أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - الشاعر الغنائي ( محمد علي القصاب ) وعلاقته بالسلطة !!!















المزيد.....

الشاعر الغنائي ( محمد علي القصاب ) وعلاقته بالسلطة !!!


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 03:11
المحور: الادب والفن
    



الحديث عن الشاعر الشعبي الغنائي ( محمد علي القصاب ) حديث طويل ومتشعب ، ويأخذ أبعادا وحيثيات لا تلم بعجالة ، سبق وأن تناولت حياته وشعره بإيجاز واضح ، وكتب عن الراحل القصاب الكثير من المهتمين بالأدب الشعبي ( رحيم الحلي ، كاظم السيد علي ، صلاح اللبان الذي حقق ديوانه ) ، وأخيرا همس بأذني أحد الأصدقاء قائلا لم لا تكتب عن ( محمد علي القصاب ) وعلاقته بالسلطة الحاكمة المتعاقبة ، وكان لصديقي ما أراد ، بداية الثلاثينات ( 1934 م ) من القرن الماضي ولد الشاعر الحلي ( محمد علي القصاب ) ، بمعنى أنه أدرك الحكم الملكي والجمهوري في العراق ، وتوفي الراحل عام 2003 م ولم يشهد الأحداث التي مر بها البلد بعد سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة ، وطبيعة الشاعر محمد علي القصاب الابتعاد عن ( تيل الحكومة ) كما يقال في المثل الشعبي ، لأنه وبصريح العبارة رجل مسالم يخاف من أن يذكر أسمه بشئ حتى وأن كان شجارا بين فلان وآخر ، ومعلوم أنه صاحب طرفة لا يجارى بكيفية صياغتها ، وناهيك أنه يحمل صوتا جميلا وأداءً مميزا بالغناء ، ويقال أيضا أنه من علم الفنان سعدي الحلي طريقته الغنائية المتفردة التي كانا يؤديانها سوية في حفلات الختان وحفلات الأعراس والمناسبات الخاصة ، والشاعر القصاب لم ينتمي لحزب بعينه ولكنه كان وطنيا بوعي فطري لمجالسته أكثر من صديق له يحمل هوية سياسية معينة ، ولأنه شاعر مميز ومعروف فلابد وأن تقع عليه أنظار الساسة ليطلبوا منه مدح أحزابهم ، أو تمجيد الشخصيات السياسية المعروفة ، وهذا الحديث لا ينطبق على فترة الحكم الملكي إذ لم أسمع أن أحدهم طلب من الشعراء الكتابة لتلك الأحزاب ، وما يقال عن الحكم الملكي يمكن أن نقوله عن النظام الجمهوري الذي فجّر ثورته الشهيد ( عبد الكريم قاسم ) رحمه الله ، ولا يعني هذا أن شاعرنا القصاب لم يكتب للثورة الفلسطينية من خلال قصائده المنبرية الحسينية ، لأنه كان مؤديا ناجحا لتلك القصائد ، وربما قصائد مدح كتبت للجيش العراقي حينما واجه الصهاينة خلال الحروب المتعاقبة معهم ، ومن الطرف التي ينقلونها عن الشاعر القصاب ما حدث معه عام 1968 واستيلاء البعث على السلطة ، ومعلوم أن البعثيين آنذاك أرادوا تحسين صورتهم أمام الشعب العراقي ، لذا سمحوا للمواكب الحسينية أن تقام بمحافظات العراق الشيعية ولحين منعها عام 1975 م ، وبما أن القصاب هو شاعر ومؤدي- ( رادود ) - القصائد الحسينية لمحلة ( المهدية ) فقد طلب منه المحافظ ( هاشم قدوري ) أن يذكر الحزب بشئ من المدح أثناء ترتيل