أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ياسين عدنان - مجلة الصدى تحاور فاطمة ناعوت















المزيد.....


مجلة الصدى تحاور فاطمة ناعوت


ياسين عدنان

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 07:55
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاورها ياسين عدنان - المغرب
تقديم:
حينما صدر ديوانها الأول "نقرة إصبع" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 2001 انتبه الكلُّ على أن صوتًا شعريًاً قويًاً وناضجًاً قد أعلن عن نفسه. ثم توالت الإصدارات: "على بعد سنتمتر واحد من الأرض"في طبعتين، " قطاع طولي في الذاكرة"، "أحزان حامورابي"(مشترك)، "فوق كف امرأة" عن وزارة الثقافة اليمنية"، مشجوج بفأس" أنطولوجي مترجم عن الإنجليزية، إضافة إلى ديوان بالإنجليزية و العديد من الترجمات والقراءات النقدية. إنها الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت التي جاءت إلى الشعر من الهندسة حاملة معها قيمة مضافة بالغة الأهمية. عبر هذا الحوار سنقترب أكثر من عالم هذه الشاعرة التي تحلم بالعودة إلى زمن ابن رشد.
ياسين عدنان.


- المهندسة و الشاعرة فاطمة ناعوت... ألا تخشين على قصيدتك من الهندسة؟ ثم ألا ترين أنك تراوحين بين نقيضين، فكيف اجتمعت لديك حرفة الأدب وقرض الشعر مع ممارسة الهندسة؟

الهندسةُ في جوهرها شعرٌ بامتياز ، بالطبع أتكلم عن تخصصي الدقيق في الهندسة أي العمارة. وحين أطلقوا على العمارة " أم الفنون" لم تكن هذه الكنيةُ مجانيةً ، فالعمارة كعلمٍ يضمُّ مفردات الفنون كلهاِّ من موسيقى وسينما وتشكيل و مسرح و زخرفة وشعر. فتقنية التصميم المعماريّ تحتِّم على المعماريّ المبدع الإيغال في كلّ تلك الفنون لينسجَ عِمارةً مغايرة. بل أكثر من هذا تجد المعجمَ المعماريَّ متقاطعًا مع معاجم الفنون الأخرى محتشدًا بمفرداتها . مثلا حين يحلِّل معماريٌّ واجهةَ بنايةٍ ما تجده يستخدم مفرداتٍ من قبيل ( الاتزان- السيميترية – الهارموني – المونو توني – الديناميكية والاستاتيكية – الحركة والسكون - الإيحاء - الإيقاع – الرتم - التيمة - الكتلة والفراغ (ما نعبر عنه في الشعر بقولة المسكوت عنه والمقُال)- كسر التوقع – المحاكاة – الخ ).
بل أمدُّ الخيطَ على مداه وأقول إن الفنون جميعها تتقاطع و تتلاقى عند أفق المخيال والتمرد ، بل والعلوم أيضا ، أنا من أشد معاديي التخصص الدقيق في العلم والفن ، بكلمات أخرى ، التخصصية تلك شيء يفيد العلماء ليغوصوا في جوهر خلية أحد أفرع العلم ليضيفوا جديدا و يخترعوا .أما المبدع فلا مناص عن أن يكون موسوعيًا . كم حلمتُ أن أُخلق في زمن الموسوعية الفكرية حيث تجد الفيلسوف الرياضيّ الطبيب الفلكيّ الموسيقيّ الشاعر الفيزيائيّ المعماريّ كائنًا واحدًا مثلما كان الفلاسفة الإغريق والعرب القدامى مثل فيثاغورث وابن رشد. ألا ترى معي التشابهَ المدهش بين علم الرياضيات و المنطق والفلسفة ؟

- من داخل انشغالك الشعري تبدين أكثر انحيازا لقصيدة النثر؟ فإلى أي حدٍّ أنت مقتنعة بهذا النموذج كاختيار؟

قصيدة النثر هي محاكاة الحياة بالمعنى الفلسفيّ ، لا التشكيليّ ، انتثار القيم والموجودات ، هدم المُسلَّمات والأيديولوجيات والأُطر ، سقوطُ السُّلطاتِ والثنائيات الفكرية ، إعادة النظر في المقدس والجميل ، المفهوم الجديد للإيقاع و التناغم والتنافر ، تلك بعض مفردات الوجود الجديدة التي نحياها والتي تحاكيها قصيدة النثر بامتياز.انتقال الشعر من الخانة التبشيرية إلى خانة السؤال كان يتطلب في الأساس كسر القالب الذي يشي بامتلاك اليقين والذي يعمّق الإشارة إلى ألوهية الشاعر وامتلاكه قبضة الحق ويحيله إلى محض بشريّ استوقفه سؤال الوجود عازفًا عن القيد طامحًا إلى التحليق في براح النص بغير حاجة إلى رتابة ركضة الخبب أو وثبة الرجز. في ظني أن قصيدة النثر هي اختبار دقيق وحاسم لشعرية شاعر ، إذ يدخل ساحة الشعر أعزلَ من أدواتٍ وأسلحةٍ طالما تخفّّى وراءها متشاعرون . الوزن الخليلي ، كأحد الاقتراحات الموسيقية المطروقة في الشعر ، كان قديما هو أهم أسلحة الشاعر حيث يمكن للموسيقى الطافرة من نصٍّ أن تُلهي المتلقي عن غياب جوهر الشعر الحق ، فيما الآن لا محلّ لهذه اللعبة ، الشعر ينبع من ذاته ويرتكز على شعريته فحسب، بغير عكازات أو دعامات خارجية ، إما شعرٌ صافٍ فيقف سامقَ النسغ ، أو ركامٌ متهاوٍ سرعان ما يموت بغير أسف عليه و بغير بكاءٍ على طلله.

