فدوى طوفان
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 23:23
المحور:
الادب والفن
مَا أعمقهَا ..!!
حَيثُ تَغمُرُ بحَار الرؤَى
أحلامًا تُعانقُ الهَدير
ينسَاب الشّوقُ أمدادًا مُتعاقبَة
وعلَى مرفأ القَلب ينبُتُ العِشق والصبَابَة
يأتيكَ المَوتُ الجَميلُ
يحملُك علَى أجنحَة ملائكَة بَحريَّة
يحمِل جنحَة البحر مِن شهقَة المَوجة الأخيرة
فتَشهَدُ الزّرقَة الجامحَة
أني شهيدَة أطلَسيّ
أتنفّسُ العَطش
أقضِمُ المدَى
أفتلُ حبّات الرَّمل تسبيحًا
لمَوتِي سكرَة النّبيذ
وحجّة الثمَالَة
وثأر المَاضِي والحُزن المتشظّي في عُمق الذّاكرَة
منفَى كل الأشيَاء المُضرَجَة بالذّنب
فَأيّ المَوجِ تراهنَت علَى جَلدِي حتى الغُفران
أيّ الرّواسِي عليهَا أصلَب حتى النسيَان
أي العُمق فيهٍ أندَثٍر.!
لَو لَم تَكُن تلكَ الطّيُورُ الرُّحَّل
لَو لَم تَكُن هَذي الخَيلُ بيَضاء جامحَة
تعدَو فوقَ الزبَد
فَوقَ البَحر
فَوق الزمَن
فَوقَ زمُر العَاشقِين
فوَق ارتجَال الشعرَاء
فَوقَ قَلبٍ يبحَث عَن عُمق عَن فرَار أخير
مَا كانَ ذاكَ الحَنينُ الأوَّل يرَاودُنِي عَن غُربَتِي
لوَطَنِ يتقُنُ أهَازيج الرّيح
وعُرسَ قَمَر يزفّ إلَى قَلب البَحر علَى رقصَ المَوج والأشرعَة
أيّ البُحور أنتَ يا بَحر !!
ضاجعتُ فيكَ كل الموانئ
غصَصتُ بالروَاسِي والمَراكِب
وتخلّلتُ بغُنَى البحَارة
فَما زدتَنِي في الحبّ إلا موتًا وغرقَا
ما زدتَنِي فِي المَوت إلا اشتهَاءً وشبقَا
ما زِدتَني في مُطلَقِ الإرتوَاء إلا ظمأَ
وأنَا المَمهُور في عِشق مدَاك
أرغَلُ نَهدَ اللّجَج
أشرَقُ منكَ
كَطيف فرَاشَات في سحَاب الضّوء
يا بَحر أنَا الغَائمَ في أقبَاء تُخوُمِي
أصطَفيك عَن كُثبَان أَضاعتني ذاَت عصف
أجتبيِك نبرَاسًا لتريَاقِ الحُزنِ والتيه
خُذنِي إلى أقصَى الأقصَى
عَن ملَلٍ كبلّت شاطينُهُم
وشيطَان شعرِي سلسَلني
بالنّزَق بالخَطَايا
بوَشم الإقتراف
بالنوم عَاريّة على صَدر حَرف مُشتعل
احذفنِي من صدع مُعتَم
خُذني إلى فَتق وميض
وأمطرني شآبيب شعر جسُور
ففٍي القَلبِ آه
وحُرقَة
وقصيدَة موجُها يتلظَّى
وفي الرّوح عشق يَميد على راَحات الليل البهِيم
ينَاجي الأزرقَ والمُنتهَى والمَدى
ينادٍيك فهَل يجيبُني رجعُ الصدى
أخر غُناك أن مضَى زمنُك أيهَا الحب
فهَل حقّا مضَى !!
#فدوى_طوفان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