رفعت السعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 09:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أعترف ابتداءً بأخطاء عديدة لعبد الناصر: سجون - اعتقال - تعذيب. وقد عذب الإخوان ونحن أيضاً بطريقة وحشية ولكننا ننتقد ونغفر ونذكر المحاسن وهم لا يغفرون ويواصلون هجوماً حاقداً على الخصم وحتى ضد إنجازاته. كنموذج نقرأ كتاب «قال الناس ولم أقل فى حكم عبدالناصر» للمرشد الأسبق عمر التلمسانى، ويركز المرشد على السد العالى الذى يعتقد الكثيرون أنه منجز عظيم.
«مشروع السد العالى قديم وقد رفض من الجميع ولكن المشروع فيه تحويل لمجرى النيل، فلماذا لا يكون عبدالناصر هو المحول الثانى لمجرى النيل؟ وإذا ذكر مينا ذكر إلى جانبه عبدالناصر (هل حول مينا مجرى النيل؟)، أليس ذلك فرعوناً وهذا فرعوناً؟ فيتحد الفرعونان ذكراً وتاريخاً ومصيراً (ص٥٥).
ويواصل «لقد أكد الخبراء أن السد سيعرض الكبارى والقناطر لأخطار الانهيار، ولكن ماذا يهم عبدالناصر أن تذهب الكبارى والقناطر والشواطئ ومصر بأسرها، إذا كان المشروع سيخلد اسمه فى التاريخ، ألا إنه الغرور الذى أخرج إبليس من الجنة» ويقول «هذا المشروع كان يجب ألا يقام إذ إنه لا داعى له، لولا المجد الأجوف الذى كان يملأ جوانب عبدالناصر تيها وخيلاء ولو ذهبت مصر كلها» (ص ٥٨). ويواصل «لم يبق شر من الشرور لم يجلبه علينا هذا السد البغيض الذى لم يقم لمصلحة مصر، ولكن إرضاءً لغرور أجوف ملأ جوانب حاكم لم يؤت من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير لعقيدته لا قليلاً ولا كثيراً» ثم يتوجه الأستاذ التلمسانى بالدعاء «نسأل الله أن يهيئ لمصر من يكون له من الحزم والحسم ما يقضى به على هذا السد المشؤوم قبل أن تحل بنا أخطاره المحققة الماحقة ليجنبنا الأهوال المريعة والخسائر الفادحة التى سببها ويسببها هذا السد الأنكد» (ص٦١).
ثم يتحدث فضيلته عن القطاع العام ويتناسى التصنيع الثقيل ومجانية التعليم الجامعى والإصلاح الزراعى ويقول «اخترع عبدالناصر القطاع العام ليكون مصدراً لارتزاق الأنصار والمحاسيب والطبالين والزمارين» و«البائعون فى محلات القطاع تصوروا أنهم موظفون ويجب أن ينظر لهم الشعب نظرة التوقير» (ص٤٧).
وحتى فى حالات العدوان على مصر من أعدائها هتف السجناء الإخوان فى سجن «جناح» بالواحات ابتهاجاً بالعدوان الثلاثى «الله أكبر ولا عدوان إلا على الظالمين».
وحول نكسة ١٩٦٧، قال التلمسانى إنها نتيجة «ما ألحقه بنا عبدالناصر بسبب تصرفاته الخرقاء وحماقته المخربة وما جره علينا من تخريب وإفناء» وفى الحالين ٥٦، ٦٧ لا حرف واحداً ضد المعتدين على بلادنا وهم دوماً كذلك ألم يقل مرشد سابق «طظ فى مصر»؟ وهم يفعلون ذلك بخصومهم الآن فيصفونهم «سحرة فرعون» «المنافقين اليهود» «الحشرات والصراصير» وشكراً لهم على حسن أدبهم.
#رفعت_السعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