خطر التسول على النساء

سيد جلوب سيد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 11:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

خطر التسول على النساء

ظاهرة التسول ليس محلية إنما هي ظاهرة عالمية واضحة وللبيئة الاجتماعية الأثر الكبير في تحديد شكل التسول لذا تأخذ عملية التسول أشكال مختلفة حسب طبيعة المجتمع فالمجتمع الذي يتذوق الفن تجد متسوليه يتسولون بفنهم وعرضه في الشوارع كالرقص والغناء والرسم والرياضة وهذا واضح للأعيان في أوربا .
في حين المجتمع الذي يهتم ويتعاطف مع المعاق تجد متسوليه من المعاقين او المجانين . وهناك مجتمعات أخرى تتعاطف مع المرأة والطفل وكبير السن وهي ميزة ظاهرة في المجتمعات العربية .فتكون الغالبية العظمى من المتسولين من هذه الفئات. لذا استغلت هذه الفئات اشد استغلال ولاسيما المرأة استغلت استغلالا كبيرا في ظاهرة التسول اذ أكدت الدراسات أن النساء المتسولات أكثر من الرجال المتسولين لما تواجهه المرأة من ضغوط وعنف اسري واستغلال من الأزواج العاطلين او المدنين او من الآباء الفقراء العاجزين عن العمل ودفع بناتهم الى الشوارع للتسول بطريقة مذله .
ولان الناس تتعاطف مع النساء بحسن نية او بسوء نية تجمع المرأة أكثر ربحا من الرجال من وارد التسول وبمرور الوقت يصبح مفهوم الذات عند المرأة المتسولة منخفض ولا تجد لذاتها قيمة تذكر ولاسيما صغيرات السن والباكرات منهن تنزلق بعضهن في هاوية المتاجرة بالجسد فضلا عن إنهن يملكن مستوى تعليمي متدني او أميات لا يفهمن إلا الوصول إلى المال بأي طريقة حتى عن طريق الانحراف الأخلاقي . أما أبشع استغلال للمرأة في ظاهرة التسول للنساء المعاقات يستغلهن من منظمات غير شرعية وغير قانونية تعتاش عليهن وأهميتهن في هذه المنظمات تأتي من أهمية العضو المفقود عندها اذ ان أكثر جلبا للمال الإعاقات العقلية . لان الناس لا تشك انها عاجزة وغير قادرة على المعيشة .
والنساء أكثر قابلية في إظهار المؤثرات التي تجعل الناس تتعاطف مع حالتها ولها القابلية في نقل ماساتها بصورة واقعية الى الناس
لذا يجب ان يكون هناك برامج حماية للنساء من ظاهرة التسول وتكون هناك مراقبة شديدة لتنفيذ برامج حماية النساء وفرض عقوبات قانونية على أولياء أمورهن. ومن يثبت عليه تورطه في تشغيل زوجته او بنته ودفعها الى التسول اما ملاحقة المتسولات وإلقائهن في سجون حجز الرعاية الاجتماعية بدون خضوعهن لبرامج حماية هي حلول غير دقيقة وعلى الدولة ان تهتم في تغيير هؤلاء اكثر من اهتمامها في جمالية شارع مليء بالمتسولين.

#سيد_جلوب_سيد_الكعبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات