أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر من بكاء














المزيد.....

-الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر من بكاء


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للذين تحملوا البأساء
من شعبى
وأسروا فى سبات الليل والبيداء
ولم يصلوا
فباتوا قاب قوس من لظاه
لاتيأسوا..
قد أوشك الدرب الطويل
على الوصول إلى النهار
هكذا جاءت كلمات الشاعر الجميل حسين ثابت فى ديوانه الأخير "ماتيسر من بكاء"، وهو يبشر المعذبين فى الأرض من شعبنا الطيب الذى أسرى فى غياهب الليل وغيابات الطريق وبيداءه وأكتوى بلظى نيران الوطن القاسية ملامحه، العابثة ظروفه،الخائبة نخبته، المتواطؤ إعلامه، الحالك ليله، ماجعلهم يتوهون فى الدنيا يتلمسون قرب انبلاج الفجر ونهاية درب المعاناة الطويل.
حسين ثابت شاعر يملك أدواته ويمتطى جواد الشعر فى فحولة القادر وتفرد المبدع وبلاغة الكاتب ورؤية العارف وتجليات السالكين، ذلك رغم أنه أستاذ مساعد للتكنولوجيا الحيوية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لكن وكما يبدو فالمسافة ليست ببعيد مابين التكنولوجيا والفن، فكلاهما يستهدف كشف الغمة وإغاثة الأمة التى طال ليلها حتى بعد الثورة وباتت أحوالها أشبه ماتكون بمسلسلات التليفزيون المصرى فى الركاكة والتطويل والتكرار والملل.
ويبدو أن مابين مسلسلات الميديا والسياسة فى بلادنا خيط رفيع، أو هكذا بدا لى حين نحيت ديوان "ماتيسر من بكاء" جانباً لأتابع المؤتمر الصحفى للجبهة الوطنية السبت الماضى، ذلك أن أعضاء الجبهة من السياسيين والكتاب والنخبة الاعلامية بدوا فى مناشداتهم للدكتور مرسى، أن يلتزم بالعهود التى قطعها معهم قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، كما لو كانوا أبطال مسلسل تليفزيونى من غير المحترفين الذين يتحكم فيهم مخرج مجهول خرج بهم من تعقيدات التراجيديا وأجوائها إلى الكوميديا السوداء فبدا المشهد مثيراً للضحك وأيضاً إلى ماتيسر من بكاء. ذلك لأن الجبهة الوطنية من حيث أرادت نصرة الثورة فقد خزلت الوطن حيث اصطفت فى خندق لاتمثل الثورة لقياداته إلا تكئة فى سبيل مشروعه الأممى التوسعى المعادى للدولة القومية بالأساس، والمفارقة أن شخصيات مثل سيف الدين عبد الفتاح وعبدالجليل مصطفى وحمدى قنديل وسكينة فؤاد ووائل قنديل رغم تواريخهم الحافلة بالوطنية والخبرة بدوا حسنى النية حد الحمق والغفلة إذ يطلبون من الدكتور مرسى وجماعته المستحيل، ولايملون تكرار الخطأ ولايتعلمون من سابق تجاربهم وخبراتهم مع تيار الاسلام السياسى على مدى تاريخ الثورة وتعرج مساراتها واحباطاتها بسبب الإخوان والادعاءات والأكاذيب والصفقات والانتهازية وخزلان الثورة. بدا المشهد عبثياً فيه من السذاجة والهطل أكثر مما فيه من المعقولية والسياسة. لقد رأيت ذلك المشهد عشرات المرات وكل مرة يضحك تيار الإسلام السياسى على القوى الوطنية ويخادعهم ويوظفهم لتحقيق أجندته ومصالحه ويخرجون هم من "مولد بلا حمص" ليعيدوا الكرة كمن أدمن المسلسلات التليفزيونية الباهتة الساذجة. لقد رأيتهم قبل ذلك يتحلقون حول الدكتور مرسى وهو يعلن دعمهم له باعتباره مرشح الثورة وأخذتنى عبرات ماتيسر من بكاء على أرواح شهداء الثورة فى محمد محمود والبالون وماسبيرو ومجلس الوزراء ومن هتك عرضهن من حرائر مصر بسبب من باعوا الثورة وتآمروا مع المجلس العسكرى عليها، وسرقوا طموحات الشعب وأحلام الجماهير. ورأيت مرات القوى الوطنية وأعضاء من الجبهة يأسون لمواقف الإخوان من الثورة ويعددون سوءات مواقفهم من الثوار، لكن فيما يبدوا أنهم لايملكون القدرة على رؤية مايراه الناس من محاولات النظام الجديد القديم، "نظام مبارك – المرشد" من الاعتداء على الأزهر والقضاء والصحافة والإعلام والجيش حتى لكأننا إزاء عملية ممنهجة للتطهير العرقى السياسى لكل ماهو مدنى ووطنى وغير إخوانى، كل هذا لاتراه الجبهة الوطنية فى مسلسلاتها الرمضانية الغير مسلية.
ولما أصابنى الملل من مسلسل الجبهة الوطنية وندائها لرئيس الجمهورية أن يتكرم ويلبى أمنيات الأمة التى يقولون أنهم ضميرها، أحلت المؤشر إلى قناة أخرى حيث أبطال حقيقيون لايمثلون إلا أنفسهم ولايدعون غير ذلك ورغمها هم ضمير الوطن الذى لايزال يعيش الغربة وألم الفقد وعذابات المخاتلة والخديعة وخيبة الرجاء.
كان المسلسل "خرم إبرة" لكاتبه المدهش "حسان دهشان" ومخرجه الرائع "إبراهيم فخر" وكل أبطاله من لحم مصر الحى الذين لايزالوا يكتوون بنار الفقر والظلم الاجتماعى والتهميش، السائرين فى الدروب دونما هدف إلا الستر ولقمة العيش بالاحترام والكرامة، فضلت أن أغادر النخبة الغافلة ونجوم الجبهة إلى مصر الحقيقية وناسها الذين لايعرفونهم، إلى سعيد البرنس "حمادة" وعواطف واسماعيل ورجب وعزة وسلامة وعماد انتخة وعبدالله وعنايات والاسطى فرغلى وسلامة وغيرهم ممن يتحايلون على الدنيا والأيام ليمروا إلى الحياة حتى ولو من "خرم إبرة"، كل منهم له قصته ومعاناته وحلمه وطموحه ورغمها ليس فيهم كل مانراه فى النخبة من استبداد وأنانية، نعم فيهم أخطاء هم مدفوعون إليها بحكم الحاجة لكن فيهم سمات "ولاد البلد" الجدعنة والأثرة والتضامن والتكاتف، يتدفئون بالتوحد والاقتراب وحتى بالمناوشات والعراك أحياناً، لايغادرون ضيق الحارة إلى رحابة الوطن، فقد ضل طريقه إليهم وغادرهم إلى محطة ربما غاب فيها طويلا مالم تنتبه النخبة وتراجع مواقفها الجبهة ويذرف الجميع على ما آلت إليه أحوالنا " ماتيسر من بكاء" ليغسلوا أنفسهم فى محراب وطن يتطهر لينهض من جديد عله يمر للعدل والتقدم حتى ولو من خرم إبرة. "الله يجازيك ياحسين، قلبت علينا المواجع".