القصائد الحسينية ، وكما قلنا أن القصاب يخاف كثيرا من الساسة والمسئولين لذا قال للمحافظ ( تامر أستاد ) ، في اليوم الثاني والقصاب معتليا المنبر لم يتطرق للحزب بشئ ، فقال له المحافظ بعد نهاية قصيدته ( مُله – هكذا كان يسمى - هم ما ذكرت الحزب ) ، أجابه القصاب ( أستاد نسيت ) ، في اليوم الثالث والقصاب على المنبر قال المحافظ رافعا صوته ( مله لتنسه اليوم ) ، مسك القصاب قصيدته بيده وقرب فمه الى ( الميكرفون ) وقال ( أخوان تدرون الحسين شنو وصه زينب ليلة العاشر ، كلها خويه زينب ديري بالج على العيال والنسوان وأكو بالصندوك مالي كراسات لازم توزعيها على الناس بالكوفة وبمسجد الشام ، سألته زينب كالت خويه شنو هاي الكراسات ، كلها هاي كراسة الثورة العربية مال حزب البعث العربي الأشتراكي ) ، ولا أعتقد بصحة هذه المقولة وربما أطلقت للطرفة فقط ، ولازم القصاب الكثير من الأصدقاء وهم يروون – من الرواية – عنه الكثير من هذه الطرف ومنها ، كان ( أحمد حسن البكر ) متعلقا بزيارة الأمام ( الحمزة ع ) ، ولا يكاد يمر شهر إلا و( البكر ) يزور ذلك المرقد الشريف فقال عن ذلك القصاب ( أبشركم اليوم الحمزه صار عضو فرع الأيمة ) ، ومن طريف ما ينقل عن القصاب أنه سيق جبرا الى ما يسمونه الصف الوطني ، الذي أنتظم فيه الكثير من الشيوعيين قسرا أيضا ، حدثهم مسئول الصف الوطني قائلا ( رفاق شنو هيه أمريكه اللي تريد أتطب أفغانستان ويّ روسيا عله مود تتحارب مو صعبه علينه باجر بس يأمر الحزب نشيل تواثينه ومساحينه ونهد عليها فد هده ، ومنرجع ألا تسقط أمريكا ) ، أبتسم القصاب بوجه المسئول وقال له ( عمي هذا شلون الحجي أشو أحنه طبينه الكويت قسمونه أثلث أقسام ، رفيقي إذا رحنه لمريكا حرام بعد ميطلع من عدنه المخبر ، بويه خليها سكته ) ، وقوله ثلاثة أقسام مرتكزا على العقوبات الدولية التي قسمت العراق من خلال خطوط العرض الى ثلاث أقسام ، ومعلوم أن الفنان سعدي الحلي له علاقة وطيدة جدا مع الشاعر القصاب ، ويقال أن الفنان الحلي لم ينصف القصاب ، لأن المردودات المالية التي كانت تأتي الى الحلي لا يحصل القصاب على شئ منها ، رغم أن القصاب هو صاحب الكلمات ، وهو الذي يعطي الطور الغنائي الى الحلي ، ومع كل ذلك لم يتبرم القصاب و يشكوا لسعدي هذا التجاهل ، رغم معرفة سعدي الحلي أن القصاب لا يملك حتى أجرة العودة لداره ، وفي أحدى الجلسات الليلية كما يروي الصديق المغترب الفنان ( حمودي شربه ) ، حضر لتلك الجلسة رجل طويل القامة ، مفتول العضلات ، يرتدي الملابس الزيتونية ، حاسر الرأس ، مسدسه بنطاقه ، وكما يقول الفنان ( حمودي ) حينما شاهد القصاب هذا الرجل الداخل على جلستهم لاذ القصاب بسعدي الحلي خوفا من ذلك الرجل الطوّال ، قال سعدي للقصاب ما بك ( محمد علي ) ، أجاب القصاب ( سعدي شوفه ولك هذا يمكن جاي يا خذنه للأمن ) ، نظر سعدي الى القادم وعرفه تماما