أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالقادر حميدة - حوار مع الكاتبة المغربية فتيحة أعرور















المزيد.....


حوار مع الكاتبة المغربية فتيحة أعرور


عبدالقادر حميدة

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:50
المحور: مقابلات و حوارات
    


عبد القادر حميدة : الكاتبة والأديبة والمبدعة المغربية فتيحة أعرور أديبة بدأت تنحت اسمها بهدوء في المشهد الإبداعي المغربي .. اقتربنا منها و سألناها .. فلم تبخل علينا .. و أجابت :


*رائحة العشق اللامحدود للحرية تفوح من كل قصة من قصصك، بدءا من قصة "خوسيه" و انتهاء بـ "حورية لم تمت".. ما سر هذا الهيام الأسطوري وهل استطعت قتله بالسفر والكتابة ؟
** كيف يمكنني أن أقتل هيامي بالحرية أنا التي أعشقها؟! بالسفر والكتابة تولد الحرية بين يدي وأعتني بها كما لو كانت طفلتي المدللة التي تمدني بيقين الوجود، عشقي للحرية نهلته من والدي الذي علمني كيف أكون سيدة نفسي، فمن خلال حكاياته ونصائحه كنت أزداد كل يوم حبا لشيء اسمه الحرية وأحلم بالطيران في آفاق أرحب.
نشأت في قرية صغيرة في أحضان جبال الأطلس المتوسط تدعى "تيداس" حيث تقطن أغلبية أمازيغية، فتحت عيني على رقصة "أحيدوس" التي ترقص فيها المرأة إلى جانب الرجل و يتغنيان معاً بالحرية، كنت ألعب على امتداد الحقول وأطارد الفراشات الملونة بين الوديان، أذكر جيداً أنني لم أكن أفهم اللغة واللهجة العربيتين قبل أن أتعلمهما في ساحة المدرسة وداخل الفصل، وقعت في حب هذه اللغة وصرت لا أرتاح في الكتابة بغير حروفها حتى غدت سلاحاًُ أستعين به في الدفاع عن حريتي.
سر الحكاية


* هل الحكاية عندك امرأة أم مدينة أم معصية وتمرد أم ماذا ؟
** الحكاية عندي مدينة أدخلها بسلام لأتمرد فيها على تعاليم الأولين، معصية؟ لا أدري قد تكون كذلك في نظر الذين لا يمتهنون شيئاً غير إصدار الفتاوي. الحكاية عندي أيضاً هي ذاك الحنين إلى الماضي، إلى أيام كنت ما أزال فيها بعد طفلة صغيرة، كنا نحيط بوالدي ليأخذنا إلى عوالم وشخوص حكاياته الغريبة، والدتي كنت تنشغل بإعداد "براد" شاي بالنعناع أو نبتة "الشيبة" وهي تقاوم ملاك النوم الذي يروادها عبثاً، صمت ساحر في أرجاء البيت تملؤه شخوص حكايات والدي، وفي الخارج يواصل المطر هطوله مبشراً بفصل ربيع خصب ورائع، هذه هي الحكاية بالنسبة إلي.
آخر فصول الحزن

* تنهين قصيدتك "تميمة للنسيان" بالتأكيد على أن آخر فصول الحزن قد اكتمل .. هل تغرقين في زرقة الحزن إلى هذا الحد .. و هل لقارئك أن يطلع على واحد من الأشياء التي تحزنك ؟
** لست حزينة بطبعي إني أحاول جهد الإمكان ألا تتشابه أيامي وأن آخذ كفايتي من الدنيا، أنا من الذين يؤمنون بأن لا شيء في هذا الوجود يستحق أن نموت حزناً وحسرة لأجله، وفي الآن ذاته لا أنفي أن حالة عابرة من الحزن تنتابني بين الفينة والأخرى، فأنا بشر والبشر بطبعه يفرح ويحزن، لكن الفرق يكمن في مدى قدرة كل منا على تخطي العقبات والتغلب على الحزن والقلق.
قصيدة تميمة للنسيان بالنسبة لي تحد للحزن وخروج من دوامته وليس العكس، إنها الفصل الأخير من "مسرحية درامية" أعلن من خلالها عدم استسلامي للقلق واستعدادي الكامل للإقبال على الحياة.
بخصوص الأشياء التي تحزنني أحياناً هناك أمور كثيرة، مثلاً تحزنني تلك النظرية الدونية السائدة في المشرق العربي للمرأة المغربية والمغاربية عموماً، والواقع أن صدى المرأة المغربية والمغاربية المناضلة ضد الاسعتمار وتلك التي اعتقلت دفاعاً عن الحرية لم يصل إلى هناك، في المغرب توجد نساء يشتغلن أكثر من مهنة شريفة في الآن نفسه من أجل ضمان لقمة عيش لأطفالهن، تجدها أستاذة في سلك التعليم وسائقة طاكسي في أوقات الفراغ، هناك ربانات طائرات وربانات بواخر وسائقات قطار وشرطيات المرور، إن المغربية بالنسبة إلي هي الراحلة "أمي فـامـا" تلك المرأة المناضلة التي أنذرت نفسها للوطن، حملت السلاح وصعدت إلى الجبل لتحارب جنباً إلى جنب مع الرجل، يحزنني أنها ماتت قبل أشهر، المغربية أيضاً هي الشهيدة "سعيدة المنبهي" والأستاذة الكبيرة "فاطمة المرنيسي" التي ذاع صيتها في كل أرجاء العالم، إنها "فضيلة لعنان" وزيرة الثقافة في الحكومة البلجيكية المتحدرة من الشمال المغربي والقائمة طويلة..
هذا هو أكثر ما يحزنني، أتمنى فقط أن يحاول الآخر معرفة المرأة المغربية عن قرب قبل أن يصدر أحكاماً جاهزة لا تخص سوى فئة قليلة من نساء المغرب ذي الثلاثين مليون نسمة!
موجة عنف

