أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)















المزيد.....


العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف نشأ الكون والحياة ؟
" العلم مقعد (مشلول) من دون الدين, والدين اعمى من دون العلم ". - البرت اينشتاين.
نحن نعيش فى زمن تكتنفه اكتشافات مذهلة على نطاق لم يسبق له مثيل. والاكتشافات الجديدة المتعلقة بالفضاء تجبر الفلكيين على اعادة النظر فى ارائهم عن اصل الكون. كما ان كثيربن يذهلهم الكون يطرحون الاسئلة القديمة المعهودة التى تنجم عن وجودنا فيه : كيف نشأ الكون والحياة, ولماذا ؟
واذا نظرنا الى ناحية اخرى - الى انفسنا - فان رسم الخريطة الوراثية البشرية الذى يتم مؤخرا يثير السؤالين التاليين : كيف خلقت اشكال الحياة المتعددة ؟ ومن خلقها, هذا اذا وجد خالق ؟ وقد دفع التعقيد المطلق لتركيبنا الوراثى رئيسا اميركيا الى القول اننا " نتعلم اللغة التى خلقنا بها الله ". قال احد العلماء البارزين المشمولين فى حل الشفرة الوراثية بتواضع : " لقد القينا النظرة الاولى على الكتاب الذى يتضمن معلومات عنا, والذى لم يعرفه سابقا سوى الله ". لكن يبقى الشؤالان - كيف ولماذا ؟
يدعى بعض العلماء ان النظام الكونى بكامله يمكن تفسيره بالتحليل المنطقى, غير تاركين اى مجال للحكمة الالهية. لكن كثيرين بمن فيهم علماء , لا تعجبهم وجهة النظر هذه. وهم يحاولون فهم الحقيقة بالنظر الى العلم والدين على السواء. فهم يشعرون ان العلم يتناول السؤال : كيف وجدنا ووجد الكون المحيط بنا, فيما يعالج الدين بشكل رئيسى السؤال : لماذا وجدنا ووجد الكون.
ولايضاح طريقة التفكير المزدوجة هذه, قال الفيزيائى فريمان دايسون : " العلم والدين نافذتان يمكن ان ينظر الناس منهما سعيا وراء فهم الكون الفسيح فى الخارج ".
وذكر الكاتب وليم رشموغ : " يتناول العلم الامور التى يمكن قياسها, اما الدين فيتناول الامور التى لا يمكن قياسها ". ثم اضاف : " لا يمكن للعلم ان يبرهن او يدحض وجود الله, تماما كما لا يمكنه اثبات او نقض اية نظرية تتعلق بالاخلاق او الفن, فما من سبب علمى يدفع المرء الى محبة قريبه او احترام الحياة البشرية . . . . ومن اكثر الاخطاء جسامة ان يحاج المرء انه لا وجود لشئ يعجز العلم عن اثباته, فقد تلغى هذه الفكرة تقريبا كل مانعزه فى الحياة, ليس فقط الله او الجوهر الانسانى, بل المحبة والشعر والموسيقى ايضا ".
غالبا ماتبدو نظريات العلماء تعتمد على فرضيات تتطلب شكلا من الايمان. مثلا, بالنسبة الى اصل الحياة, يلتصق مؤيدى التطور بالافكار التى تتطلب الايمان ببعض " العقائد " فتختلط الوقائع بالنظريات, وعندما يستعمل العلماء تفوذهم ليفرضوا الايمان الاعمى بالتطورفكأنهم فى الحقيقة يقولون : " لستم مسؤولين عن سلوككم الادبى لأنكم مجرد نتاج علم الاحياء, الكيمياء, والفيزياء ". ويذكر عالم الاحياء ريتشارد دوكنز انه لا يوجد فى الكون لا تصميم ولا هدف, لا شر ولا خير, لا يوجد سوى لامبالاة عديمة النفع.
ولكى يؤيد بعض العلماء معتقداتهم, يختارون ان يتجاهلوا البحث المكثف اللذى يقوم به علماء اخرون والذى يناقض الاسس النظرية التى ترتكز عليها نظرياتهم عن اصل الحياة. ففى علم الرياضيات تبين انه من المستحيل ان تتشكل صدفة الجزيئات المعقدة اللازمة لتشكل خلية حية فعالة, حتى لو سمحنا بمرور بلايين السنين. وبالتالى, فان النظريات العقائدية عن اصل الحياة التى تظهر فى كتب دراسية كثيرة ينبغى ان تعتبر باطلة.
