أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - عند ضريح الشاعر الايراني - بابا طاهر -














المزيد.....

عند ضريح الشاعر الايراني - بابا طاهر -


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 02:00
المحور: الادب والفن
    


في السفرالى البلدان الأخرى متع كثيرة ، لعل أهمها هي التعرف على ثقافة شعوبها اضافة الى المعارف التي تجنيها من خلال التطلع الى المعالم والمواقع التاريخية ، لمست هذا عن جد في زيارتي الأخيرة لمدينة "همدان " الايرانية ، حيث يرقد الشاعر الايراني ( بابا طاهر 935 م ــ 1010 م ) الذي يعد ركن من أركان الأدب الايراني وأول واكبر أديب كردستاني ظهر أثره في الساحة الأدبية التصوفية والزهدية ، ذلك أنه تناول في أشعاره العشق الألهي والحياة الزهدية للمتصوفين ، مازجاً في أشعاره بين الأدب الايراني القديم والنزعة الفلسفية الزهدية :
لو كان هناك في قلبي شيئاً غير عشقك
أنا كافر بين اثنا وسبعون قوما
ينتصب ضريح الشاعر بابا طاهر وسط مدينة همدان ، وقد شيد على مرتفع يمثل برجاً على قاعدة بثمان اضلاع من حجر الغرانيت ، وفي داخل الضريح ترتفع 24 قطعة حجرمحفور عليها نماذج من أشعاره ومحاط الضريح من جميع جهاته بحدائق خلابة جعلت منه تحفة معمارية فريدة وأحد أهم المعالم السياحية في المدينة . وقفت عند ضريحه وأنا أشهد بام عينى حجم التقديس والتبجيل الذي يحظى به هذا الشاعر من قبل اوساط العامة ومثقفيهم وكذلك حجم الاهتمام الحكومي بالرموز الوطنية من شعراء وادباء وعلماء ومبدعين اخرين ، فقد كانت الحشود الكبيرة تتدافع عند الضريح وهي ترفع ديوانه وتنشد بصوت مسموع البعض من اشعاره مثلما يحدث في زيارة الأولياء الصالحين ، وبقدر ما أدهشني هذا المشهد الذي يعبر عن ثقافة شعب ومشاعره العفوية الصادقة تجاه تجربة ابداعية لواحد من رموزه الأدبية فقد شعرت بالألم وأنا أتذكر شاعرنا الجواهري الكبير الذي أحب العراق وتغنى بجباله وبشطآنه لكنه في النهاية رقد بعيدا عنه ولم يحظ بمتر واحد يضم جثمانه ، كما جالت في خاطري جثامين قاماتنا الابداعية الأخرى التي تناثرت في أرض المنافي بعيدة عن أرضها وشعبها .
لقد عاش الشاعر بابا طاهر قبل عمر الخيام ، كما انه كتب الرباعيات قبله والتي تناول فيها مشكلة الوجود والعدم والقلق والشوق والوجد وغير ذلك من موضوعات التصوف و تأثر بالحلاج ومحي الدين بن عربي من الناحية الفلسفية فتراه يبحث عن حقيقة العشق ويعيش تفاصيل الوحدانية بين العاشق والمعشوق :
أنا أرى القلب والمعشوق مختلطين
لا أعرف من هو القلب ومن هو المعشوق
كما وقف الشاعر بابا طاهر في أشعاره ضدالظلم الاجتماعي وانحاز الى الفقراء والمساكين ودعا الى العدالة ونبذ التفرقة :
لو وصل يدي الى نظام العالم
سوف اقول
عيب كبير عملك هذا
تعطي ألف نعمة للبعض
والبعض الآخر لايحصلون حتى خبز الشعير
ومشهد التقديس هذا وجدناه ايضا في زيارتنا لضريح الطبيب ابن سينا الذي لايبعد كثيرا عن ضريح الشاعر بابا طاهر حيث شاهدنا الوفود الطلابية تتقاطر على الضريح في سفرات جماعية تنظمها ادارات المدارس لتعريف الناشئة بعطاء ومنزلة هؤلاء العظماء الذين قدموا للانسانية يوما عطاءهم وابداعهم ، تسائلت في سري هل سيأتي يوم نرى فيه رموزنا وهي ترفل بمثل هذا المجد ؟.



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية في الأدب العامي المصري
- صلاح جاهين امير شعراء العامية
- الكاتب والباحث القاضي - زهير كاظم عبود - بين أهله
- طقوس في الشعر والصداقة
- علي الشباني ..في خسارته الاخيرة
- - حسين علي الحاج حسن - الباحث الذي سار على خطى - المجنون -
- - سوق الديوانية الكبير - ... ذاكرة المدينة التي شاخت
- كزار حنتوش ... شكراً
- الشعر في ثورة العشرين ... صور رائعة من البذل والفداء
- أشعار تؤرخ بشاعة الحصار
- شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية
- ضمير معطل
- -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -
- ضوء من التاريخ في رواية - بسمائيل -
- رواية -الحياة لحظة- في جلسة نقدية


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - عند ضريح الشاعر الايراني - بابا طاهر -