أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - تـــجربــــة امــرأة ــ قصة دعــد














المزيد.....

تـــجربــــة امــرأة ــ قصة دعــد


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 11:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فقدت دعد زوجها ككثير من الزوجات في وطننا العربي ، الذي ينعم بحكوماته الاستبدادية، والشمولية...فقدت فيه الحبيب، والزوج، ورفيق الدرب ، وأبو ولديها ...سفيان، وحيان...لم تفقده بفعل الموت المرضي، أو الطبيعي ...بل استلبته منها أيدي زوار الليل...أنهوه في أقبية القمع، والارهاب، والرعب...مات البطل على أيدي عسس الفكر، ومحاربي الرأي الآخر الحر...من يحسبون أنفسهم المواطنين الأشراف!! ويتهمون كل من ينتمي لأي فكر مغاير للسلطة ، وحزبها بالخيانة، وماخان أبو سفيان قط ...بل بقي وفيا مخلصا لوطنه ...مناضلا في سبيل حريته ، ونشر العدالة، والنور فيه ...لكن أيدي سجانيه ، والتي لاتعرف سوى البطش، والفتك لغة للحوار!!قضت عليه ...دون أن ينهار ويحقق لهم رغباتهم في اذلاله، واذلال تاريخه...فكان بهذا شهيدا للحرية، والنضال ، وسطر بدمائه النقية أعظم لوحة للشرف يفخر بها أبنائه من بعده...لكنه ترك صغيريه في ذمة دعد وبرعاية الحب والفكر الذي جمعهما...وهاهي تقوم بواجبها على أكمل وجه ...تعمل طيلة
نهارها ...لتعيل صغيريها ، ولتكمل الطريق ، الذي لم يكمله أبا سفيان
نهضت ذات صباح ...تعد افطار الصغيرين وتستعد لارسالهما للمدرسة قبل رحيلها اليومي للعمل ...حيث حصاد يومها الطويل المرير وشقاء العيش الذي ينتظرها و الحافلات التي لاترحم، وضنك الحياة في بلد تنعدم فيه أساليبها الكريمة ...خرجت من مطبخها مستغربة تأخر صغيريها ...ففي العادة ينهض سفيان باكرا ، ويساعد أخاه بارتداء ملابسه ...لكنها فوجئت بحيان وحيدا يحاول القيام بارتداء ثيابه ...سألته عن شقيقه ...فأجابها :ــ انه يبكي ياأمي ويرفض الخروج من سريره والذهاب الى المدرسة!!! أسرعت دعد نحو غرفة الصغيرين ، وخفقات قلبها تتلاحق مع تواصل الأسئلة ، وازدحامها في رأسها ...طارحة احتمالات المرض، وضنك الحياة وضيق العيش ...لكنها فوجئت بالأغطية تغطي ابنها وشهقاته المتقطعة تسمعها عند دخولها ...رفعت دعد الغطاء عن ابنها وضمته بحنان الأم الرؤوم، وغمرته بقبلاتها ماسحة على رأسه ...متسائلة عن السبب ...حيث أنها لم تلمس ارتفاعا لحرارته ، أو أي اشارة تدل على مرضه...سألته عما به ..رفع الصغير رأسه نحو صورة محاطة بشريط أسود ومعلقة على الجدار...وقال :ــ
ألا تعرفين تاريخ اليوم ياأماه؟؟ بلى ياولدي وهل ينسى السادس من أيار عيد شهدائنا الأبرار، وخاصة أنه لم يبق على العام الدراسي سوى أياما ، وبعدها نذهب سوية الى القرية حيث تقضون فترة الاجازة عند الجد والجدة...أجابها سفيان ...لهذا فاني لن أذهب بعد لهذه المدرسة ياأمي!!!فتحت دعد عينيها على اتساعهما متسائلة..
ولم يابني؟؟؟ أجابها الصغير اني متأكد أن المعلمة اليوم ستكثر من الحديث عن الشهداء ، وستذكر أسماء الكثيرين منهم ...لكنها لم تأت يوما على ذكر اسم والدي....ولطالما قلت لي أن والدك شهيد الوطن وحريته!!! وسبق لي وذكرته للمعلمة ...لكنها أسكتتني وطلبت مني الانتباه للدرس...متجاهلة اسم والدي ...لهذا لن أذهب لمدرسة لاتعترف بوالدي شهيدا للحرية.. ...



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مـن ذاكــرة حــوران ــ عليــاء
- حلــم الخــروج مـن المـوت
- هنيئا للشعب العراقي في خطوته الأولى نحو الانعتاق والتحرر وبن ...
- امــرأة لاتشبــه أخــرى
- تــذيبنـــا كمــلــح البحــر
- هـذا العــالـم مجنــون
- انتـظــرتــك طــويــلا
- بـــاب يســمــونــه الحــريـــة
- تحيـة اكبار واجلال لذكرى المعتقلين والشهداء من أبناء الوطن ا ...
- أتسكـع في شـوارع الأمـــل
- تحيــة واهـــداء للمناضل محمــود جلبـوط
- (تجربــة امـرأة ( ذكريـاتـي
- *الـى حـدود أذرعــات
- لماذا نلحظ ترجعا لتعاطف وتضامن المواطن الأوربي مع القضية الف ...
- المحــامـي والخيــط ... قصة قصيرة من الواقع الحي المعاش في س ...
- تجـربة امـرأة_ الجولة الثانية مع أباطرة حوران _
- رأيـتــهمـا معــا - قصة قصيرة تتعلق بأوضاع المرأة العربية
- تجربــة امــرأة _ الجولة الأولى
- ونعــود دائمــا لــوحــدنــا
- قصة قصيرة :في المحطة


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - تـــجربــــة امــرأة ــ قصة دعــد