|
قصيدة نثر عن الأنذال ,,!
عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 15:45
المحور:
الادب والفن
إلى صديقي الرائع نصيف الناصري ، بمناسبة حبنا المشترك ، والخائب ، لمليكة .. ___________________________________________________
الشجرة ُ ، في الحديقة ، لا تهتز ، ساكنة ، رغم الإعصار الذي يقتلعُ أوروك من جذورها .
الفراتُ يرتجفُ ، مثل خيط ، تحت الجسر . الأوراقُ تتطاير ، الكلماتُ ، واستغاثاتٌ تفلتُ من الحِبر ، فترتبكُ السطورُ .
يوما ما كتبتَ : " يتركز الجمالُ في أحزان غامضة لكنها تلهثُ ، رغم سُمك الظلام ، كالذهب " أما اليوم فلستَ تذكر أين ، لماذا كتبتَ ذلك ، وها أنتَ عند باب الحانة ، حيث سدوري منكبة على تأليف كتابها في النصائح ، تبحثُ عن المفتاح ، و لا مفتاح سوى الريح تقطفُ بمنجلها الأعشاب ، وتقلب بمزاجها القوارب ، كل القوارب التي أبحرت في مخيلتك ، فيما الأفعى التي ستسرق منك عشبة الخلود تنتظر :
لا مزاج للسفر صوب أتونا بشتم ، بعد نصيحة سدوري ، مع هذا الإعصار ، مع هذا الغبار الذي يعبث بالتقاويم ، ويمزّق الأزمنة : لا ظل ، لا فيء تحت هذه الشجرة الميتة .
خلف الباب تقابلُ حياتكَ الذي لم ترها منذ مدة طويلة ، لكنكَ إذ تكتشف أن مراثي سومر ، ينابيع المعرفة ، والمعاني المفقودة للكون قد لطشتْ نفسها على بدلتك ، تتذكرُ حفنة من الصعاليك والسكارى ، أنكيدو ، الحانات ، و العزلة التي تشي بكَ مأهولا ، غير أن هناك ما هو أهم ينبجسُ مثل هلال مكسور ، فجأة ، من بين غيوم ذكرياتك المهجورة : الأنذال ، آه ، الأنذال ، الأنذال الذين شاركوكَ مقصورة السهر في أغنية ، ثم ترجلوا منها دفعة واحدة ، تاركين حناجرهم على مائدة الذكرى ، التي ترشها بالشمع كلما عنَّ لكَ أن تحتفل بكل الأوسمة الصدئة على صدرك ، بكل دمعة ذرفتها بحرارة ، بكل الصفعات ، وعند هذه الأخيرة : عند هذه الأخيرة فقط تتلمس خديكَ ، فيتوقف الإعصار عن جَلد المدينة ، و تهتز الشجرة ُ بعنف في الحديقة .
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة : أنتِ..
-
علبة الصفيح .. !
-
اغنية عابرة ..
-
في طريق العودة من أتونا بشتم
-
هايكو الفراشة ..
-
قصيدة نثر إلى صديقنا الرائع دون كيشوت !
-
قصيدة نثر عن حمامةٍ ميتةٍ
-
في موكب فاضل العزاوي الصامت ..
-
عندما خطفتُ وسام الهزيمة ..
-
أنا الذي أحرقتُ اور .. !
-
مخطوطة الاعشاب الغامضة
-
اغنية البحث عن قوت القلوب
-
عليكِ السلامُ
-
قصيدة نثر عن الطوفان الأخير ..
-
لن ندخل المزاد لنشتريكِ ..
-
جاء في أخباركِ ..
-
اغنية الإله الحزين ..
-
ذات ليلة ، مع أتونابشتم ، في الحانة ..
-
قصيدة نثر عن الحب والهيكل العظمي للأفكار !
-
محاولة لتحطيم أنف العالم ..
المزيد.....
-
ملايين الإيرادات… فيلم ولاد رزق الجزء 3 كامل HD.. يتصدر شباك
...
-
بالنجاح للجميع.. توزيع درجات امتحان اللغة العربية ثانوية عام
...
-
حقيقة ..تسريب امتحان العربي 2024 ثانوية عامة || SOON اجابة ا
...
-
تفاصيل حقيقة..تسريب امتحان اللغة العربية ثانوية عامة 2024 با
...
-
الأكاديمية الفرنسية تتوج المغربي عبد الفتاح كيليطو بالجائزة
...
-
مهرجان الشعراء المغاربة بتطوان يكرم محمد الأشعري
-
الغاوون,قصيدة (دوامات)بقلم الشاعرمدحت سبيع.مصر.
-
مصر.. نقيب المهن التمثيلية يؤكد شطب أسماء أشخاص مارسوا التطب
...
-
جامعة كاليفورنيا في ديفيس تفتتح أول مركز أكاديمي لأبحاث وفنو
...
-
الخارقون راجعين من تاني…موعد عرض افلام مارفل 2024 وقصص الأفل
...
المزيد.....
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
المزيد.....
|