فواز قادري
الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 09:05
المحور:
الادب والفن
في هذا الجحيم المديد
إن لم تقرأ مطر الفرات جيّداً
ستفوت على مركبكَ الورقيّ
متعة إبحار نادرة في الصيف
ويخسر الطفل فيكَ
شيئاً من بهجته القديمة.
00
لا تميل غيمة الفرات عليك
لديك ماؤكَ البارد
والناس هناك
تعصر السراب لتشرب
لديك ظلّ تُغيّرُ شكله كما تشاء
على شبابيككَ
ترفرف الستائر كالفراشات
ويتماوج ضوء غرفتك
على رقص نحلة
تظنّ أنها تسليك
تسمع أغنية فراتيّة حزينة
تسنّ على حجر ذكرياتك سكاكينها
على شمالك
تجلس "الجبيلة" بهيكلها
وعلى يمينك
تتقافز بقيّة حارات
تحاول أن تنجو بأرواحها من القنص
وأنتَ تتفاور كبركان من الأشواق.
00
دع الفتية هناك
يقرؤون المطر على سجيّتهم
وصلّ أنتَ صلّ
لهذا الهطول البهيج
كي يتكاثر البرق الصديق
ولكي تتضح رؤية سنابل تدافع
تصرّ مناجل فاشستيّة على حصادها.
00
في منتصف الحلم
على بابك يقرع طيفها
معها الفرات أبيّاً يسير
ادخلي يادير
ملهوفاً عليها تصيح
في صدري متسع
لإوزّك والحمام
على يساره
كوكب مؤثّث بالشوق والأغاني
طيب وحنون كما تعرفين.
00
مطر غير مجازيّ في قائض الصيف
تبلّل شفاهها
مدينة محاصرة عطشى
على أقدامه عشب الأمس يقف
تتغرغر أشجار
تنوي الصلاة واقفة
عالياً عالياً
تطير عصافيرها وتغنّي
وتستيقظ على الهلاهل الشمس.
البارحة يغسل مطر مفاجئ*
مدينة ديرالزور المحاصرة منذ أربعين يوماً.
#فواز_قادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