|
بيان صادر عن المنبر الديمقراطي التقدمي (البحرين) بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية
المنبر الديمقراطي التقدمي
الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 12:26
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
تمر في الخامس عشر من فبراير / شباط 2005، الذكرى الخمسون لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية، كأول حزب سياسي تقدمي ديمقراطي في البحرين وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية، نشأ بصورة سرية في ظروف الهيمنة البريطانية على البلاد وأجواء القمع وغياب الحريات العامة، وقد تبنى هذا التنظيم الأفكار الثورية والتقدمية، وأخذ على عاتقه مهمة تمثيل والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة البحرينية الفتية، يومذاك، وعن مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وصاغ شعارات النضال ضد الاستعمار البريطاني، ومن أجل نيل الاستقلال الوطني وبناء دولة مستقلة، والنهوض بأوضاع الشعب المعيشية ونيل حقوقه في شتى المجالات، كما حرصت الجبهة منذ تأسيسها على تأكيد هويتها الفكرية والسياسية بوصفها جزءاً من حركة النضال الوطني التحرري في البلدان العربية وفي المنطقة، ورافداً من روافد حركة الثورة والسلم والديمقراطية والاشتراكية ومعاداة الإمبريالية وسياستها في إشعال الحروب والهيمنة على العالم.
وجاء انبثاق الجبهة في خضم النضال الوطني الواسع لشعب البحرين تحت قيادة هيئة الاتحاد الوطني التي وحدت الشعب كله تحت رايتها، ونجحت في احتواء الفتنة الطائفية البغيضة التي أراد المستعمر أن يدفع المجتمع نحوها، وانخرطت الطلائع الأولى من مؤسسي ومناضلي الجبهة يومذاك في النضال الوطني والاجتماعي، ومن بينهم المناضل المؤسس حسن نظام الذي قتل غيلة على يد جهاز "السافاك" الإيراني في عهد الشاه المقبور، وحين قامت السلطات الاستعمارية والقوى الرجعية بتصفية حركة الهيئة ونفي قادتها وسجن بعضهم الآخر طرحت الجبهة شعارات إطلاق سراحهم، ودعت جماهير الشعب من خلال بياناتها ومنشوراتها وكذلك من خلال الشعارات التي خطت على الجدران إلى مواصلة النضال من أجل الأهداف الوطنية، واستطاعت في ظروف بالغة السرية والصعوبة أن تحافظ على جذوة النضال مستمرة، وأن ترسي تقاليد العمل السياسي المنظم القائم على بناء الخلايا السرية المنتشرة في أحياء المدن والقرى، التي تولت مهام نشر الفكر الثوري التقدمي في صفوف الجماهير وتوعيتها بأنه لا سبيل لنيل حقوقها بدون النضال والتضحية.
وعلى مدار خمسة عقود ناضل أعضاء جبهة التحرير ومناصروها وأصدقاؤها جنباً إلى جنب مع مناضلي القوى الوطنية والشعبية الأخرى في طليعة الشعب من أجل حقوقه المشروعة، وخاصة من أجل الحقوق الديمقراطية والدستورية، ومن أجل إطلاق الحريات العامة وفي مقدمتها حرية إقامة النقابات والمؤسسات الجماهيرية، وحرية التعبير والنشر والتظاهر والاحتجاجات السلمية.
وشارك مناضلو الجبهة في كل المحطات النضالية الفاصلة في تاريخ شعبنا على مدار هذه السنوات الخمسين، خاصة في حركة الهيئة وفي انتفاضة مارس 1965 المجيدة، وكان رفيقنا علي دويغر أحد مؤسسي الجبهة آخر من أطلق سراحهم من بين معتقلي الانتفاضة، كما شاركت الجبهة في التحركات العمالية بين نهاية الستينات ومطالع السبعينات، ثم خاضوا المعركة الانتخابية في أول انتخابات نيابية جرت في البحرين عام 1973 وحققوا نصراً مجيداً من خلال الفوز الكاسح لمرشحي كتلة الشعب المدعومة من قبل الجبهة. وحين جرى الارتداد عن هذه المكتسبات وصفيت الحياة النيابية وفرض بالقسر والتعسف قانون أمن الدولة البغيض فانه طبق أول ما طبق على مناضلي الجبهة أحمد الذوادي ويوسف العجاجي وعباس عواجي أحمد الشملان والدكتور عبد الهادي خلف.
