أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ناجى الطيب بابكر - حتى لا نذبح الثوره السودانيه فى مهدها















المزيد.....

حتى لا نذبح الثوره السودانيه فى مهدها


ناجى الطيب بابكر

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 18:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



قبل الخوض فى الحديث عن تداعيات الثوره السودانيه والقمع الامنى والنيران والنيران الصديقه التى تتعرض لها يجب علينا ان نقف وقفه أجلال للذين هم أكرم منا جميعا شهدائنا البواسل أولئك الذين دفعوا أرواحهم مهرا لتستمر هذه الثوره .. شهدائنا فى احداث نيالا وقبلهم شهدائنا فى كجبار وفى احداث بورتسودان وفى دارفور وجبال النوبه الى كل اولئك الذين أشعلوا قنديل الثوره بدمائهم الطاهره ونرفع قبعه الاحترام ايضا لفرساننا الصناديد المعتقلين فى سجون هذا النظام من أجل وطن لا قيود فيه يسع الجميع .
فى غمره أحداث نيالا وقبل حتى أن يبرد دم الضحايا أستَل البعض الفتنه من غمدها بقصد أو بدون قصد منهم وجعلوا كل شغلهم الشاغل أسئله مفخخه من شاكله لماذا تعامل النظام مع مظاهرات الخرطوم بالغازات المسيله للدموع والطلقات المطاطيه ومع أحتجاجات نيالا بالرصاص الحى فى الوقت الذى من المفترض فيه أن تتضافر الجهود وتتوحد الاسئله فى كيفيه الاطاحه بهذا النظام وأبقاء نار الثوره متقده وخطوره هذا السؤال هو فى طرحه بطريقه تحمّل كل اخطاء هذا النظام الذى ارتكبها لجغرافيا بعينها أو جهويه محدده ومن ثم محاوله شملنه النظام أوغربنه الثوره أو جنوبتها.
وحتى نفهم واقع المجتمع المعقد والتشظيات القبليه التى تدفع بمثل هذه الاسئله على سطحه نرجع للوراء فى بدايات تدشين المشروع الحضارى حينما واجهت الجبهه الاسلاميه فى ذاك الوقت تحديات فى كيفيه تحولها من حركه محدوده الى حزب جماهيرى بمقدوره منافسه الاحزاب الطائفيه فى ظل أى انتخابات مستقبليه فعمد النظام آنذاك لتفتيت الطوائف وتجزئتها فى شكل قبائل عن طريق تأجيج الصراع القبلى داخل طائفه بعينها ومن ثم أعاده أستقطاب قبائل لداخل الحركه الاسلاميه والابقاء على اخرى مختلفه معها فى الخارج لضمان الحفاظ على ولائها وغطت على هذا الصراع والاستقطاب القبلى بغطاء الدين والجهاد والحرب .. لدرجه أنه بدأ النظام بمرور الوقت وتنامى الاستقطاب يأخذ الطابع القبلى فى شكل تكوينه الداخلى فحتى على مستوى اجهزته الداخليه والمهمه مثل جهاز الامن تجده مقسم بشكل واضح على أسس محاصصات قبليه وكذللك كل القطاعات المهمه والناهضه فى ذلك الوقت كقطاع البترول . ومن القصص الطريفه أن مدينه جياد الصناعيه فى ذاك الوقت بطبيعه الحال كان العمل فيها محصورا فقط على أعضاء الجبهه الاسلاميه ورغم من أنهم جميعهم من تنظيم واحد الا أن طريقه توزيع مجمعات السكن الجديده الخاصه بالمدينه الصناعيه تلحظ فيها الطابع القبلى فكل مربع كامل بمجموع منازله المختلفه تشغله قبيله بعينها أو جهويه بعينها أو قد تلاحظ بوضوح ان المجمع مقسوم على نصفين ابناء الغرب وأبناء الشريط النيلى .
وبعد مفاصله الاسلاميين الشهيره وقرارت الرابع من رمضان وما تبعها من احداث فى دارفور وانفراط العقد الاثنى داخل جسم الحركه الاسلاميه تعمقت الرده القبليه والطروحات الجهويه على مستوى المجتمع لان الطرف الذى بيده السلطه والمال وقوه السلاح فى الاساس هو ذاته قائم على توازن جهوى ورده الفعل أزاء تسلط هذا الطرف ذاتها أخذت الطابع القبلى لان النظام تعامل مناطق جغرافيه معينه مثل الغرب بأعتبارها مهددا رئيسيا لبقائه فى السلطه وذلك طبقا لطريقه تفكير النظام الجهويه ذاتها . وفى مقابل هذا لم يشهد المجتمع حركه من النخب والانتلجنسيا المثقفه لتصحيح مساره وضبط هذا الصراع عن طريق طرح مشروع قومى لجمع كل هذا الشتات والاختلاف والتشظى القبلى .