- لم يتابع أحد بداياتك عربيا على الأقل، وحينما برز اسمك في الآونة الأخيرة برز بقوة عبر أعمال مهمة استرعت اهتمام النقاد؟ أين كنت مختفية إذن؟

أكتب الشعر منذ الصبا الأول ، لكنني لم أفكر في النشر مطلقا . استسلمتُ لرؤية عائلتي أن أكون مهندسةً وحسب ، أما الشعر فما وقرَ في القلب ولم تصدّقه الكتابة . كتبت كثيرا ولم أحتفظ بكتاباتي مطلقا، والصدفة وحدها دفعت بي إلى طريق النشر بعد رفض الفكرة طويلا. هذا عن بدايات الكتابة ، أما إن كنت تقصد بدايات النشر فالأمر مختلف قليلا ، لأن كثيرا من النقاد والأصدقاء والشعراء احتفوا بمخطوطي الأول قبل أن يرى النور ، الأمر الذي حثني على مغادرة القوقعة التي قبعتُ فيها سنواتٍ طوال كحلزونٍ استهلكته الهندسة.وعلى هذا فأعمالي الأولى ظاهريًا لم تكن بدايات بقدر ما كانت اجترارًا لصمتٍ طال أمده ومنجزٍ شعريّ لم يُكتبْ أو كُتبَ و مُزِّق بمعرفة العمل الهندسي .



- وبالنسبة لك كامرأة، هل تعتقدين أن لقصيدة الأنثى العربية المبدعة خصوصية ما تميزها عن شعر الرجل ؟

بدايةً أنا ضد التصنيف الكتابيّ نسويًا ورجوليًا ، ولو وافقت عليه يجب بالتبعية أن أقتنع بوجود موسيقى نسوية ، وفنٍّ تشكيليٍّ وعمارة وسينما ومسرح ..الخ نسوية وأخرى ذكورية . جوهر الأمر أن ميكانيزم تناول المرأة لأي فكرة أو موضوع قد يختلف عن تناول الرجل ، مع احترام وجود فروق لا نهائية كذلك بين فرد وآخر بصرف النظر عن النوع ، وكذا على المستوى البيئي والحضاريّ والجغرافيّ والعقائدي وغير ذلك. يمكن للمرأة المبدعة أن تكرّس أنوثتها في الكتابة فتبدو التجربة نسوية ويمكن لها أن تنتهج الشمولية والقضايا الوجودية فتتماهى مع الوجود الإنسانيّ الأكبر. الأمر كاملا يقبع في طبيعة القلم .

- أنت من انشط الشاعرات العربيات على الإنترنت، فماذا يمثل لك الفضاء الشعري الإلكتروني؟

عالم الكمبيوتر والإنترنت و الجرافيك دخلني منذ زمن طويل بحكم عملي كمصممة معمارية ، ونظرا لتركيبتي الذهنية التي تأسرها الاختلافات البشرية بين الشعوب ، دائما ما كان يستهويني تكوين صداقات مع نماذج بشرية تتفق و تركيبتي الفكرية والإنسانية . ولأنني كائنٌ منزليّ أستمتع بالوحدة كثيرا وأهرب من الضجيج بمعناه الواسع ، أميل جدا لتلك النافذة الكونية التي تجعلك تأخذ من العالم والبشر أجمل ما فيه وتبقيك في مأمن من سلبيات اللقاء المباشر.

- رغم أنك قادمة من مجال الهندسة، إلا أن قراءاتك النقدية تتميز بعمق ونفاذ خاصين، كيف تمكنت من أن تكتسبي قلما نقديا بهذا العمق دون أن تعودي في ذلك إلى مناهج النقد الحديث وكل هذا الكلام الطويل العريض الذي يدرسه طلاب الأدب في الجامعات ليصيروا بموجبه نقادا؟

أشكرك بشدة على هذا ، لكنني لا أعتبر نفسي ناقدة بطبيعة الحال ، وإن كان لي وجهة نظر في هذا الأمر.مع احترامي الشديد لعلم النقد - بالرغم من غياب دوره على الساحة العربية في هذه الآونة - إلا أنني أميل إلى قراءة نقدٍ يكتبه شاعرٌ عن قراءةِ مقالة نقدية معقدة محتشدة بالمصطلحات لناقد أكاديميّ ، ببساطة الشاعر ضالعٌ في أحبولة الكتابة ، يعرف مساربها وأغوارها وصعوباتها، ولذا عادة ما تكون له زوايا التقاط مدهشة حين يتعامل مع قطعة أدبية ، حيث لا يدع الفكرَ الأكاديميّ ينتزع النصَّ من فضاء الشعر ليجره حيث سفح المدارس النقدية بثقلها وجمود رؤاها. الشاعر يمكنه كتابة نصٍّ نقديٍّ موازٍ للقصيدة ، يمكنه تحت دافع الاندهاش من ثراء قصيدة أن يكتب قطعةً أدبيةً (نقدية) تنافس النص الأصل. تلك متعة بالغة ، أنت شاعر وتفهم ما أقول، ولهذا السبب وحده لم أستطع حتى الآن كتابة نقد عن تجربة لا أتواصل معها أو لم تستوقفني أو لم تدهشني ، وما أظنني فاعلة. يجب أن تستفزني التجربة لتثير غريزة الكتابة لدي لأكتب نصًّا يباري النص الذي أدهشني. وربما أقول قولةً قد يهدر النقادُ دمي من جرائها ، ما أجمل النقدَ حين يكون شعرًا !
ياسين عدنان
الصدى



#ياسين_عدنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ياسين عدنان - مجلة الصدى تحاور فاطمة ناعوت