ودفع مناضلو الجبهة، جنباً إلى جنب مع مناضلي ومناضلات الحركة الوطنية والتقدمية، قسطاً مجيداً من التضحيات في سنوات الإرهاب الأسود الذي ساد على مدار مرحلة قانون أمن الدولة، حيث سقط الشهيدان سعيد العويناتي والدكتور هاشم العلوي ضحايا التعذيب الوحشي: الأول في عام 1976 والثاني في عام 1986، هذا فضلاً عن مئات المعتقلين والسجناء من الرجال والنساء من أعضاء الجبهة الذين قضى العديد منهم سنوات طوال في السجن بلغت حد السجن المؤبد الذي حكم به رفيقنا الفنان المناضل مجيد مرهون، وعشرات المناضلين الذين أفنوا زهرات أعمارهم في المنافي التي امتدت في بعض الحالات لعدة عقود، وفي المنفى فقدنا رفيقنا المناضل العمالي علي مدان والقائد النقابي عزيز ماشاء الله والمناضل محمد حسن دشتي الذين دفنوا بعيداً عن شمس البحرين الدافئة، وعن ترابها وعن سمائها.
إن مجمل هذه التضحيات ساهمت في الإنجاز الكبير الذي تحقق في مملكتنا الحبيبة بانطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة ملك البلاد، الذي استقبلناه بحماس وإيجابية، ورأينا فيه ثمرة لنضالات شعبنا وللنظرة الحكيمة لجلالة الملك، والذي كان من نتائجه إنتقال نضالنا إلى صيغة العمل العلني الشرعي الذي طالما طالبنا به وناضلنا في سبيله، وهكذا تشكل المنبر الديمقراطي التقدمي، كامتداد تاريخي وسياسي وفكري لجبهة التحرير الوطني البحرانية، وهو يضم اليوم في صفوفه مئات المناضلين والمناضلات من الأجيال المختلفة الذين يواصلون النضال من أجل تعزيز الحريات الديمقراطية ومحاربة الفساد والتمييز والبطالة والتجنيس الموجه لأغراض سياسية، ومن أجل تعديلات دستورية تحقق الفصل بين السلطات، وفي سبيل سن قانون متقدم للأحوال الشخصية وتفكيك ترسانة القوانين المعيقة للحريات الموروثة من المرحلة السابقة للإصلاح، واستبدالها بتشريعات عصرية توائم مرحلة الإصلاح وروحها، وفي هذا السياق فأننا نتطلع لأن تتجه السلطة التشريعية في البلاد في هذا الاتجاه، برفض مشروعات القوانين المحالة إليها من قبل السلطة التنفيذية والرامية إلى تقييد الحريات العامة كما هو شأن مشروع بقانون التجمعات الجديد، كما نأمل من مجلس النواب تبني مشروع قانون التنظيمات السياسية الذي توافقت عليه الجمعيات السياسية الرئيسية في البلاد تتويجاً للمبادرة التي أطلقها المنبر الديمقراطي التقدمي بديلاً لمشروع قانون التجمعات السياسية الذي يقيد الحياة الحزبية في البحرين، ويعيق نمو المجتمع المدني الذي تشكل الأحزاب قوته الرئيسية. إننا نرى إن هذه القضايا تشكل مستلزمات المضي بالمشروع الاصلاحي الذي تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة لانطلاقته، إلى الأمام بما يحقق شروط المملكة الدستورية المنشودة.
إن المهام الماثلة أمام الحركة الوطنية والجماهيرية في البحرين تقتضي بذل المزيد من الجهود في سبيل تعزيز وحدة فصائلها وتغليب القضايا موضع الاتفاق على القضايا الخلافية، واتساقا مع النهج الذي سرنا عليه طوال العقود الماضية من حرص على الوحدة الوطنية فان المنبر الديمقراطي سيواصل جهده من أجل المزيد من التعاون والتنسيق بين هذه القوى.