* جاء في سيرتك بأنك كنت واحدة من رفاق الطالب المعروف ببنعيسى آيت الجيد، هذا الذي اغتيل على قارعة الطريق عام ثلاثة وتسعين من طرف متشددين، هل وخزت قلمك موجة العنف هذه وشكلت لديك صدمة فجرت فيك إبداعات معينة، أم أنك ما تزالين في حالة الذهول والغيظ ؟
* ذكرتني بأيام لاتنسى! كانت الجامعات المغربية أنذاك على صفيح ساخن، كنا نحلم بتغيير أشياء كثيرة في ملامح الوطن الحزينة قبل أن تظهر موجة التشدد لتغير مجرى كل شيء، أذكر اليوم الذي اغتيل فيها بنعيسى بوحشية كما لو حدث ذلك بالأمس فقط، لقد أصيب الجميع بالذهول وكنت واحدة منهم، غير أنني سرعان ما خرجت من حالة الغيظ لأعلن تشبثي برفضي للأفكار التي ترغب في تأبيد الخوف والجهل لدى الناس، كتبت كثيراً ضد هؤلاء ومازلت أناضل ضدهم بسلاح الكلمة.
رافد

* هل تشكل لك الصحافة رافدا في إبداعك أم جدارا يعوقك عن الغوص لصيد ثمين؟
** دعني أقول لك إن الصحافة استحوذت في البداية على كل وقتي، لقد شكلت في السابق جداراً كما أسميتَه، بحيث قلما كنت أجد وقتاً لكتابة نص أدبي، اشتغلت طويلاً في قسم التحقيقات الصحفية وكنت أقضي معظم أوقاتي في القطار أو في الطائرة أتنقل بين مناطق عديدة في المغرب وخارجه، زرت أماكن يقبع فيها التهميش إلى جانب البؤس والفقر، كتبت عن كل شيء تقريباً، عن الهجرة السرية والفساد والأمية والمخدرات وخادمات البيوت والطفولة المشردة والاستغلال الجنسي للأطفال.. كل هذه العوالم التي أشتغلت عليها في مقالات وتحقيقيات صحفية أجدها تطل علي بين الفينة والأخرى من كوة نصوصي الأدبية، بل هناك شخوص يفاجؤني حضورها وأتساءل في قرارة نفسي أين صادفتها بالضبط، قبل أن أتذكر أنها شخصية واقعية التقيتها ذات صدفة لأجدها قد تسللت إلى أحد نصوصي في غفلة مني.
ترحال

* السفر وجه مباشر للحرية، فماذا يمثل الترحال لأميرة الأساطير وكيف وجدت حياتك الجديدة بعيداً عن المغرب ؟
** السفر هو الحياة بالنسبة إلي، حين أحمل حقيبتي وأقتني تذكرة القطار أو أحجز في الطائرة أشعر فعلاً أنني موجودة وأنني أمارس حقي في الحياة، في السفر نكتشف عوالم أخرى لم يسبق أن زرناها من قبل، نلتقي أناساً جدد ونكتشف ثقافات أخرى، وكل هذا يساعدنا على معرفة أنفسنا أكثر. في شهر مايو 2002 هاجرت للعمل كصحافية في دولة قطر، كنت أنوي البقاء لمدة أطول غير أنني لم أتآلف مع الأجواء هناك فحسمت أمر عودتي بعد سنتين، ومع ذلك اعتبر أن إقامتي ولو لفترة قصيرة في الخليج علمتني أشياء كثيرة.
أحب اللحظات

* ما هي أحب لحظاتك إليك ؟
** عندما أنتهي من كتابة قصة أو قصيدة، وعندما أصعد إلى جبال الأطلس المغربية في فصل الشتاء للاستمتاع بالثلوج وممارسة هوايتي المفضلة، التزلج.
معانى

* هل من كلمات تقابل هذه الكلمات التي نشرعها هنا:
- الخبز الحافي: رواية قرأتها خلسة في زمن المنع!
- محمد زفزاف: مبدع كبير لم يمت
- جريدة الصباح: مشروع ساهمت في ولادته
- الإيديولوجيا : طمس الحقيقة
- مراكش: مدينة البهجة والألق والحب والحياة
- قطر : محطة عابرة في حياتي
- سأتجمل لك هذا الصباح: ثمرتي الأولى



#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشواق أبي فراس الحمداني
- مصطفى سعيد hello
- مذكرات شاهد القرن لمالك بن نبي / أنامل تتحسس الجراح
- و غدا يوم جديد
- كوليرا مغربية
- أصداء في جو ذلك المكان
- يد ترتعش
- سيرة الطفولة المقهورة
- إضافة ثرية .. و تحد جديد
- في مكتبة الوقت
- حالات من الغيم المستتر
- صبية بدون إثم
- أن تعيش لتحكي .. و تحكي لتعيش
- المرايا و المتاهات لبورخيس
- متعة القراءة .. و لذة الإكتشاف
- حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الما ...
- الربيع يؤجل السفر


المزيد.....




- أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
- الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه ...
- 53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة ...
- مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور ...
- -نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس ...
- بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك ...
- الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب ...
- 76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالقادر حميدة - حوار مع الكاتبة المغربية فتيحة أعرور