|
مرحباً باعتدال الإخوان
أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 09:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أرسل لي صديق حديث لمحمد البحيري موجود على الشبكة العنكبوتية،الخبير في العلاقات الإسرائيلية المصرية،عنوان الحديث"الإخوان في طريقهم لخسارة الشارع المصري"،يري هذا "الخبير"أن:"الجماعة التي وقفت ضد توقيع معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني واتهمت الأنظمة السابقة التي حافظت على السلام مع إسرائيل بالعمالة،ها هي اليوم تبعث برسالة إلى شيمون بريز تطمئنه فيها على المحافظة على اتفاقية السلام نفسها... الرسالة هي عبارة تطمينات مصرية لإسرائيل للمحافظة على معاهدة السلام التي وقعت بين الجانبين،والتي تعد صمام الأمان عند تل أبيب... كما حرص د.محمد مرسي في رسالته إلى شيمون بيريز على التأكيد على الدور المصري في إحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين... ويواصل"الخبير":ليس هذا التحول مفاجئ،بل هو منتظر لما تقتضيه لعبة العلاقات الدولية التي تبني أساساً على المصالح.فالإخوان المسلمين الذين طالما تبجحوا بعدائهم لإسرائيل ورفضهم للسياسة المصرية، من السادات إلى مبارك،تجاه هذا الكيان الصهيوني،وجدوا أنفسهم ،اليوم وبعد إعتلائهم لكرسي الرئاسة،سجناء معادلات وتوازنات دولية فتراجعوا عن أكاذيبهم السابقة... وقد سبق ان جمع لقاء سري بين أعضاء من حزب العدالة والتنمية،الجناح السياسي للجماعة،بأعضاء من الكنيست الإسرائيلي في نيويورك،تمحور أساساً حول مد تل أبيب بتطمينات حيال معاهدة السلام... وهكذا فالجماعة كسبت كثير من الجماهير المصرية بعدائها لإتفاقية السلام،وها هي اليوم تكذب نفسها،ولا شك أنها في طريقها إلى خسارة الشارع المصري". أقرأ أحياناً لبعض المثقفين فأقول كما قال رسول الله(ص):"الخير باق في أمتي إلى قيام الساعة"،وأقرأ أحياناً لبعض المثقفين الآخرين فأقول بيني وبين نفسي:"الشر باق إلى قيام الساعة" ولا حول ولا قوة إلا بالله،"الخبير" المحترم يعتقد أن الشعب المصري ضد معاهدة السلام،وهو اعتقاد خاطئ،فالشعب المصري لا يهمه اليوم إلا الأمن والإستقرار والعمل والعيش،وكل نظام سيؤمن له هذه الضروريات سيضعه على عينه وعلى رأسه. إنه لمرض خطير العداء الدائم والحب الدائم،فالعداء منطقياً يجب أن ينتهي مع انتهاء أسبابه،وكذلك الحب يجب أن ينتهي مع انتهاء دواعيه.إذا كان الإخوان المسلمين قد عادوا من تطرفهم،المضحك المبكي،إلى الإعتدال فمرحباً بهم وسأصوت لهم في الانتخابات القادمة،إذا اتضح أنهم لا يكذبون،كالعادة،وأعتقد أنهم، هذه المرة صادقون. فقد علمهم ابن تركيا البار رجب طيب أردغان أبجدية الإعتدال،وأبحدية السياسة الداخلية والخارجية.ومما يدل على ذلك أن المعلق الإسرائيلي تسيفي بارئيل،المختص في الشؤون المصرية كتب في"هآرتس"(29/7/2012)خبراً يثلج الصدر حقاً،ويؤكد على عودة الإخوان من التطرف المؤدي إلى الهلاك،إلى الإعتدال المؤدي للسلامة والسلام فقال:"المطلبان الأساسيان من حماس هما قطع العلاقة مع خلايا الإرهاب العاملة في سيناء والتي تلحق ضرراً اقتصاديا وسياسياً لمصر،والمضي قدماً في المصالحة الفلسطينية الداخلية من أجل قيادة موحدة". يواصل المعلق قائلاً:"المطالب المصرية لا تخيف حماس،فقد جنحت هي أيضاً للإعتدال،فحسب جريدة "روزليوسف"المصرية،عرض خالد مشعل أمام زعيم الإخوان المسلمين د.