وعلى عكس المأمول من النخب فى مثل هذه الظروف المعقده والرده القبليه تم تضخيم جدل المركز والهامش بصوره مضلله لا تخدم ولا تقدم أى تصور معرفى لحل المشكل القائم على مستوى الواقع بل حتى دون التفصيل اللازم والتعريف الكافى لمفهوم المركز ومفهوم الهامش فيتم تعريفه من البعض على أساس ثقافى بحت والبعض الاخر على أساس جغرافى ويتعاطى معه البعض أيضا على أسس جهويه فكان هذا الجدل فى ظل الظروف المجتمعيه المعقده خصما على محاولات تصحيح المسار وانتاج مشاريع قوميه لتوحيد المجتمع .
أذن لمصلحه الثوره ولخلق الالتفاف حولها من جميع الذين يكتوون بنار هذا النظام والحرص على استمرارها والاهم من كل هذا صنع مستقبل لهذا الوطن لا يحدد بلون القبيله ولا الجهه يجب علينا التفكير الجاد فى كيفيه الحفاظ على الثوب القومى للثوره السودانيه القادمه وكذلك يجب ان يفهم الجميع أن هذا النظام النازى لا يمثل الشمال ولا الشريط النيلى بل هم قله قليله من الانتهازيه واللصوص كانوا يتاجرون بأسم الدين واليوم يتاجرون بأسم الجهويه . وكذلك يجب أن لا ننساق وراء رده فعل جهويه تجاه قمع النظام لأن كما أسلفنا أن البنيه التى يتآلف منها هذا النظام قبليه ومراكز صنع قرارته ذاتها من بيوتات صغيره طبيعى جدا ان تكون حلوله الامنيه للمظاهرات ذات طابع قبلى بحيث يقمع قبيله بعينها ويضرب أخرى بالرصاص الحى لأنه يعتبرها مهددا لبقائه أكثر من الاخرى وكل الذين تعرضوا لتجارب الاعتقال والتعذيب فى السنوات الماضيه على ايدى الاجهزه الامنيه يعرفون جيدا هذه الحقيقه وطبيعه التحقيقات والاسئله الامنيه التى تعكس طريقه التفكير القبلى وادارته للوطن على أساس جهوى .
حتى لا نذبح الثوره فى مهدها ونفتح الباب على مصراعيه لحروبات قبليه مما يعنى تقسيم الوطن من جديد يجب علينا فى الغرب والشرق والجنوب والشمال ان نقف فى خندق واحد لأسقاط هذا النظام فى البدء وبعد ذاك أرساء دعائم الديمغراطيه الحقيقه وقيم الحريه لأداره التنوع والاختلاف فى ربوع هذا الوطن الجميل . يجب علينا توسيع ماعون المعارضه وتعريفه بحيث يشمل كل اولئك غير المستفيدين من هذا النظام فى كل أصقاع الوطن المختلفه والعمل على توحيد أمالهم من اجل أسقاط هذا النظام .
ولنغنى كلنا مع الشاعر الجميل محجوب شريف فى كلماته التى غرد بها فى خضم مجزره نيالا الاخيره من اجل هذا الوطن اليافع :

خوفي علي السودان
من جهوية الشهداء
من جهوية الأحزان
ومن جهوية الوجدان
نيالا الآن
جميعاً ….حثما كنا نكونُ الآن
هنالكَ حولَ من سقطوا من الشهداءِ والجرحي
نيالا الآن
وليس غداً
نمدُ مع الهتافِ يداً
ونخرجُ
من شعابِ الإرضٍ قاطبةً
لتسقطَ دولةُ الطغيان
هنا الخرطوم
هنا بحري
هنا أمدرمان
نيالا الآن…نيالا الآن …نيالا الآن



#ناجى_الطيب_بابكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. الذكرى العشرين لأغتيال فرج فوده ... فى ربيع الثوره يفتقد ...
- مقاربه أبستمولوجيه للشخصيه السودانيه


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ناجى الطيب بابكر - حتى لا نذبح الثوره السودانيه فى مهدها