حوار مع صديقي الصربي , و مجزرة سربرنتسا

حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 08:58
المحور: كتابات ساخرة
    

-لماذا قام صرب البوسنة بعمل مذبحة سربرنتسا الذي راح ضحيتها الالاف من المسلمين البوسنيين بمن فيهم الأطفال و النساء ؟!
*صديقي الصربي : هل تصدّق ذلك ؟ لماذا تصدّق الاعلام المضلل و الكاذب ؟!
يا أخي من قام بمجزرة سربرنتسا هو تنظيم القاعدة في بلاد البلقان بدعم من اسطنبول و الأطلسي؟
-طيّبْ لماذا يقوم تنظيم القاعدة بقتل المسلمين البوسنيين ؟ أليس من المفترض بتنظيم القاعدة في بلاد البلقان أن يقتل المسيحيين الصرب , فهم من وجهة نظر القاعدة كفّار يقومون بحرب ابادة للمسلمين الصرب ؟!
*صديقي الصربي : هناك معلومات لا يعرفها غير المتبصرين بشؤون البلقان , و أنت لا تعرفها !!
- ما هي
*صديقي الصربي : سكان سربرنتسا صحيح أنهم من المسلمين البوسنيين , و لكن في أواخر عهد القائد الخالد جوزيف تيتو اعتنق الكثير منهم المسيحية الأرثوذكسية , و هو نفس مذهب جيرانهم الصرب , و لذلك كانوا هدفا لتنظيم القاعدة و الامارات السلفية , تصوّر مدى وحشيّة هؤلاء السلفيين البوسنيين , فهم يتقربون لله بقتل أخوىنهم المسيحيين من سكّان سربرنتسا , فقط لأنّهم مسيحيين ؟!
ألا تتابع تحقيقات موقع الحقيقة الكبرى , و السبق الاعلامي لتلفيزيون الدنيا ؟!
-طيب لماذا سمحتْ أو تواطأت قوات الاتحاد الأوربي و الامم المتحدة , و لم توقف المجزرة التي حدثت تحت انظارها , و جلّ الضحايا من المسيحيين كما ذكرت َ!
كيف يسمحون للإرهابيين المسلمين و تنظيم القاعدة بفعل ذلك , تحت أنظارهم ؟!
*صديقي الصربي : يبدوا أنك مدفوع بغريزة حبّ القطيع , أو أنّك ساذج سياسيا !
- كيف؟
*صديقي الصربي : الحلف الاطلسي هو من دفع تركيا لتسليح و تمويل تنظيم القاعدة في بلاد البلقان , و هو من شجّع و يسّر و سهل و آوى و جنّد تنظيم القاعدة في بلاد البلقان للفتك بسكان سربرنتسا الآمنين , فقد كان المطلوب ايجاد حجة للتدخل الامريكي و الاطلسي في البلقان , و قد كانت مجزرة سربرنتسا هي المبرِّر أمام الرأي العام الدولي .
ألا تعرف كيف سخّر الامريكان تنظيم القاعدة في افغانستان للقتال بالوكالة عنهم؟!
- نعم أعرف
*صديقي الصربي : نفس السيناريو حدث في البلقان , و لكن بتستّر و دعم خفي لا يعرفه غير الوطنيين العرفين بحقائق الامور أمثالي.
لقد كان المطلوب اخراج روسيا من البلقان و ضرب دولة صربيا حيث أنها القلعة الاخيرة في وجه مشروع الهيمنة الغربيّة الامريكية على البلقان.
-معك حق , نعم في البلقان يوجد صراع مصالح روسي امريكي
*صديقي الصربي : ألا ترى أن الصرب ظُلموا مرّتين
-كيف؟
*صديقي الصربي:
مرَّةً لكون ضحايا مجزرة سربرنتسا من مسيحي البوسنة و صربها , و جرى تسويق و تزوير الحقائق برعاية المجتمع الدولي كاملا و مؤامرة كونية فريدة من نوعها.
و مرّة ثانية : جرى تدمير الدولة الصربية من خلال قصف الجوي الأطلسي ,و تعلم أن الدولة الصربية هي ملك كل مكوّناتها , و الفسيفساء الجميل من الصرب و الكروات و المسلمين و الجبل الاسود .
و كذلك جرى اسقاط القائد الخالد رادوفان كاراديتش و تشويه سمعته بإظهاره كمجرم حرب , و هو قائد وطني بكل المقاييس لا يُشقّ له غبار , صحيح ان لديه بعض الاخطاء و لكنها لا تقارن بجرائم تنظيم القاعدة و جرائم ميليشيات إرهابي مسلمي البوسنة , و لا اقول كل مسلمي البوسنة فهناك أصدقاء لي منهم وطنيين و ضد تنظيم القاعدة و يحترمون القائد الخالد كاراديتش.
ثمّ ماذا كانت نتيجة التدخل الأمريكي و الأطلسي في البلقان ؟!
أليس احتلال البوسنة و سقوط آخر معاقل المقاومة و الممانعة للمشروع الامريكي الاطلسي.
-حسنا و لكن دعم روسيا للصرب أليس تدخلا أجنبيا؟!
*صديقي الصربي : تربطنا علاقات تاريخية وطيدة بروسيا , و صربيا دولة وطنية تقاتل عصابات مسلحة ظلاميّة , لذلك الدعم الروسي ليس تدخلا اجنبيا بل هو تحالف استراتيجي , لكسر سياسة القطب الواحد .
-تصبح على خير يا صديقي , يبدو أنّي أصبت بخرف الشيخوخة باكرا سأحجز موعدا لي غدا عند طبيب مختص . رحم الله القائد الخالد و لعن الله العصابات المسلّحة التي تقتل العسكريين و تروّع المدنيين و ترتكب المجازر الوحشيّة. و عاشت صربيا صمّام أمان أوربا , و قلعة الممانعة في وجه المؤامرة الكونية العابرة للمجرات , و في وجه الهجمة الأطلسية الأمريكية العثمانية الخليجيّة الشرسة .

#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات