أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف بن مناف - الرحيل














المزيد.....

الرحيل


عبد اللطيف بن مناف

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


إلى شهداء الوطن ...

الشمس تسحب ضفائرها
من ظلال العوسج
تدس في كف العاصفة رصاصة ثكلى
ثم تصعد إلى سلاسل الجبال
تعري صدر سنبلة تمتد من القيد
و تنأى في قبضة الملح و الأسلاك
جبينا ملتهبا بين جبائن النخيل
و قوسا وطنيا في الأساور والدوريات
و في أول الذاكرة ،
أرى وجهك داميا وراء الشبابيك
لكن النجوم تمضي ،
و تترك اسمها ضائعا في السحاب
سألت سبية تشرب أغلالها
في شرخ الظلام ..
كيف تنصب السنابل في شفتيها
والغناء ..
قالت : بين زند الأصيل وأسماء الضحايا
قريبا أشد إلى الأنهار سيل أعراقي
قريبا ينبلج الحلم من دمع الحجار
مضيت
تركت جلدي هناك
تجهض الشمس
حينا في نزيفي
و حينا آخر يخضب وجهك
على شفتي الوادي
وكلما اختفى الصدى في خطاي
اختبأ الندى في عينيها
و استنهض الانهيار القادم
من خطاب الزعماء
لو يتشامخ الحلم دخان السلاسل
لأعبئ الشمس والحناء
و يرسو احتمالي في هذا اللقاء
لكن النجوم تمضي
و تترك بين شقائق الطفولة حبة قمح مدماة ..

وليكن هذا الليل جموح خيل
أو تمازج ضفيرة
فالعين الكحيلة لما غفت
سقطت كل الجزيرة ..
توجناك بأصداف البحر والمرجان
و محونا حز القيد
على معصمين بالصلصال ..
ها نحن ابتعدنا لنراك قمرا
يجرجر أذياله
على انكسارنا وأحلامنا
باسم الذين توهجوا شرايين
ترويك إلى الأبد
مادام نبض في هذا البلد
صرخت نار
و انتحرت في الضوء فراشة
اقتربت من هدير البحر
ملتفة بالغيم
وسلاحها الوحيد مرمر ..
كان الليل يمد راحتيه
ترقبا لانهيارها المفاجئ
فالتقط نغمة لاجئة
وعصفورا يتمرن على الطيران ..
جمعت أشياءها الممهورة بالدم والحناء
ثم استلت من بين لفائف شعرها سنبلة
ذبحت غيمة رست
على أهذابها
فنضحت بالماء والنار ..
الله أكبر
من أوحى إليك
نصف الشمس يغره المساء
و النصف الآخر ثدي تلتهب
وكل النساء اللواتي زغردن
يوم الحداد
تداولن جميعا قبيل المساء
أن اسم الحربي لم يكن غامضا
و لكن شيئا ينحدر
من حالة النحير
يغزل علما من خصلات النخيل
ثم يعبر شهيدا في البلاد
أو بلادا في الحصار ..
انصبوا وشم الجبين
في لفح الصحراء ..
هذه شهادة الليل الذي يتعرى
كي يذبح قبلة توهجت في الأسر ..
أتى العشب إلى غدير في ظلها
فانطلق
زحف الضابط في دمها
فاحترق
و لما احتدت هامة النخيل
في الأعالي
سارت ساحلا
يتموج على شهوة الخنجر ..
يرمي المساء الرمادي
بجناحه المكسور على جسدك العاري
إذ تطالعني عيناك مجففة
من دموع السماء
فأخفي سري وفضاء القرار
بين خمائل صدرك الموشوم
بعناوين موعد سابق وأشلائنا
حين تجف الواحات ،
تتجمع في عينيك حفنة ماء
و ينسحب الكحل سلاما
و عرسا يفيض سنابل
في اتجاه رحيلي
و خلودك ..



#عبد_اللطيف_بن_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأجل رقص الحمام


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد اللطيف بن مناف - الرحيل