والاعتقاد بأن الحياة هى وليدة الصدفة العمياء يتطلب ايمانا اكبر مما يتطلب الاعتقاد بالخلق. ذكر الفلكى دايفيد بلوك : " ان الانسان الذى لا يؤمن بوجود خالق ينبغى ان يكون لديه ايمان اكبر من ايمان الشخص الذى يؤمن بوجوده. فبالاعلان ان الله غير موجود, يتفوه المرء بعبارة لا دليل على صحتها - احدى المسلمات المؤسسة على الايمان "
قد تخلق الاكتشافات العلمية موقفا توقيريا عند بعض العلماء, اعترف البرت اينشتاين : " يصعب عليكم ان تجدوا بين العقول العلمية المفكرة شخصا ليس لديه شعور دينى على طريقته . . .وهذا الشعور الدينى تجسده دهشة عارمة مردها انسجام القوانين الطبيعية التى تظهر ذكاء خارقا الى حد كبير يجعل كل الافكار والاعمال البشرية التى تتبع منهاجا معينا تبدو انعكاسا سخيفا اذا ماقورنت به ".لكن هذا الموقف التوقيرى لا يقود العلماء بالضرورة الى الايمان بخالق, اله حقيقى.
من الملائم تقدير المعرفة والانجازات العلمية تقديرا لائقا, لكن كثيرين يوافقون انه فيما يكون العلم سبيلا الى المعرفة, فهو ليس مصدرها الوحيد. ان هدف العلم هو وصف الظواهر فى الطبيعة, والمساعدة على الاجابة عن كيفية حدوث هذه الظواهر.
ويمنح العلم ايضا فهما اكبر للكون المادى, اى لكل شئ يمكن ملاحظته. لكن مهما تقدم البحث العلمى , فلن يتمكن ابدا من الاجابة عن السؤال الذى يتعلق بالهدف - لماذا وجد الكون.
يعلق الكاتب توم اتلى : " هنالك بعض الاسئلة التى لا يستطيع العلماء ان يجيبوا عنها ابدا". ويضيف : " ربما حدث الانفجار العظيم منذ 21 بليون سنة. لكن لماذا حدث ؟ . . . كيف وجدت الجسيمات ؟ ماذا كان هنالك قبلا ؟ ". ويستنتج اتلى : " يبدو . . . واضحا اكثر من اى وقت مضى ان العلم لن يشبع ابدا تعطش الانسان الى الاجوبة ".
ان المعرفة العلمية المكتسبة من خلال حب البحث هذا, التى لا تدحض على الاطلاق الحاجة الى اله, لم تخدم الا لاثبات ان العالم الذى نعيش فيه هو متشابك, معقد, وموح بالرهبة الى حد كبير. ويجد مفكرون كثيرون انه من المنطقى الاستنتاج ان القوانين الفيزيائية والتفاعلات الكيميائية, بالاضافة الى الدنا والتنوع المدهش فى الحياة تشير الى وجود خالق. ومامن برهان يثبت العكس.
اذا كان هنالك خالق اوجد الكون, فلا يمكن ان نتوقع ان نفهمه او نفهم قصده باستخدام المقاريب, المجاهر, او ادوات علمية اخرى.
اوضح الخبير فى علم الاحياء الجزيئئ, فرنسيس كولنز, كيف ان الايمان والامور الروحية يمكن ان تساعد على ملء الفراغ الذى يخلفه العلم. قال : " لن اتوقع ان يكون الدين الاداة الصحيحة لكشف خريطة المجين البشرى, وبشكل مماثل, لا اتوقع ان يكون العلم وسيلة لفهم الامور الخارقة للطبيعة. وبالنسبة الى الاسئلة الاهم, مثل لماذا نحن موجودون ؟ او لماذا يتوق البشر الى الامور الروحية ؟, اجد ان العلم لا يجلب الاكتفاء. لقد ظهرت خرافات كثيرة ثم اختفت, لكن الايمان لم يختف, وهذا يعنى انه ينطوى على حقائق "
" يتبع "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (1)
- الحق وهو يعمل ( 3 )
- لماذا البحث عن الحق ؟ (2)
- ماهو الحق ؟ (يتبع)
- هل ينبغى ان يكون الزواج مدى الحياة؟
- حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)