إن المنبر الديمقراطي الذي يشكل جزءاً من الحركة الديمقراطية في منطقة الخليج والجزيرة العربية و في البلدان العربية الأخرى، سيواصل تنسيقه مع أشقائه من المناضلين من أجل الديمقراطية والإصلاحات السياسية في البلدان العربية، ووضع حد لنهج وممارسات الاستبداد والقمع واحتكار السلطة، ومن أجل إقامة حياة ديمقراطية حرة في بلداننا، على أساس دساتير عصرية وبرلمانات منتخبة، وإذ يدين المنبر كافة الأعمال الإرهابية التي تستهدف بلداناً عربية وخليجية شقيقة كالسعودية والكويت والعراق، والعناصر الإجرامية التي تقف ورائها، فانه يدعو لمواجهة ذلك بالمزيد من إشاعة الحريات وثقافة التنوير والتسامح والحداثة وتطوير البرامج والخطط التربوية والثقافية لغرس هذه الثقافة في صفوف الناشئة والشباب. وفي هذه المناسبة نجدد تضامننا مع الشعب العربي الفلسطيني الشقيق في نضاله ضد العدوان الإسرائيلي، ومن أجل الوصول لتسوية عادلة تضمن حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة، كما نعبر عن وقوفنا إلى جانب الشعب العراقي وقواه الوطنية التي تعمل في سبيل بناء حياة ديمقراطية والتغلب على الإرث البغيض للنظام الدكتاتوري المقبور وإنهاء الاحتلال الأمريكي.
إن المنبر الديمقراطي التقدمي وريث هذا التاريخ الحافل المجيد، المضيء، المعمد بدماء الشهداء وبالتضحيات الغالية، وبدموع الأمهات والزوجات والشقيقات يعلن أمام أعضائه وأصدقائه وحلفائه وأمام كل جماهير شعبنا، رجالاً ونساءً، تعهده بأن يواصل النضال في مقدمة الصفوف من أجل تحقيق الأهداف والمثل العليا التي نذر رفاقنا حياتهم من أجلها، وأن يسير بثبات ودأب على الخط الكفاحي الذي وضعت جبهة التحرير دعائمه طوال العقود الماضية، ويدعو المنبر جميع أعضائه وعضواته، وكل جماهيره لآن يجعلوا من هذه المناسبة الوطنية الكبرى مناسبة للمزيد من وحدة الصفوف، للمزيد من العمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل من أجل الوفاء لأهدافنا، والحفاظ على المكتسبات المهمة التي تحققت في بلادنا وصيانتها وتطويرها والمضي إلى الأمام من أجل بناء وطنٍ حر وشعب سعيد.
عاش العيد الخمسون لجبهة التحرير الوطني البحرانية عاشت الوحدة الوطنية المجد والخلود لشهداء حزبنا وحركتنا الوطنية
المنبر الديمقراطي التقدمي 15/2/2005
#المنبر_الديمقراطي_التقدمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان سياسي صادر عن المنبر الديمقراطي التقدمي بعد انعقاد مؤتم
...
-
بيان صادر عن المنبر الديمقراطي التقدمي
-
مجلس إدارة المنبر الديمقراطي التقدمي يستعرض آخر المستجدات ال
...
-
بيان من المنبر الديمقراطي التقدمي
-
بيان من المنبر الديمقراطي التقدمي - البحرين
-
في عيد العمال العالمي لنوحد صفوفنا في مواجهة الانتهاكات للحر
...
-
بيان المنبر الديمقراطي التقدمي بشأن التطورات الأخيرة
-
المنبر الديمقراطي التقدمي يبعث برقية تهنئة للرفيق خالد حدادة
...
-
بيان صادر عن المنبر الديمقراطي التقدمي - البحرين
-
حديث الذكريات للشخصية الوطنية المعروفة المناضل الأستاذ علي ع
...
-
الخلود لذكرى الشهيد البطل هاشم العلوي
-
بيان من المنبر الديمقراطي التقدمي حول الأوضاع السياسية في ال
...
-
بيان للمنبر الديمقراطي التقدمي: لا نجد ضرورة لطرح قضايانا في
...
-
تقرير عن مشاركة المنبر الديمقراطي التقدمي في مؤتمر حول الحرك
...
-
نحو تغليب البديل الديمقراطي محلياً وعربياً
-
دعوة للمشاركة في المسيرة الاحتفالية التي يقيمها الاتحاد العا
...
-
بيان من المنبر الديمقراطي التقدمي حول الحرب المحتملة ضد العر
...
-
يعرب عن تعازيه لوفاة الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساع
...
-
بيان صادر عن المؤتمر العام الأول للمنبر الديمقراطي التقدمي
-
المؤتمر العام الأول للمنبر ينتخب مجلس إدارة جديدة
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|