فواز قادري
الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 20:00
المحور:
الادب والفن
صباحي مثلوم ويتنفّخ قهراً
القصيدة في حيرة من أمري
تضع يدها عل خدّها وتفكّر
انشغالاتي على قدم وساق:
البلاد غارقة في لهاثها الحارق
والقصيدة تنتظر
"مقطوعون من الخبز والماء
أمّا الموت فلا نحسب حسابه"
يقول مقاتل على الهاتف
القصيدة تستمع وتأكل بحالها
يبتسم طفل
يلوك لقمة حصل عليها بالعافية
حين تتعب أيدي القتلة
وتتوقّف قليلاً عن القصف
تهدأ القصيدة وفي حلقها غصّة
الصبايا خجلات من قمر
يعاين بحسرة شرفات فارغة
الأمّهات يقسّمن الحنان
على ما تبقّى من الصِّغار
وعلى الخائف من أولاد الجيران
القصيدة ترى وتتحسّر
ليست حرباً
كالحروب التي أعرف
تقول القصيدة
حرب تنطّ على حبال الأرواح
كبهلوان بارع
مجازر على قفا من يشيل:
سكاكين تولّهت بأعناق النساء
راجمات تعجن لحم الناس بالحجر
جرحى يتعالجون بالموت!
تتعب القصيدة من التعداد
قبل أن تُعرّف بقيّة الشهداء
ترفع يديها
عاجزة أنا تقول:
لا أقدرأن أودّع جميع الشهداء
تغلق الكلمات على نفسها
دون أن تستأذن أحداً.
#فواز_قادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