وقال مخاطبا إياه ( ولك وين جنت البارحة ليش ما جبت ...... مو أحنه متفقين ) ، عرف القصاب من هو القادم ، وما هو عمله ، فقال القصاب مخاطبا إياه ( ولك شوف مو جاي لابس زيتوني وحاط مسدس عبالك أتخوفنه ، ولك أحنه حكومة خبلناها ) ، والقصاب رحمه الله كان عفيفا جدا ، لم يتسول بشعره كما الآخرون ، وكانت تربطه علاقة مجالس أنس مع الفريق ( عدنان خير الله طلفاح ) وزير دفاع الطاغية صدام حسين ، التي بقيت أسرار قتله مبهمة ليومنا هذا ، وكان عدنان يبعث بسيارته الخاصة لتجلب له الشاعر القصاب ، لأن القصاب نديم لا يجارى ، ولم يأخذ من عدنان درهما واحدا قط ، ولم يطلب منه معونة يذكرونها ، وللتاريخ نقول أيضا أن الشاعر ( حميد سعيد ) له يد بيضاء على الشاعر القصاب ، فهو الذي درّج أسمه ضمن القوائم التي كان الطاغية يكرم بها مداحيه من الشعراء والفنانين ، وهو الذي أوجد فرصة عمل وظيفي الى الشاعر القصاب ، وهناك طرفة جميلة نختم بها حديثنا عن القصاب ، كان القصاب كريم عين ، ومعروف أن الذي يعيّن يبعث الى اللجنة الطبية للفحص ، جلس القصاب أمام طبيب العيون لفحص نظره ، وقال له الطبيب أغلق عينك اليمنى بهذه القصاصة ، ضحك القصاب وقال للطبيب أنها مغلقة دكتور ، بدأ الطبيب يسأل القصاب عن وضعية الرموز – الدوائر - وفتحاتها يمينا أم شمالا ، أعلى أم أسفل ، لم يستطع القصاب تمييز تلك الرموز بعينه الصحيحة ، قال الطبيب ( أخي أنت فاشل بالفحص الطبي ) ، ضحك القصاب وخاطب الطبيب قائلا ، ( راسب ميخالف بس بروح أبوك دكتور هم أنت شفت حرامي بكد الذبانه ، بويه دكتور شنو راح أتعين راصد جوي لو حارس نهاري ) ، ضحك الدكتور من هذه المفارقة الجادة ، وأعتبر القصاب ناجحا بالفحص الطبي وأستلم وظيفته .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللبان ووهم العروض والأوزان !!!
- إضاءة / الكهرباء و ( بيّن الحجي ) !!!!
- ( طلع البدر علينا ) رؤية شخصية لواقعنا المُر / قصيدة شعبية
- إضاءة / السفارات العراقية والمحاصصة الحزبية !!!
- ما أرثيك
- ( لوين تريد ) للشاعر راسم الخطاط
- موال ( دجلة الخير )
- إضاءة ( أستنساخ المالكي وكلاب عزة الدوري )
- إضاءة ( بين كلاب عزة الدوري وأمنيات النائب عباس البياتي حديث ...
- أبو ذيات وموال
- إضاءة L من فمك أدينك
- غزل / أبو ذيات عراقية
- تموت الأشجار واقفة !!! وداعا جاسم الصكر
- إضاءة / من المسئول عن تفجير الوقف الشيعي ؟
- إضاءة الخط الذهبي !!! و ( حوّل مطي )
- إضاءة / أرحموا البرلمانيين يرحمكم الله !!!
- إضاءة ( ( مكنسةٌ وزنبيل وحمار )) !!!
- مهرجان بابل للثقافات والفنون والآداب العالمي الأول !!! يجتاز ...
- إضاءة ( حليب الصخَل ) !!!
- إضاءة بين الماضي والحاضر( صدام )!! يبعث من جديد


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - الشاعر الغنائي ( محمد علي القصاب ) وعلاقته بالسلطة !!!