أحمد فرحات
الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 23:58
المحور:
الادب والفن
- حلمي سالم
- لقد كان حقيقيا بما يكفي ليُكتب عنه أدب.
- المدخل : كان مستغرقا في شعرية الحدث.
كان بيننا اتفاق قديم على موعد لم يأت ، ذهبت لصيد شيء ما – ربما كان سيحبه في النهاية – وتهت في الطريق ، ووصل الأمر حد الغربة والتشرد ، بين آخر لقاء وهذه اللحظة سنين تكفي ساعاتها لملء الحكايا ، ولكن لا فائدة لذلك على الإطلاق ، فالحياة ليست فنا لغويا.
الأهالي
صعدت السلم المستدير ، لافتة الحزب ، المبنى لم يتغير لازال رثا متماسكا ، بسهولة وثقة لم أشعر بغربة بيني وبينهم وتسللت في ثوان متخطيا كل شيء ، لم يلحظ أحد دخولي رغم التوتر المستمر للمكان كما لم يلحظه أحد من قبل إلا في غيابه.
جلست أمام المكتب منتظرا دقائق ، اطمأننت إلى أن أحدا لم يفهم ما حدث ، قلبت أوراق المكتب المكدسة واحتضنتها قليلا ثم بحثت عن مجلدي ، كنت أعرف مكانه حدسا ( الهاتف – الأعداد – الساعة – فنجان القهوة – ورق – ورق – ورق – ورق ) وجدت كتابي ، كانت الصفحات خالية تماما ، كل الكلام الذي أودعته السطور كان ممحيا..(تناص - تناص // نجيب محفوظ نجيب محفوظ )..ثم أخذوا يحدثونني عن الغياب.
كنت أسمي ذلك المجلد الصغير " التجربة "..كنت أحبها..بالنسبة لي كان أمرا رائعا أن يكون قد قرأ كلامي كاملا...ثم أكملت السير مع ذلك "الراهب" الذابل..كان يرفض الإجابة عن أسئلتي ، " ما يحدث...يحدث..لا ثمة أمل أو مخرج هناك " ، لقد امتد الوميض حتى انطفأ ، لم نفق من الحديث حتى مشت أقدامنا في التراب والرمال والحصى وصار المشي صعبا من جديد كما كان دائما ، كانت إجابته واحدة عن كل سؤال ، وجديدة كإجابة دائما...( اللحظة ديجيتاليزد..كيلو بايت إلخ ).." ما يحدث يحدث لا أمل "
- المَخرج : كان مستغرقا في شعرية الحدث.
#أحمد_فرحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