى عشرات الألوف من الشهداء، ومئات الألوف من المعتقلين وملايين الهاربين من بيوتهم المدمّرة ( سنتجاوز من دُمّرت بيوتهم على رؤوسهم!) في الداخل، ومئات الألوف من الهاربين إلى خارج الحدود، وحالات الاغتصاب التي لا تُحصى في المعتقلات والبيوت، للنساء والرجال، وحالات الذبح التي تكرّرت في أكثر من مكان، جرائم أكبر من أن تُعد، وأكبر من أن تترك أنساناً سويّاً يقف على حياد، جرائم بحق الإنسان والحيوان والحجر، غابات تُحرق، ومدن وبلدات وقرى تُدمّر( كلمة تُدمّر هنا ليست من باب المجاز! كلمة تُدمّر تعني لم يعد حجر قادراً على الأمساك بأخيه الحجر، أحجار تآلفت عبر عشرات السنين مع بعضها لتصير بيوتاً تآلفت هي الأخرى مع الناس الذين يسكنونها! ولم تعد قادرة أن تكون الظلّ والأمان لهم) الكاتب الصهيوني حرّكت مشاعره دمعة طفل فلسطينيّ، وكاتبتنا الفلسطينية التي ترجمت هذا النص الذي كتبه صهيوني ضد أبناء جلدته الذين قاموا باغتصاب وطن غيرهم، لم تتحرك مشاعرها لتكتب كلمة واحدة ضد سفّاح سورية طوال عمر جريمته، على القليل من باب التعاطف الإنساني، وعلى مبدأ الإنسان هو الأنسان، وليس كونها ابنة شعب مناضل عريق ضد محتلّ مجرم، شعب يتحسّس معانات الشعوب الأخرى أكثر من غيره! فما حصل للأطفال السوريين أكبر من أن يُوصف، جرائم لم يعد أحد قادراً على تجاهلها! سوى قلّة من كتّابنا الأشاوس! والأمر لم يعد خافياً على أحد. (لم ننس ولن ننسى أهلنا الفلسطينيين ولن نسمح بتقليل حجم جرائم الكيان الصهيوني التي ارتكبها، وسنبقى نُذكّر بها في كل وقت.) نقول الآن لمن يسكت على دم الأطفال السوريين: للدم ذاكرة لا تتيح لأحد أن ينسى ما حصل، من صمتَ؟ ومن آزر القاتل؟ ومن تهابل بألف عذر واه، فالذين شاركوا بالجريمة كثر! نقولها لهم بملء الجرح، أنتم شركاء في الجريمة! ولن ننتظر من يقولها لهم غداً، كما كتب يزهار سميلانسكي: "صرخات كهذه لا يمكن إلا أن تجد من يجمّعها ذات يوم."



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح عليكِ
- انشغالات يوميّة
- مطر رحيم في الصيف، على مدينة محاصرة. *
- حوار غير ودّيّ، بين الوردة واليأس
- هذا ليس كلّ شيء
- صور حديثة جداً.. لمدينة تحت القصف
- ومع ذلك
- صوتكِ أعلى من الحرية
- صمت أدونيس المتقطّع
- أحتال على الحزن قليلاً
- مركب ليبيا مركب اليمن مراكب تلحق بالمراكب
- مرّة أخرى..أحبّكِ
- طوفان
- ماؤك غير الماء
- مركب سورية من قصيدة (مراكب الرمال)
- صرخة
- عام عزيز يرفرف جناحيه
- الفانوس..إلى أدونيس وآخرين.. ليسوا أقلّ صمتاً
- هكذا تكلّم مالك الغابة!
- رداً على كمال أبو ديب أيّ سورية جميلة تعني يادكتور


المزيد.....




- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فواز قادري - صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نموذجاً!