أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل














المزيد.....

اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 07:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أسئلة كثيرة تطرح نفسها وأجوبة مبهمة تصدر عن المسئولين يا ترى من المستفيد من اغتيال الحريري؟ من هو صاحب هذه النقمة الهائلة في أن يقتل شخصاً له تاريخ حافل بالنشاط الاقتصادي والسياسي كالحريري؟ أهم السوريون كما تتهم المعارضة اللبنانية وإسرائيل أم هي إسرائيل كما تتهم سورية أم هي المعارضة اللبنانية نفسها؟ أم هي الحكومة اللبنانية؟ أم هي مجموعة أخرى؟ هي حتى أكبر من سورية وإسرائيل ولبنان وكل المنطقة.

لا يعقل هذا التفجير الهائل والذي قدره المتخصصون بأكثر من ثلاثمائة كيلو غرام من المواد المتفجرة وقد يكون هذا التقدير خطئاً لأن هذه التخريب الذي نجم عن هذا الانفجار لا يمكن أن يكون مصدره مواد تفجيرية تقليدية كالتي أن تي أو الديناميت العادي هي مواد متفجرة لا تنمي إلى زمرة تلك المواد أي ربما تكون متكونة من الزئبق الأحمر أو المواد الذرية الأخرى ناهيك عن الحريق الهائل والحفرة التي حفرها هذا الانفجار إن هذه العملية تضعنا أمام تساؤلات كثيرة فالتفجير الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت ينتمي إلى جملة التفجيرات التي تحصل الأن في العراق ويشبه إلى حد ما العملية الانتحارية التي نفذت في مقري الحزبين الكورديين في كوردستان العراق في الأول من شباط من عام /2004/ وسلسة الانفجارت التي تهز العراق يومياً لا تختلف كثيراً عن الانفجار الذي أودى بحياة الحريري ورفاقه.

إن الحريري وبعيداً عن النفاق الكلامي والتملق الصحفي شخص له تاريخ حقيقي حافل بالانتصارات الكثيرة والمتكررة سواءً كانت على الصعيد الفردي الشخصي أو على صعيد لبنان أو حتى على صعيد العالم العربي والعالم كافة فالحريري ابتدأ حياته من الصفر مثله مثل أي شاب يبدأ العمل في مزرعة أو معمل ولكن طموحاته الكبيرة هي التي كانت تدفعه للتفكير والعمل الدءوب لكي يستطيع أن يكون نفسه ويكون إمبراطورية هائلة في الضخامة و العظمة الاقتصادية والسياسية فلولاه لما كانت للحرب الأهلية أن تتوقف وهو المهندس الذي خطط لاتفاقية الطائف وهو مهندس مؤتمر باريس (1) والذي تمخضت عنه استقطاب الاستثمارات والشركات العالمية للدخول إلى السوق اللبنانية بالإضافة إلى ضمانه للبنان بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.

الحريري صاحب تيار المستقبل اللبناني والذي حاول ونجح في كل محاولاته أن يجعل لبناناً بلداً منفرداً بذاته لا يشبه أية دولة عربية على الرغم من انتماءه إلى العالم العربي والذي جعل للبنان اسماً مرموقاً في العالم قاطبة لا يستحق أن تنتهي حياته بهذه البشاعة الأليمة التي رافقت الانفجار الهائل ولا يعقل أن تكون نهاية رجل شجاع حقيرة لهذه الدرجة التي تقشعر لها الأبدان من جراء الجريمة النكراء التي تبدي مدى الحقد الدفين تجاه الحريري كشخص وتجاه التيار المستقبلي الذي كان يترأسه ويتمنى الحريري أن يكمل به مشروعه المستقبلي للبنان جديد ومستقبل واعد وتجاه لبنان ككل.

إن الإنسان الذي قد تبرع بأن يدرس أكثر من ثلاثين ألف طالب لبناني من كل الطوائف والأديان التي يشكل لبنان فسيفساءً جميلاً لها ومن هؤلاء الطلاب يتخرج أكثر من ثمانمائة وخمسون طالباً نالوا شهادة الدكتوراه كان يستحق أن يلقب بوالد لبنان ويحمل هذا الفكر التقدمي المستقبلي الذي أعاد إعمار لبنان وعلى الأسس الصحيحة والسلمية مما جعل لبنان سوقاً لأكثر شركات العالم وتصبح بيروت عاصمة الصحافة والثقافة العربية لكن هذا كله صار مهدداً لأن ينهار وبدأت طبول الطائفية والفتنة تدق في سماء لبنان.

إن العملية المخططة والدقيقة التي اغتالت الرئيس الحريري لهي عملية احتراف ومختصين في مجال التفجير والعمليات الإرهابية المنظمة ولولا هذا الاحتراف والدقة لما كانت لهذه العملية أن تتم لأن وكما قيل إن الحريري كان يملكاً سيارة ذات تقنية خاصة وعالية في المراقبة والتشويش اللاسلكي والكشف عن المتفجرات عن بعد وإلا كيف تستيطع زمرة إرهابية من الولوج واختراق نظم الحماية الأمنية التي كان تتميز بها سيارته اللهم إلا إذا كان من زود الإرهابيين بنظام خرق الحماية الأمنية هو نفسه من صنع السيارة أو القدرة الإلهية هي التي جعلت أجهزة الإنذار تتعطل ويخترق الحريري وموكبه كتلة النار التي التهمتهم وأودت بحياة شهيد لبنان وصانع مستقبل لبنان هذا البلد الذي توهم بأنه انتهى من زمن الاغتيالات ولكن الحريري كان الحلقة الأولى في مسلسل جديد قد يرجع بلبنان إلى حقبة تاريخية نساها لأكثر من عقدين اغتيل الحريري واغتيل معه لبنان المستقبل الذي تمنى الحريري أن يحققه لنفسه وللبنان ولكل اللبنانيين ولكن القدر والإرهاب كانا أسرع من الزمن الذي خطفا الحريري وجعل المستقبل اللبناني مبهماً والأيام القادمة على لبنان صعبة للغاية.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفائز الأول هو العراق والشعب العراقي
- الانتخابات العراقية تحت الاحتلال
- انتخابات العراق ... عرس العراق
- يمين متطرف أم تطرف يميني
- وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو
- روزنامة نوروز
- الحوار المتمدن مثال الصحافة الحرة
- بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية
- الخطاب السياسي الكوردي في سورية ثنائي الرؤى ... ازدواجي المو ...
- ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير2
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير1
- لماذا لا نرجمك أنت يا حسن الطائي؟
- الظلم القانوني للمرأة في الدول العربية
- طابا تواجد إسرائيلي أم كوردي
- أطماع تركية في كركوك الكوردستانية
- همسة عتاب إلى: -الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية-
- إلى متى ... الإحصاء الاستثنائي؟
- -حيك بابا حيك- إلى جهاد نصرة ونبيل فياض
- حجب المواقع حجب للحرية


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل