مجدى نجيب وهبة
الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 14:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
** لا تبشروا الشعب بـ"داهية واحدة" .. بل بشروهم بستين داهية ، رغم أنف بعض التصريحات البلهاء ، لطمأنينة الشعب المصرى .. فالإعلام يبذل أقصى جهده لتضليل الشعب ، والبحث عن المصائب .. فعندما ننسى أشكال المجلس المنحل إداريا وخلقيا ، يعود الإعلام للبحث عن عودتهم من خلال الشاشة الصغيرة .. وكل نائب يقدم تبريراته أو إعتذاره ، إذا جاز هذا القول للناس ، على أخطائه التى إرتكبها فى الشهور القليلة لعمر المجلس المنحل ..
** منذ يومين إستضافت "لميس الحديدى" ، "البلكيمى" .. وبالطبع تابع الجميع الحوار .. هذا بجانب ظهور خبراء مركز دراسات "الداهية" الإستراتيجية .. الذين نسمع عنهم لأول مرة .. والفقهاء الدستوريين الذين يحللون ويبرمجون كل الأحكام الدستورية لصالح جماعة الإخوان المسلمين .. ومع علم الإعلام بذلك ، إلا أنك تفاجئ وأنت تتابع أى قناة أنك لا تجد إلا هؤلاء الفقهاء الدستوريين ، وعلى رأسهم الفقيه الدستورى "ثروت بدوى" .. وكى تصبح خبيرا إستراتيجيا فى شئون الداهية .. وتجرى وراءك الفضائيات .. عليك أن تمجد فى ثورة "25 يناير" .. وإنك مكثت بالتحرير ، لم تغادر الميدان طوال 18 يوما ، ليس بحثا عن الشهرة ، بقصد البحث والتحليل .. وإنما بحثا عن الداهية التى سنصل إليها !!!..
** خبراء الداهية العسكريون .. لهم عدة محاور .. يتحركون من خلالها ، فالجنرال "ممدوح شاهين" ، ناعم الحوار ، دمس الخلق ، مثابر ، كل بياناته الحنجورية تعمل لصالح الإخوان المسلمين .. والنتيجة المنطقية هى صعود الإخوان وسيطرتهم على الشارع المصرى بالبلطجة والإجرام ..
** يلعب خبراء الداهية الإستراتيجية من خلال الإعلام المصرى ، والفضائيات دورا خطيرا فى الترويج والتلميع للإخوان .. حتى وصلوا كالسرطان إلى كل منافذ الحكم فى مصر ..
** ظلت القنوات التليفزيونية تضلل فى الشعب منذ 25 يناير حتى تاريخ هذا المقال .. بتقديم برامج سياسية ، مستغلين أجواء الإنفلات والفوضى لتدمير الديمقراطية .. كما يمهدون لأجواء الديكتاتورية ، بإستخدام السيف واللحية التى دمرت الأمم والشعوب التى وقعت فى براثنها ..
** أخطر ما فى الأمر .. أن كثير من القوى السياسية التى تختلف مع النظام السابق ، والمجلس العسكرى .. تستخدم سلاح الجماعة المحظورة للمكيدة وتصفية الحسابات ، والتعبير عن معارضتها للثورة والمجلس العسكرى .. دون أن يدركوا أنهم يرقصون مع الذئاب التى سوف تأكل عظامهم قبل لحومهم .. لكنها النظرة القصيرة والحسابات الصغيرة والمكاسب السريعة التى تصيب أصحابها بعمى الألوان ..
** خبراء الداهية الإستراتيجية والإعلامية .. يتعمدون جذب الرأى العام ، بعيدا عن القضية الأساسية التى يجب أن ندافع عنها .. وهى مدنية الدولة المصرية .. إلى أفكار خادعة مثل اللجنة التأسيسية ، والمطعون فى دورها للإستمرار بالإكراه والبلطجة على عمل دستور .. ويظل الجدال قائم على صحة اللجنة أو عدم دستوريتها .. ولأنه لا توجد دولة ، فأصبحت المحظورة فى كل شارع وكل قرية وكل مؤسسة .. وأصبحنا نسمع كل لحظة بعض العناوين الصادمة .. مثل تصريح هام من رئيس الدولة "محمد مرسى" حول تعيين الفريق "سامى عنان" وزير الدفاع ، والمشير محمد حسين طنطاوى ، الرئيس الحالى للقوات المسلحة ، "نائبا لرئيس الجمهورية محمد مرسى" ، بحسب ما نشرته وكالة أنباء "موسكو" على موقعها الإلكترونى .. وأيضا نسمع أخبار عن نفى ما تردد من خلافات بين رئاسة الجمهورية والمجلس العسكرى بشأن وزير الدفاع .. ثم يتم تسريب الشائعات من نوعية "البرادعى يتلقى عرضا بتكشيل الحكومة" ، و"البرادعى" ينفى ويصرح على لسانه ، لماذا يقبل أن يكون رئيس الحكومة ، وهو أمامه فرصة فى الإنتخابات القادمة خلال ثلاثة أشهر بإنتخابه كرئيس للجمهورية ..
** تصريح أخر يقول "د. حازم الببلاوى يتلقى عرضا بتشكيل الحكومة" ، والببلاوى ينفى ، ومشاورات مع الدكتور "محمد أبو العينين المصرفى" المعروف لرئاسة الحكومة .. ثم نكتشف أنها مجرد شائعة .. وأنباء عن مشاورات مع فاروق العقدة ، محافظ البنك المركزى لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة ، وأنباء عن إعتذاره .. أو عدم طرح المنصب عليه من الأساس ..