محمد بديع،الذي التقاه في نهاية الاسبوع الماضي،خطة عمل تؤدي إلى انهاء أعمال حماس المسلحة في غضون سنة. تفاصيل الخطة لم تنشر،ولكن مصادر مصرية مطلعة تعتقد بأن الحديث يدور عن استعداد حماس للإعلان عن تقليص كمية السلاح التي في حوزتها مقابل التزام إسرائيل بالتوقف عن العمليات ضد الحركة، واستعدادها لقطع العلاقة مع جماعات سلفية متطرفة في سيناء،والتحول التدريجي لحركة حماس إلى حركة سياسية كاملة دون ذراع عسكري...والأمر الذي فاجئ زعيم الإخوان المسلمين كان طلب مشعل التوسط لدى الإدارة الأمريكية كي تضغط على إسرائيل لتحرير 220 سجيناً من أعضاء الحركة...كما اقترح مشغل تقديم معلومات مفصلة عن منظومة القوات السورية،هذه المعلومات العسكرية "كفيلة ،على حد قوله،بحسم المعركة".ووعده بديع بعقد اتصال مع الإدارة الأمريكية من خلال أحد ممثلي الإخوان المسلمين الذي يعمل في القيادة الدولية للحركة.تعهد مشعل بالتنسيق مع القيادة المصرية الجديدة وترك قاعدته في سوريا،وقطع العلاقة مع إيران". يقول المثل العربي"أول الغيث قطر ثم ينهمر"،من كان يتصور أن الإخوان المسلمين يقيمون علاقات طبيعية مع إسرائيل،ستكون بالطبع خيراً وبركة على مصر وعلى فلسطين؟ومن كان يتوقع أن حماس التي كانت تستعد،ليل نهار،للجهاد إلى"قيام الساعة"ضد اليهود،كما تقول المادة السابعة من ميثاقها مستشهدة بحديث يرويه صحيح البخاري،وها هي اليوم تعلن على لسان رئيسها خالد مشعل أنها ستترك الجهاد إلى غير رجعة،وتصبح منظمة سياسية سلمية بعد حل ذراعها المسلحة"كتائب عز الدين القسام"؟. حقاً إنها لبشائر عهد جديد لمصر وأمتها العربية ومحيطها الإسلامي...وصدق المولى تبارك وتعالى في قوله:"وإن جنحوا للسلم فاجنح لها".فاللهم وفق. [email protected]
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحية للفريق شفيق ودفاعاً عن الأزهر
-
فضلوا أبدا الاستقرار على الفوضى
-
نعم لشفيق وللدولة المدنية
-
لماذا ترك الشيخ الشعراوي وابنه الإخوان؟!
-
ارهاب بالجملة !
-
تعبئة قوى النشر والإرشاد
-
ليسوا إخواناً ... وليسوا ملسلمين !
-
حوار مع العفيف الأخضر - انقذوا مصر بانقلاب ديمقراطي
-
ليس هناك إخوان ... وإخوان
-
وسقطت ورقة التوت
-
القرضاوي في قفص الاتهام
-
أشباه المثقفين يريدون خراب مصر
-
الإخوان وصلوا ...!
-
قبل أن تتحول مصر إلى لبنان آخر
-
الإخوان المسلمون
-
د.سعد الدين إبراهيم والمادة الثانية من الدستور
-
مصر:علمانية لا عثمانية
-
وشهد شاهد من أهلها
-
لماذا لا تدعون الظواهري لحكم مصر؟
-
هل سيكون عمر سليمان نابليون مصر؟
المزيد.....
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
-
المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من
...
-
ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
-
الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس
...
-
عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|