أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد غازي - الصعود الي الدرب : قصة قصيرة














المزيد.....

الصعود الي الدرب : قصة قصيرة


خالد محمد غازي

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


قالوا لي : انفض عن قلبك الغبار وسر في طريق

قبل الفجر بهنيهات قليلة كنت أسير وحدي •• أثقلت كاهلي الهموم ، وشغلت بالي الاشكاليات العائلية والمالية ، وصراعات العمل ، وتحديات السلطة والنفوذ ، وأرق الطموح •• أين الملاذ؟ ولا من صديق أو رفيق أتحاور معه أو أبث إليه شجوني •• تعبت قدماي من السير •• وصوت الكلاب يعوي حولي •• جاءتني ومضة سريعة طرقت جوانحي •• لماذا لا أذهب إليه الآن؟! •• أطرق بابه •• ليصحو ليصلي الفجر •• عرجت من الشارع الرئيسي ودخلت الحارة •• ومنها إلى الزقاق وجدت باب البيت مواربا •• طالعني باب الطابق الأول الذي يسكن فيه عمي وزوجته ، وجدته أيضا مواربا كباب البيت ، انسللت صاعدا على الدرج قاصدا غرفته ، وصلت قبالة غرفته •• طرقت الباب طرقات خفيفة ـ كما عودتني التأدب في الدخول على أحد - سمعته يجيبني من الداخل : أدخل •• فتحتُ الباب ، وجدت بعد الباب الخشبي بابا من سلك ، فتحته ودخلت ، طالعته متكئا على سريره •• والغرفة مرتبة ترتيبا فائقا كأنه لم ينم •• قلت : جئت أفيقك لصلاة الفجر •• قال : أنا لم أنم •• وكيف ينام من ينتظر موعدا ؟!

أومأ إليَّ بالجلوس •• طالعت وجهه وجدته كما هو، بل ازداد سناء محياه ، وكأنه لم يغادرني ولم أغادره منذ أكثر من عشرين عاما •

قلت : دائما أسأل عنك •• هل يصلك سؤالي ؟

أومأ برأسة بالإيجاب •

قلت : شغلتني الهموم •• ولم أجد غيرك أسأله •• أنا أثق فيك وفي رأيك•

أومأ برأسه •• وحبات مسبحته تسبح بين يديه •

سألته : أنا خائف •• ما السبيل إلى نزع الخوف من نفسي ؟

قال : لابد أن تخاف وتخاف •• لابد •

- انصحني •

- أنت تعرف نصيحتي ، ولن أكرر ما قلته لك وأنت صغير •• أنت الآن تعي الأشياء وتعرف أكثر •• ولم يعد عقلك الصغير هو عقلك الصغير ، ولم تعد عيناك هي عيناك ، الغشاوة بدأت تنكشف وبدأت تبصر •

- علمني شيئا ينفعني •

- أنت تعلم ما أقوله •

انسلت نسمة هواء رطبة •• قلت له : الغطاء لديك بسيط والشباك الذي فوق السرير مفتوح ويحدث تيارا من الهواء مع فتح الباب •• هل أذهب وأحضر لك مزيدا من الأغطية ؟

قال وهو يبتسم : لا تنشغل بي •• انشغل بنفسك •

- صدقني•• أريد أن أكون جوارك دائماً •

- لا ينفع الآن •

- لماذا ؟

- أعلم إذا دخلت أنت لابد أن أخرج •• وإذا خرجت أنت لابد أن أدخل •

صمت :

بادرني قائلا : أنت لست في حاجة لمساعدتي ، هناك من هم أهم وأقوي مني يساعدونك ويقفون بجوارك ، خطاك مدعومة منهم •• أنا لم أحظ بكل هذا الدعم ، أنت مدعوم أكثر مني •• ورغم ذلك تريد المزيد أنت منطلق بسرعة البرق وتريد المزيد !

- أريد أن أترسم خطاك •

- أنت تترسمها •

- أريد أن أكون مثلك •• أُُعطي ما أعطيته •

قال بحزم وهو يعتدل في جلسته ويركز نظره على وجهي ، فجعلني أتأمل ملامحه أكثر " أتريد أن تبلغ ما بلغته في عام أو عامين •• أتريد أن أختصر لك رحلة خمسين عاما في كلمة •• في جملة •• في وردٍ •• هيهات •• أمامك وقت •• سر في طريقك •• أنت على الدرب وإياك أن تحيد •

خفضت نبرة صوتي وأنا أقول : أريدك أن تسامح عمي وزوجته •• وبنت عمتي و.... ( قاطعني) :

- لا تهتم بكل هذه الأشياء •• اتجه لما هو أبقي •

- ومكائد أصدقائي •• وكيد السحرة •• وسلطة السلطان •

- لا تكثرت •• سر في طريقك •

صمت برهة •• ثم تنهد تنهيدة طويلة ، وقال وكأنه يخاطب شخصا آخر موجوداً في الغرفة معنا •••

- لماذا سحبت أوراق الامتحان •• ولم يمض على تسلمي لها إلا ومضة •• لماذا فعلت ذلك ؟

ارتفعت نبرة صوته بانفعال وشجن وهو يردد : لماذا فعلت ذلك ؟ لماذا فعلت ذلك ؟

سألته : وهل كان هناك امتحان ؟

- نعم( اغرورقت عيناه بالدمع ) انفعلت واهتززت داخليا لرؤية عينيه الدامعتين •• واغرورقت عيناي أيضا •

واصل حديثه : كانوا معي ولم ينجح طوال هذه الرحلة سوي مائة أو مائة وخمسين على الأكثر •• أرأيت ألم أقل لك هذا من قبل ؟ الموقف عسير وساعة الميزان جاءت •

رأسه كانت تهتز •• ثم بدأ جسده كله يهتز ويحلق •• وكأنه يتلاشي صاعدا مكانه •• وأنا دامع العينين •• أبحث عن الطريق •



#خالد_محمد_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقام للـوصل : قصة قصيرة
- رحل في صمت فاروق خورشيد •• عاشق السيرة الشعبية
- شمعة ليست أخيرة - قصة قصيرة
- حقوق الإنسان كانت قضيته الرئيسية وداعاً للمثقف المغترب •• هش ...
- في مصر : اليـهــود لهم حارة ولهم احتفالية في أبي حصيرة
- ألاف من علماء العراق أجبروا علي الرحيل منذ بدء الاحتلال
- صفقة عزام عزام : من الرابح •• من الخاسر
- رحـيل •• ولا عـودة - قصة قصيرة
- نساء نوبل


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد غازي - الصعود الي الدرب : قصة قصيرة