أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهام زند - التمسرح السياسي للغة: قراءة في خطابات بنكيران














المزيد.....


التمسرح السياسي للغة: قراءة في خطابات بنكيران


الهام زند

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يتبوأ أحدهم منصبا سياسيا هاما في هرمية السلطة السياسية داخل بلد ما ’كأن يكون رئيسا للحكومة مثلا’فذلك مما لا يمكن معه الاحتفاظ بنفس النسق اللغوي المستخدم في النشاطات الحزبية والخرجات "النضالية" للم الأصوات وحشدها .
عندما انتقل السيد بنكيران من حالة " الكاسكيطة " الى حالة "الكرافطة" وهوغير راغب تماما كما يدعي..عليه أن تستنتج تباعا أن التغيير لن يطال مظهره فقط’ بل يجب أن يشمل لغته أيضا .عليه أن يزور ثرات العرب في أقوالهم المأثورة ’و يرجع الى "الشرع" في غير ماوصل اليه من استنتاجات شرعية جديدة تجعل" الرزق في يد الله وليس بيد الدولة و" تعفو عما سلف " في ما يخص ملفات المفسدين .. ليأخذ منهما ما يعلمه بأنه"لكل مقام مقال"’ وأنه لايجوز لراعي مصالح العباد أن يطلق الكلام على عواهنه دون أن يفحصه من جهة اللباقة و السلامة.
عندما يتحدث رئيس الحكومة عبر أية وسيلة اعلامية فان الجميع ينصت بل ويحرص على التتبع الجيد ..وهو أمر جديد قياسا الى النفور الجماهيري الذي كانت تواجه به أعلام سياسية معروفة كشكل احتجاجي من طرف جل المواطنين المغاربة.
الأمر لا يتعلق بجدية في مضمون الخطاب أو بجدة في بناء الطرح في معالجة القضايا الاجتماعية بالضرورة’ببساطة لأن ردات الفعل الحانقة وسط الشوارع منذ تقلد بنكيران كرسي الرئاسة قائمة على أشدها والأهم من ذلك أن عمق الخطاب الشفهي- على الأقل- (وهو ما يهمنا في هذا المقال) أثار حفيظة الكثيرين ممن تجاوزوا بريق شعار الشعبوية اللغوية في خطابه الى تناول أبعاده وتداعياته الخطيرة على مستوى التعامل العملي مع قضايا المجتمع.
أن يطلق مسؤول سياسي رفيع المهام وهو القابض على زمام مسؤوليات وانتظارات وأسئلة حارقة في خضم منعطف سياسي نقرأه على ضوء مايسمى بالربيع العربي..أن يطلق لسانه بخطاب هزلي وبوابل من الاهانات المقنعة في وجه الاعلاميين, بغلاف المزاح و"التقشاب" والبهلوانية في التحليل للهروب من ضغط السؤال..محتميا بما يوفره الخطاب الدارجي من امكانات التسلية و المتعة والقرب النفسي من الممارسة اللغوية المعتادة للمواطن من جهة, وسهولة الجهاز المفاهيمي و الحقول المعجمية من حيث الفهم من جهة أخرى.كل هذا يؤدي الى انجذاب لاواع الى الاستماع والأدهى وهو التعليق بعد الاستماع على نحو التأييد الساذج للفكرة المطروحة النابع أصلا من الانبهار والاستسلام لحلاوة و"خفة" اللغة التي سلمت على لسان بنكيران من القواعد المملة والمقيدة والمسكوكة...وليس لمنطقية المعالجة أو قوة الخط الحجاجي فيها ضرورة.
يبهج كلام رئيس الحكومة الكثيرين"لغويا" على الأقل..يضحك ,يعنف ,يفاجأ,يصرخ في وجه المحاورين..انه يستجيب للانتظار النفسي الكامن في عمق المواطن المتعطش لايقاف مغازلة اللغة السياسية, للفهم والمشاركة السياسية والتغيير بعد طول قطيعة..لكنه يسقط في فخ ابدال لغوي خطير..يصرف الانتباه عن موضعه الأساس من البنية المضوعاتية الى البنية الجمالية للخطاب.
ومن هنا تبدأ أحادية الطرح...ومايجعل الأمر يسيرا هو التطعيم المستمر للخطاب بالقفشات الدينية المؤثرة و العامة..لتكون عنصرا أساسيا في "منطقة "الطرح الدارجي.وجد اذن بنكيران ضالته اللغوية الاسرة وفتن بها زمرة من المثقفين أنفسهم..واستطاع أن يفتح بها لنفسه أبوابا كانت موصدة في وجه سواه..لأنه خرج عن العرف اللغوي المغازل للغة ’ وكأنه يتبع في ذلك فلسفة الشاعر الحديث الممارس..وتلك سنة استراتيجية للحكومة الجديدة قاطبة ..ويكفينا الاستماع الى تصريحات عدد من الوزاء كمحمد الوفا(وزير التربية الوطنية)لنكتشف هذا "النفس" التهريجي الساخر الذي لا ينفك يحقرمن هول كل الظواهر المجتمعية الخطيرة والعاجلة .
ومن ثمة يرسم لعهد جديد من مهرجة (من المهرج) نوازل الواقع اليومي المزرية للمواطن والتعامل معها على وجه النكثة والمستملحة البسيطة عبرلغة ممسرحة.



#الهام_زند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة الشرف


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهام زند - التمسرح السياسي للغة: قراءة في خطابات بنكيران