سامي بن بلعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 13:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما من شك ان الثروة النفطية تعتبر مصدر هام من مصادر الطاقة الرئيسية التي تدفع عجىت التطور الحضاري الى الامام لكثير من شعوب المعمورة ... فما من دولةٍ نفطيّةٍ غير عربية إلاّ وكان النفط مصدر رخاء وتقدم ... مصدر حركة ونشاط يدفع الانسان نحو عالم الابداع والابتكار وصناعة المعرفة التي يعود خيرها على الانسان فترتقي به نحو الرفعة والبناء وتحقق الرخاء الذي تتوافر فيه كل اجواء الحرية والعدالة والازدهار
وبالنظر الى العرب وكل مصائبهم نرى ان البترول قد تحوّل الى عائق حضاري يساهم والى درجة كبيرة في دفع شعوب المنطقة عكس حركة التطوّر الحضاري العالمي ... وصحيح ان عوامل التخلّف الحضاري العربي موغلة في القدم ومنها سلطة المستعمر المباشر والغير مباشر وسلطة الحاكم بأمره وسلطة الثقافة المجتمعيّة التي تعتبر السبب الرئيس في وجود القيد الاول والثاني إلاّ ان النفط قد اصبح قيد عويص اضاف الى معاناة العرب مزيداً من المعاناة
فالحكومات النفطية العائلية استخدمت تلك الثروة الثمينة للتآمر ضد كل المشاريع العربية النهضوية... فما من بلد عربي حاول السعي في طريق التحرر من التخلُّف والانعتاق من التبعية والاستعمار إلاّ ووقفت عائلات النفط أمامه بالمرصاد وكل ذلك من اجل بقاء عائلات الفساد على كراسي الحكم ... تلك الكراسي التي يسيرها الآخر المسيطر بطريقة خبيثةٌ تعبث بذهنية الانسان العربي وتعبث بقيمه الاخلاقية والادبية كي تضمن بقاءه داخل مربعات الصراع والتآكُل الداخلي الذي يدفعه نحو متاهات الضياع وتجعل منه ومن كُل مقدراته وخيراته تحت سيطرة قوى المال مع ضمان الفتات لعائلات التخلُّف والاستبداد والفساد ... تلك العائلات التي تحاول إغواء شعوبها بشيئ من عوامل الترفيه القائم على مفاهيم إقتصادية استهلاكية بحته
وبالنظر الى وعي الانسان العربي في اقطار عائلات النفط نجد إنه يفتقر الى ابسط المقومات التي ترتقي بذهنيته الى عالم الابداع وانتاج المعرفة ناهيك عن إغراقة في ثقافة التبعيّة التي تتعبّد بالملك والامير والسلطان
فكيف لنا ان نتحرر من فيتو العائلات التفطيّة التي تستخدم الدين فيتو مرادف وخطير لعملية التجهيل على مختلف ارجاء الوطن العربي ... ثنائي خطير يقتل العلم والتنوير
خيرات أرادها الله نعمه فحوّلوها الى نقمه ... خيرات تحوّلت الى قيود تحاصر العقل العربي في مربعات الضيق والجمود
فالى متى سيظل حالنا هكذا ... وهل لنا من خلاص ؟
#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