** وتأتى المفاجأة بإختيار الدكتور "هشام قنديل" ، وزير الرى والموارد المائية .. وهو الإختيار المفاجئ .. ويفسر البعض إختيار وزير الرى لهذا المنصب .. لأن الجماعة تميل لإختيار مساعدين وليس شركاء ..
** الداهية الكبرى .. هى من المسئول عن تسريب كل هذه الشائعات .. بالقطع الإجابة هم الجماعة أنفسهم ، فالتسريبات التى نشرتها وكالة "أنباء موسكو" هى فى غاية الخطورة .. وربما تجعلنا نعرف حقيقة الخدعة الكبرى التى عاشها البلهاء من الشعب المصرى ، والتى أطلق عليها المجلس العسكرى "ثورة 25 يناير" المجيدة ..
** لقد أعلنت فى أكثر من مقال أنها لم تكن بثورة .. ولكن المجلس العسكرى هو الذى أراد لها أن تكون ثورة .. ومعنى ذلك ، إذا صحت هذه الشائعات ، فهذا يؤكد سيناريو المؤامرة بالمستندات بين كل من المجلس العسكرى والذى يرفض هذا الإتهام كليا وجزئيا ، وبين الإخوان المسلمين ، وبين الإدارة الأمريكية ... وهذا يتم عن قصد بعد الإتفاق بين كل الأطراف يتم تسريب الشائعة ، وإنتظار رد فعل الشارع .. فإذا صمت الشعب ، وتناول الإعلام المضلل الشائعة ، بالإستعانة بخبراء الداهية الإستراتيجية للترويج لها .. فهذا يعنى فرضها على الشعب ، ويتم دمج وزارة الدفاع والمجلس العسكرى فى حزب الحرية والعدالة .. وهى رسالة أيضا إلى كل القوى السياسية ، أن توفق أوضاعها على هذا النظام الجديد ، ودولة المرشد الجديدة ، التى يحكمها "محمد بديع" ويعاونه "محمد مرسى" ، والمشير "طنطاوى" .. ويتم ترقية الفريق "سامى عنان" ليصبح وزيرا للدفاع .. وكأنهم يتحدثون عن عزبة القرود ، وليس دولة مصر .. وعلى الـ 90 مليون مواطن مصرى أن يرضخ لهذا النظام الجديد .. المتواطئ بين جماعة الإخوان المسلمين ، والمجلس العسكرى .. وهنا علينا أن نفصل بين المجلس العسكرى والجيش المصرى .. لأن ما يتم الترويج له الأن ، هو إهدار لكرامة الجيش المصرى الذى حمى مصر منذ فجر 23 يوليو 1952 حتى الأن .. ولم يسمح الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" أن يكون للإخوان أى دور فى مصر ، وهو يعلم أنها منظمة تخريبية ، وعندما سمح لهم "السادات" بالعمل فى العلن ، قاموا بخداعه وتصفيته جسديا .. وعندما أعطى لهم "مبارك" حرية العمل السياسى وأصبح لهم 88 مقعدا فى البرلمان ، حرضوا على الحكومة وأشعلوا الفوضى ، وتآمروا على الوطن ..
** يقوم الإخوان الأن بإستهلاك وقت الشعب فى المجادلات والشائعات ، ويمكن أن تسألوا أنفسكم .. كم من البرامج والساعات التى نقضيها أمام التليفزيون فى حضور خبراء الداهية الإستراتيجيون ، وهم يترجون المحظورة الإعتراف بحقوق المرأة والأقباط .. ولم يسأل متنطع واحد نفسه يوما من الأيام .. هل الأقباط والمرأة ينتظرون الإعتراف بحقوقهم من جماعة محظورة .. أم هو حق دستورى يتمتعون به لأنهم مصريون ، ينعمون بالمساواة ، ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ؟!!.. ونعود للسؤال الهام .. أى داهية نحن ذاهبين إليها .. ونحن ننتظر دعاة الإرهاب والفوضى أن يمنحوا أبناء هذا الشعب حقوقهم المشروعة ؟!!..
** أقول لهذا الشعب .. وأنا لم أتوقف عن الكتابة لإبداء الرأى والنصيحة .. ليس هناك سوى مخرج واحد للخروج من هذا الفخ .. وهو خروج الشعب المصرى بأكمله من منازلهم ، ومن أعمالهم إلى الشوارع .. حاملين اللافتات ، مطالبين بإسقاط "ثورة العار 25 يناير" ، ومحاكمة ومحاسبة كل المضللين الذين ضحكوا على البسطاء .. والأهم والأخطر من ذلك ، هو غلق الحدود فورا مع قطاع غزة .. وتطهير البلاد من الأسلحة التى دخلت البلاد وتمشيط سيناء للبحث عن الإرهابيين من منظمات إرهابية عديدة يعلمها أطفال الحضانة .. ولا تحتاج إلى تحريات المباحث ، أو بلاغات لسيادة النائب العام .. الذى أقول له كفاكم تهريج بإحالة الإعلامى "توفيق عكاشة" إلى التحقيق فى البلاغ المقدم ضده من أحد جهابذة الإخوان ، والإتهامات الساذجة التى تتهمونه به كالتخابر مع إسرائيل والتحريض ضد رئيس الدولة لقلب نظام الحكم ، وعدة إتهامات ساخرة .. فلا يمكن أن يتم إحالة بلاغ بهذا الشكل للتحقيق فيه .. إلا إذا كان الهدف هو إرهاب كل من يدافع عن مصر .. فهذه مصيبة كبرى ، وكارثة .. فالمتأمرون أصبحوا شرفاء .. والشرفاء أصبحوا متأمرين .. فماذا ينتظر شعب مصر من داهية أكثر من ذلك؟؟!!!...
#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