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة يوليو وموسم الهجرة إلي الشمال
- معظم الناس هم أناس آخرون‮
- وما اشتكت عيناه إلا بمصر
- الحزن يسكن قلب الوطن
- - إحذروا الأنبياء الكذبة والإعلام المغامر و سارقى الثورة-: ص ...
- - روبسبير يقوم بمضاجعة الوداع وسان جوست وميرابو يحاولان ختان ...
- حمدين صباحى والجمهورية الثالثة
- من قال لا فى وجه من قالوا نعم
- الإنتروبيا من العلم إلي السياسة
- مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة
- إعلام دون كيشوت
- -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة و ...
- عندما لاتؤدى المقدمات إلى نتائجها - البرادعى يغير قواعد اللع ...
- -إن تضحيات ثائر نبيل مثل أحمد حرارة تكفى وطنا بكامله ليت ...
- -إلى مصطفى النجار والعليمى وتليمة وشكرى وكل رفاق الثورة- دقت ...
- -احتشم ياصقر فى حضرة الثوار ورموز الوطن-: أخطأ الميدان وأصاب ...
- -‬لاتزال حكومات الفشل تحاصر أحلام الشباب‮-‬ ...
- الليل تطرده قناديل العيون
- - الإنبثاق من العلم والشعر إلى السياسة والثورة-: إنما الخلاص ...
- -جيتو القاهرة المستبد واستبعاد الكفاءات والمناضلين-: رأفت نو ...


المزيد.....




- فيديو يظهر لقطات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بالجولان
- في بيان لـCNN.. ماذا قالت أمريكا عن هجوم الجولان؟
- اكتشاف مفاجئ يشير إلى وجود محيط مخفي في أحد أقمار أورانوس
- ترامب حول قصف مجدل شمس: هجوم -مروع- وعلينا استعادة الاحترام ...
- مصر.. النيابة العامة تصدر قرارا جديدا بشأن الزوجة المتهمة بس ...
- إبطاء عمل موقع -يوتيوب- في روسيا
- متى تكون مسكنات الألم الشائعة خطرة على الصحة؟
- شيخ العقل لطائفة الموحدين في لبنان يدين الهجوم على بلدة مجدل ...
- -أكسيوس-: إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب ...
- المبارز التونسي فارس فرجاني يحرز فضية ويمنح بلاده والعرب أول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر من بكاء