أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة














المزيد.....

الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 14:23
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    




تقوم العلاقة الزوجية أساساً على المشاعر والعواطف والأحاسيس المتبادلة، مثلما تقوم على تقاسم أعباء الأسرة والحياة من الناحية المادية والاجتماعية.
وإذا ما حدث خلل في العلاقة العاطفية بين الزوجين، فإنه سينعكس بالضرورة على حياة الأسرة بكامل أفرادها، لأن هذا الخلل يؤدي حتماً لبرود العلاقة بينهما مع تواصل شبه مقطوع، وبالتالي يسود الجفاف والاكتئاب حياتهما معاً من جهة، وعلاقتهما بالأولاد والمحيط من جهة أخرى.
ويُعرّف الطب النفسي الطلاق العاطفي بأنه حالة غير مرئية أو ظاهرة للعيان، يعيش فيها الزوجان دون طلاق فعلي، لكنهما بعيدين عن بعضهما، ولكل منهما عالمه الخاص رغم وجودهما في بيت واحد يتقاسمان تفاصيل حياته اليومية لكن دون عواطف أو تواصل. وهذا ما يهدد الحياة الزوجية نظراً لانعدام روح المبادرة تجاه الآخر، والعزوف عن الكلمة الطيّبة أو كل ما يمكن أن يحرّك المشاعر، والنكوص نحو الملل ومشاعر الإحباط والخيبة.
طبعاً لهذه الحالة أسبابها التي تتلخص فيما يلي:
- عدم الاستعداد النفسي لدى أحد الزوجين لبناء العلاقة الزوجية بشكلها السليم.
- خيبة أمل أحد الطرفين بالآخر نتيجة اكتشاف عدم التوافق الفكري والعاطفي، مما يعزز الهوّة بينهما، ويدفع باتجاه الانعزال العاطفي أو التواصل الاجتماعي إلاّ بحدود ما تتطلبه العلاقة مع المجتمع في بداية مشوارهما، ومع الأولاد لاحقاً.
- نمط التعامل الذي يسم العلاقة الزوجية بعد الإنجاب، إذ تتفرّغ الزوجة كليّاً للقادم الجديد دون اعتبار لعلاقتها مع زوجها، مما يؤدي لشرخ يزداد اتساعاً يوماً بعد آخر نتيجة عدم توازنها بين مسؤولياتها كأم وواجباتها كزوجة.
- نمط الحياة الاجتماعية التقليدية التي تتطلب من المرأة الاهتمام المتواصل بالرجل وتقديم التنازلات المستمرة من أجل إرضائه والسهر على راحته من كافة النواحي إضافة إلى أعبائها كأم وربة أسرة، مقابل إعفاء هذا الرجل من مسؤولياته الاجتماعية والأسرية والعاطفية تجاه المرأة مما يشعرها بأنها كمّاً مهملاً على هامش حياة الزوج.
- حالة الصمت التي يعيشها معظم الأزواج الرجال داخل الأسرة مما يحيل العلاقة الزوجية إن قامت إلى علاقة خالية من المشاعر المتبادلة والاحترام والانسجام.
- المشاكل والخلافات المُستعصية والمتراكمة التي لم يتوصل الزوجان إلى إيجاد حلٍّ لها.
قد يُطرح تساؤل حول جدوى الاستمرار ضمن المؤسسة الزوجية في ظل هذا الوضع والبرود العاطفي بين الزوجين.
لا شكّ أن هناك اعتبارات كثيرة تؤخذ بالحسبان من قبل الزوجين أو أحدهما، مفضّلاً الاستمرار والابتعاد عن فكرة الطلاق الفعلي، وذلك لعدة أسباب:
- اعتبار الأطفال سبب هام ورئيسي يربط الزوجين أو أحدهما بالآخر، فلولا وجود الأطفال لما بقيت معه/ ـها، هكذا يقول بعض الأزواج.
- خشية الزوجة من فكرة الطلاق باعتباره حالة غير مرغوبة اجتماعياً وأسرياً.
- رغبتها في الاحتفاظ بالأولاد ضمن نطاق المؤسسة الزوجية كي لا تخسرهم أو تتشرد معهم.
- عدم تمكين المرأة من الاستقلال الاقتصادي سبب هام ورئيسي يدفع بها للبقاء مع زوج لا تربطها به أية مشاعر أو علاقة سوية، لأنها لا تملك مالاً أو عملاً يساعدها على مسؤوليات ومتطلبات الحياة منفردة أو مع الأبناء.
وهنا، لا شكّ أن ناتج هذه العلاقة غير السوية عاطفياً هو وجود زوجين غير سعيدين، يعيشان كلٌ في طريق، واكتئاب يصيب أحدهما، خاصة الزوجة، باعتبارها كمّاً مهملاً ومهمّشاً من قبل الزوج، فهي ليست أكثر من ربة منزل تهتم بشؤون الأطفال والبيت. أو شعور الزوج بالملل والنفور نتيجة الفراغ العاطفي الذي يشعر به لعدم قدرة الزوجة على ملء ذلك الفراغ، فيلجأ للحياة خارج أسوار المنزل، وربما يلوذ بزواج آخر، وما أدراك ما الزواج الثاني وعواقبه على الأسرة والمجتمع.
لذا، على الزوجين في مثل هذه الحالة اللجوء إلى الحوار ومناقشة الأسباب التي أدّت بهما إلى البرود والجفاف العاطفي، ومحاولة إنقاذ علاقتهما إن كان ذلك ممكناً، للوصول إلى حياة معقولة تُرضي الطرفين، وتنعكس بإيجابياتها على الأطفال والمحيط الاجتماعي، وإلاّ البحث عن حل يكون شبه عادلٍ لهما معاً ولأطفالهما، بحيث لا ينقضي العمر في صقيع يغتال الحياة والعواطف رويداً وريداً.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض صارخ.. بعد تشكيله لجنة حقوق المرأة والطفل والأسرة
- هل ينهض الفينيق من رماده
- أهمية عمل المرأة من منظور الرجل
- أما آن الأوان لرفع التحفظات عن السيداو..؟
- مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان ع ...
- الاغتصاب الزوجي.. أشد فتكاً بالمرأة.
- إلى متى تبقى الكوتا طريق المرأة للعمل السياسي.؟
- دور المرأة في تطوير وتنمية موارد الأسرة
- الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.
- عيد المرأة.. وتحديات الدستور
- المرأة العربية في ظل المتغيّرات الجارية
- عيد الحب... في زمن الكراهية والدم
- المخدرات... سعادة زائفة تغتال الشباب
- حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متز ...
- بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات
- لنتفهمهم قليلاً... إنهم حقيقة فاعلون
- قوى اليسار... وقفة مع الذات
- نصف مليون سوري كل عام والمحاولات لا تزال هزيلة
- من أجل مجتمع معافى... عيادات حديثة لفحوص ما قبل الزواج
- الإرشاد النفسي والاجتماعي ضرورة يفرضها الواقع.


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة